بالتزامن مع صواريخ المقاومة التي تهطل على الكيان الصهيوني وأصابته بشلل تام، خرجت حشود فلسطينية غفيرة في مظاهرات عارمة في مناطق عدة بالضفة الغربية تمثل نقاط تماس مع الاحتلال الصهيوني في إيذان بانطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة مدعومة من غزة بصواريخ المقاومة.
وأصابت صواريخ المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني بشلل تام؛ فقد أغقلت المطارات وتوقفت القطارات وأغقلت الشركات والمحلات ولم يعد يعمل في إسرائيل سوى الملاجئ يحتمي بها الفارون المذعورون من المستوطنين وقطعان الاحتلال من صواريخ المقاومة.
وقالت رويترز إن مالكي ناقلات نفط خام يطلبون التحول بعيدا عن عسقلان إلى ميناء حيفا بسبب التصعيد. كما طالب جيش الاحتلال، فجر الجمعة، سكان بلدات غلاف قطاع غزة بـ "البقاء في المناطق الآمنة حتى إشعار آخر". وأفاد بيان جيش الاحتلال، بأنه "بناء على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، يطلب من سكان البلدات الإسرائيلية، التي تبعد حتى 4 كلم من قطاع غزة، البقاء في المناطق الآمنة (الملاجئ) حتى إشعار آخر".
الضفة تنتقض
أصيب أكثر من 100 فلسطيني منذ فجر اليوم الجمعة 14 مايو 2021م وحتى كتابة هذه السطور في عدد من مناطق الضفة الغربية في مواجهات عنيفة اندلعت بين شبان محتجين وقوات الاحتلال نصرة للقدس وغزة، في وقت استشهد فيه فلسطيني عند مستوطنة قرب رام الله برصاص جيش الاحتلال بزعمه محاولته طعن جندي. ورشق المتظاهرون قوات الاحتلال بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات سيارات فارغة لمواجهة رصاص القوات الإسرائيلية، في حين قمعت الأخيرة المظاهرات بالرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبقنابل الغاز المدمع.
وقد اندلعت المواجهات بعدما خرجت مسيرات عقب صلاة الجمعة في مناطق عديدة ومنها الخليل ونابلس وبيت لحم ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلية وسلفيت والبيرة وغيرها، وذلك للتنديد بممارسات الاحتلال في القدس وغزة.
وكانت فصائل فلسطينية قد وجهت دعوات للمشاركة في تلك المسيرات عند نقاط الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية في مواقع متفرقة من الضفة. ولا تزال المواجهات مستمرة في عدد من المحاور وعند الحواجز العسكرية للاحتلال في الضفة، وعند الجدار الفاصل حيث سجل أعنف المواجهات حتى الآن في مدن الخليل وجنين ورام الله للتعبير عن الغضب الشعبي إزاء الممارسات الإسرائيلية.
آخر التطورات في غزة
ووفق آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة بقطاع غزة، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ يوم الاثنين عن استشهاد 119 فلسطينيا بينهم 27 طفلا و11 سيدة، وإصابة 621 بجروح. وقالت دائرة الإعلام الحكومي في غزة "جيش الاحتلال قصف 60 مقرا حكوميا ودمر أكثر من 500 وحدة سكنية بالكامل". وأضافت في بيان أن التقديرات الأولية للخسائر نتيجة العدوان على غزة بلغت 73 مليون دولار. وقد أقر جيش الاحتلال بأن الفصائل الفلسطينية في غزة أطلقت نحو ألفي صاروخ حتى الآن، من بينها 190 صاروخا مساء الخميس، مما تسبب في مقتل 9 إسرائيليين وإصابة 130 آخرين.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في بيان لها اليوم الجمعة 14 مايو 2021م، أنها وجهت ضربات صاروخية صوب مدينة القدس المحتلة وتل أبيب وأسدود وعسقلان وكريات ملاخي، ردا على استمرار القصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية في قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام أنها استهدفت مصنع كيماويات في بلدة نير عوز بطائرة شهاب المسيرة. كما أعلن جيش الاحتلال أنه أسقط طائرة مسيرة انطلقت من قطاع غزة.
