فورين بوليسي: الجيش وقمع المعارضين والديكتاتورية أسباب تقوض حكم السيسي

- ‎فيأخبار

تحت عنوان "هل يتعاطف التاريخ مع نظام السيسي؟" نشر روبرت دي كابلان، الأكاديمي المتخصص في الجغرافيا السياسية في معهد أبحاث السياسة الخارجية بواشنطن بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية نتيجة نقاشه مع سعد الدين إبراهيم، معتبرا أنه "أوضح منظور للحاكم العسكري الحالي لمصر يقدمه المعارض الذي شهد صعود وسقوط الحكام السابقين".
الصورة التي اختارها كبلان هي لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وهو يشهد عرضا عسكري في موسكو إلى جوار عسكريين وحكاما ديكتاتوريين من إفريقيا في 9 مايو 2015.
آفاق قائد الانقلاب

وبعد أن استعرض معه التاريخ الذي عاصره "إبراهيم" لاسيما في عهد المخلوع حسني مبارك فصل رؤيته للسيسي تحت عنوان "لكن ماذا عن آفاق السيسي للمضي قدما"؟ فنقل عن "إبراهيم" وآخرين، لم يسمهم، أن السيسي هو في الواقع عكس مبارك. بدلا من كونه قائدا لديه عقلية تصريف أعمال، فهو رجل مجتهد في عجلة من أمره.
وأضافوا أن السيسي يعلم أن الشارع أطاح بكل من مبارك في 2011 و"رئيس الإخوان المسلمين" محمد مرسي في 2013. السيسي مصمم على أن هذا لن يحدث له.
ووصفوه بأنه "أصبح حديثا إلى حد ما في قالب أواخر القرن العشرين، من الحكام المستنيرين على النمط الاستبدادي، مثل بارك تشونج هي في كوريا الجنوبية، ولي كوان يو في سنغافورة، ومهاتير بن محمد في ماليزيا.
وفي توضيح لدلائل رؤيتهم السالفة قال كبلان "إنه يستخدم رقمنة حفظ السجلات لإثراء مصر لدفع المزيد من الضرائب. لقد كان يبني عاصمة جديدة فخمة ومدنا تابعة في الصحراء بمساعدة الصين. هناك المئات من المشاريع الجديدة، مثل مصايد الأسماك، وإدارة مياه الصرف الصحي، والقضاء على الأحياء الفقيرة، وقد بدأها بمساعدة من اليابان وأوروبا".
واستدرك قائلا: "ومع ذلك لا يزال الاقتصاد المصري يهيمن عليه جيش شديد الانحدار وغير مرن في الوقت الذي تكون فيه التسلسلات الهرمية المسطحة في وضع أفضل للاستفادة من تعقيدات العصر الرقمي".
وأضاف: "وبحسب ما ورد تخضع وسائل الإعلام التأسيسية لسيطرة أجهزة المخابرات".
وتابع: "سجل السيسي في مجال حقوق الإنسان هو ببساطة سجل فظيع مع وجود العديد من النشطاء في السجن وتقارير عن حالات الإخفاء والتعذيب على نطاق واسع".
وأردف: "ولأنه لا يُسمح بالنقد من خارج النظا، فإن حكم السيسي يهدد بالتقويض بسبب مناخ من عدم كفاية التفكير النقدي".
مشيرا إلى نموذج في السقوط وهو لعبد الناصر قائلا: "في الواقع كان غياب النقاش في ظل نظام الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الأيديولوجي المتشدد عاملاً في الكوارث العسكرية المصرية في اليمن في الستينيات وضد إسرائيل في عام 1967".

وعود السيسي
وأضاف: "كان العقد الأول من حكم السيسي مليئا بالوعود، كما كان عهد مبارك".
وأوضح أن "كليشيهات واشنطن القائلة بأن مصر دولة استبدادية تتلاشى أهميتها ولا تذهب إلى أي مكان، في إشارة لتجاهل السيسي، هو مجرد خطأ واضح".
وأكد الكاتب أن "علاقة مصر الأمنية مع إسرائيل نشطة للغاية ومكثفة. إن معاملة النظام للأقلية المسيحية القبطية أفضل من أي وقت مضى منذ ما قبل انقلاب الضباط الأحرار عام 1952".
وأشار كابلان إلى أن من قابلهم ومنهم سعد إبراهيم يرون هذه النهاية للسيسي "لكن كما يُظهر تحليل إبراهيم ، قد يصبح السيسي عرضة لنفس قوى الانحدار مثل أسلافه العسكريين في السلطة. الطاقة المطلقة والنماذج الآسيوية لن تكون كافية. رسالة إبراهيم في حياته، مثل رسالة جيلاس، هي أنه بدون جرعة حيوية من الحرية وحقوق الإنسان لن تحدث الحداثة الحقيقية. كانت تلك مأساة ناصر ومبارك. هل يستطيع السيسي كسر الحلقة"؟
لم يفت سعد الدين إبراهيم وكابلان أن يمنحا صحف الانقلاب مادة يمكن أن يتناولوها بشكل مختلف عما أراداه.
فلم يفتهم التلميح إلى عدم شرعيته، فقال: "ادعاء زعيم ما بالشرعية، خاصة في أعقاب الثورة، هو مجرد طموح: طموح لبناء وطنه وتنميته. كان ذلك ادعاء الزعيم المصري آنذاك محمد علي بالشرعية بعد رحيل نابليون عن مصر. كانت مطالبة الزعيم المصري آنذاك الخديوي إسماعيل باشا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كلاهما كانا بنائين عظماء، مما أرسى الأساس للقاهرة الحديثة. وكان هذا هو طموح السيسي في أعقاب الربيع العربي الفاشل".

وأضاف أي رئيس لمصر يعمل بشكل جيد في البداية. قال إبراهيم: "لكن مع الوقت الكافي ، لا يوجد حاكم يعمل بشكل جيد".