في ختام شهر رمضان المبارك وفي مواجهة ممتدة مع المستوطنين، تمكنت المقاومة من إذلال حكومة نتنياهو ومن معه من الصهاينة العرب شركاء الصمت والتطبيع المخزي، موجهة أسباب الانتصار إلى الداخل الفلسطيني المحتل في تمهيد لنهضة بانتفاضة جديدة تجمع الفلسطينيين نحو هدف التحرير.
وطورت بشكل متسارع صباح الاربعاء 12 مايو 2021، ردود الفعل الفلسطينية في الداخل بعدما أشعل الفلسطينيون النيران في عدة نقاط لشرطة الاحتلال في مدن وبلدات عرب 48 في اللد وعكا وحيفا ويافا وأم الفحم، ورهط بلدة عربية تقع في شمال النقب في الداخل المحتل، وفي حيفا المحتلة تظاهر الفلسطينيون وأغلقوا الطرقات، واشتعلت المظاهرات الحاشدة في مدينة سخنين بالداخل الفلسطيني المحتل نصرة للقدس وغزة.
وقالت القناة السابعة الصهيونية: "قائد شرطة الاحتلال يكذب ويقول إنهم موجودون في اللد، والحقيقة أنهم فقدوا السيطرة تماما بالمدينة".
حرب أهلية
ونشر نشطاء مقاطع لتحرير مدينة اللد من الصهاينة بعدما أعلن رئيس بلدية اللد (الصهيوني) أنه "فقدنا السيطرة على المدينة".
وقالوا إن شوارع اللد تشهد حربا أهلية بين العرب واليهود هرب على إثرها المستوطنون في مدينة اللد.
وأكدت وسائل إعلام صهيونية أن هناك توجه لفرض حظر تجول في مدينة اللد للمرة الأولى منذ عام ١٩٦٦. وأشارت إلى أنه سيتم الدفع بقوات من حرس الحدود إلى عكا والرملة واللد وحيفا التي ينتفض فيها الفلسطينيون بشكل لم تشهده منذ زمن، وسط احتقان غير مسبوق ومعادلات جديدة تفرض نفسها على المشهد الفلسطيني.
ويضاف المشهد في الداخل الفلسطيني إلى مشهد هروب المستوطنين من مظاهرة اقتحام المسجد الأقصى، بسبب الصواريخ التي أطلقت من غزة، وفض جلسة للكنيست للسبب ذاته، بمثابة دليل دامغ على فشل الاحتياطات الصهيونية ومنها القبة الحديدية التي يسوّقها الاحتلال وحكومة نتنياهو باعتبارها من أنجح تقنياتها العسكرية، ما يعني أن المواجهات لن يوقفها الاحتلال أو سيفشل في وقفها دون تحقيق المقاومة أهدافها هذه المرة.
القسام تنفذ عهدها
وشهدت تل أبيب الثلاثاء، رشقات صاروخية "كبيرة" لأول مرة امتدت من الجنوب وصولا إلى منطقة تل أبيب وسط البلاد، الأمر الذي أحدث ذعرا وسط صفوف الاحتلال، وفي رشقة هي الثالثة خلال ال24 ساعة الماضية، أطلقت كتائب القسام في الثامنة من مساء الثلاثاء، بتوقيت القدس الشريف ١٣٠ صاروخا هي الأكثر نحو تل أبيب ومدينة يافا المغتصبة، ردا علي قصف دولة الاحتلال لقطاع غزة وقتلها المدنيين والأطفال.
ونشرت كتائب القسام رسالة تتوعد فيها الاحتلال بقصف تل أبيب ردا على استهداف برج سكني مدني في غزة.
وقالت يديعوت أحرونوت العبرية: "قوة الردع الإسرائيلية ضد غزة قد تآكلت تماما وهذا ما تؤكده الصواريخ التي ضربت القدس وتل أبيب بشكل مباشر".
ووجهت "القسام" ضربة صاروخية هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها وقالت عبر منصاتها: "الآن وتنفيذا لوعدنا، نوجه ضربة صاروخية هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها بـ130 صاروخا، ردا على استهداف العدو للأبراج المدنية".
وقال المتحدث الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة": "كتائب_القسام توجه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وهذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدا وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا".
أما المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم فقال: "العالم لا يحترم سوى القوي ونحن اليوم أقوياء بقوة مستمدة من الله والشعب الفلسطيني أجمع ".
مرمى النيران
وأشار فلسطينيون إلى أن فلسطين التاريخية المحتلة بأكملها باتت تحت مرمى نيران صواريخ المقاومة ، حيث وصلت الصواريخ إلى تل أبيب ووغوش دان وهرتسيليا ونتناينا ورعنانا وكفار ساب أما صافرات الإنذار فباتت تدوي في كل مكان.
وعمّت الاحتفالات والهتافات أرجاء الضفة الغربية بالتزامن مع إطلاق المقاومة للصواريخ على تل أبيب.
بالمقابل، علقت الحكومة الصهيونية جميع الرحلات بمطار بن جوريون في تل أبيب وسط إطلاق صواريخ من غزة، كما سارعت أجهزة الدفاع المدني إلى إطفاء الحرائق التي نقل شهود عيان بعضا منها من شوارع تل الربيع المحتلة.
وقال مراسل قناة "كان" العبرية: ما حدث هذه الليلة هو إعلان حرب من حماس على "إسرائيل".
وبعد قصف كتائب القسام، قالت القناة الـ12 الصهيونية إن 3 صهاينة أصيبوا بجروح طفيفة في القصف الذي تعرضت له مدينة حولون.
فيما قالت الجزيرة إن عشرات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من غزة على عسقلان أصابت أكثر من 80 صهيونيا بعضهم بحالات هلع نتيجة الرشقات المتتالية من صواريخ المقاومة، بعدما أحدثت الصواريخ الفلسطينية دمارا كبيرا في مباني عسقلان وأدت إلى اشتعال النار في بعض السيارات.