ومن جانبها قالت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت موقع إيرز وزكيم شمال غزة، وموقع نحال العوز شرق غزة بعدد من قذائف الهاون. وأشارت سرايا القدس إلى أن مقاتليها قصفوا هرتسيليا وعسقلان بالصواريخ.
وكان جيش الاحتلال أعلن أنه شن غارات علـى 150 هدفا تحت الأرض شمالي غزة. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "منذ منتصف الليلة الماضية شاركت نحو 160 طائرة من نحو 6 قواعد جوية واستخدمت نحو 450 صاروخًا وقذيفة للإغارة على نحو 150 هدفًا خلال 40 دقيقة". وأضاف -في بيان- أن سلاح الجو يلعب دورا مركزيا في ضرب ما سماها أوكار "الإرهابيين" في قطاع غزة، مؤكدا توجيه "ضربة قوية جدا" لمقار حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالقطاع.
من ناحية أخرى، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنها أطلقت الليلة الماضية عشرات الصواريخ على عدة مدن إسرائيلية، من أبرزها تل أبيب وعسقلان وسديروت وبئر السبع، وذلك ردا على استهداف الاحتلال للمدنيين وقصف البنية التحتية والمنشآت في غزة.
وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت لأول مرة مناطق جنوبي إسرائيل بصواريخ يصل مداها إلى 250 كيلومترا، واستهدفت حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة بطائرات مسيرة مفخخة. وأكدت الكتائب أنها قصفت بعشرات الصواريخ، الخميس وصباح الجمعة، تل أبيب وبئر السبع ونتيفوت وقاعدة تل نوف وقاعدة نيفاتيم، وذلك بعد أن توعد الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة بأنه لا حدود حمراء في صد العدوان الإسرائيلي.
وفي تطور جديد، أعلنت كتائب القسام أن طائراتها المسيرة استهدفت ظهر أمس حشودا عسكرية إسرائيلية على تخوم قطاع غزة. وبث الجناح العسكري لحركة حماس صور مسيّرات "شهاب" المفخخة محلية الصنع التي دخلت الخدمة حديثا، مؤكدا أن الطيران المسير استهدف أمس منصة إسرائيلية للغاز بعرض البحر قبالة ساحل شمال غزة.
رفض الهدنة
وفي السياق، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين "المجلس الأمني المصغر قرر بالإجماع، خلال اجتماعه أمس، رفض كل الوساطات والمقترحات المقدمة إليه بشأن وقف إطلاق النار". من ناحيته، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تحارب على جبهتين، في الداخل والخارج. وأكد، في كلمة إلى الإسرائيليين، استمرار العمليات في قطاع غزة من دون سقف زمني، لكنه أقر بأن من المستحيل صد كل الصواريخ الفلسطينية. وأضاف نتنياهو أنه منح الصلاحيات الكاملة لقوات الأمن للتصدي لأعمال الشغب في الداخل، وهدد مخالفي القانون بالعقاب.
ومنذ أيام، تشهد البلدات والمدن الفلسطينية، والمدن التي يسكنها فلسطينيون ويهود داخل فلسطين المحتلة، مواجهات دامية بين السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض من جهة، وعصابات إسرائيلية متطرفة وقوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية من جهة أخرى.
وقد أصيب أمس أحد المستوطنين بالرصاص الحي إثر مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين بمدينة اللد، وسط إطلاق نار كثيف.وقد فرضت قوات الاحتلال حظرا على دخول المدينة، ومنعت التجول بدءا من مساء أمس. وقد شهدت اللد مواجهات عنيفة وغير مسبوقة الأيام الأخيرة أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني برصاص إسرائيليين.