هل تتحرر فلسطين بوجود أنظمة عربية تحمي الصهاينة؟

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي يؤجج فيه صمود أهل فلسطين في القدس وغزة وحي الشيخ جراح، فإنها تعزّز أسوأ نوازع الاستبداد العربي الذي يتمثل بمزيد من التواطؤ المتعدد الأشكال مع كيان العدو الصهيوني، والذي كان محوره الخليج خصوصا الإمارات والسعودية وعصابة الانقلاب بمصر.
وكان لافتا الحديث عن عمل جهات عربية، وخصوصا الإمارات، على مساعدة الاحتلال والمستوطنين على تسريب العقارات الفلسطينية، ناهيك عن الأشكال الاستعراضية الكثيرة التي يتم التعبير فيها عن التقرب لإسرائيل، والتي كان آخرها إعلان منصة إعلامية إسرائيلية يرأس تحريرها صحفي إماراتي، وحديث قناة إسرائيلية عن دعوة مسؤولين عرب لآخرين إسرائيليين لمآدب إفطار رمضاني في دولهم!

كرامة يجهلها الخونة
في نضالهم ضد الاحتلال والعنصرية لا يفعل الفلسطينيون سوى ما يفعله أي شخص يدافع عن أرضه، لكنّهم، من دون أن يعلموا، يدافعون أيضا عن الكرامة التي أهدرها حكام عرب، وبين ليلة وضحاها أصبح حي الشيخ جراح بالقدس حديث العالم بسبب الاعتداءات الصهوينة على الفلسطينيين القاطنين فيه وامتداد الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى لا سيما في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الجاري.
وفي عام 2017 أثارت ما أسماها السفاح السيسي "نداءات" أمام الأمم المتحدة ردود فعل ساخطة، لاهتمامه بـ"المواطن الإسرائيلي" وأمنه واستقراره أكثر من اهتمامه بالمواطن المصري ومصيره، فضلا عن دفع الفلسطينيين للتصالح مع محتليهم والتعايش معهم دون ذكر حقوقهم.
وردا على خطاب السفاح السيسي، وصل الأمر إلى حد اتهامه "بالخيانة والصهيونية"، وخروجه عن المألوف وبيع الأمة العربية بالرخيص، ورأى آخرون عدم تطرق السفاح السيسي على ذكر هموم الأمة العربية والوقوف على أسباب معاناتها الحقيقية أمام العالم هو "خيانة للعرب جميعا"، وأضافوا أن اهتمامه بالمواطن الإسرائيلي أكثر من المصري وكأنه رئيس لإسرائيل لا للمصريين.
وشهد المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة الليلة الماضية مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الإرهاب الصهيونية أصيب خلالها أكثر من 200 فلسطيني.
ويشهد حي الشيخ جراح، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين شرطة الإرهاب الصهيونية وسكان الحي الفلسطينيين بعد تصاعد التوتر بشأن الإجلاء المحتمل لعائلات فلسطينية من منطقة يُطالب بها مستوطنون صهاينة.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق الاشتباكات التي وصل صداها إلى جميع انحاء العالم، اذ تصدر هاشتاج #انقذوا_حي_الشيخ_جراح باللغتين العربية والإنجليزية قائمة أكثر الهاشتاجات انتشارا في العالم.

الشيخ جراح
هي قرية مقدسية فلسطينية تتبع لمحافظة القدس وهي في الجانب الشرقي من البلدة القديمة لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، وهي الآن من أحياء القدس الشرقية، وقد أنشئ حي الشيخ جراح بالقدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.
أخذ حي الشيخ جراح بالقدس اسمه، من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عام، ويتهدده الآن مخطط إسرائيلي استيطاني تم الإعلان عنه ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م.
تقدّر مساحة سكان الحي المقدسي الشيخ جراح بـ808 دونمًا، ويقدر عدد سكانها بـ2800 نسمة تقريبًا، والإدارة المستولية على الحي هي بلدية الاحتلال في القدس، وتتميز بيوت الحي بهندستها الرائعة وصالوناتها الفاخرة، وأيضًا الشبابيك المزخرفة ذات الطابع الشرقي، والأسطحة المزينة بالقرميد وبأشكال مختلفة مثل الشرفات المطلّة على البساتين والحي، لكن تحاول السلطات الإسرائيلية إخفاء المظاهر الخلابة في الأحياء المقدسية وتدميرها، كما يجري في الجزء السفلي في الشيخ جراح.