غزة المحاصرة منذ 15 عاما.. كيف تفرض اليوم حظرا للتجول في مدن العدو؟

- ‎فيأخبار

بعد أكثر من 50 سنة من التهويل الإعلامي للفقاعة الصهيونية تأتي المقاومة الفلسطينية وتقصف تل أبيب بأكثر من 3000 صاروخ، وتجعل "القردة اليهود" يركضون في الشوارع كالمجانين وتفعل بالكيان الصهيوني ما لم يفعله أحد، وليس هذا فقط بل تلاعبت المقاومة بالقردة بحرب نفسية من خلال حظر التجوال ورفعه.
وأعلن "أبو عبيدة" الناطق العسكري باسم كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، مساء أمس السبت 15 مايو 2021، رفع حظر التجوال لمدة ساعتين عن تل أبيب.

على رجلٍ واحدة
وأضاف "أبو عبيدة": "بأمر من قائد هيئة الأركان أبو خالد محمد الضيف يُرفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلا، وبعد ذلك يعودوا للوقوف على رجل واحدة".
وكان أبو عبيدة قال في وقت سابق أنهم "جهزوا أنفسهم لقصف تل أبيب لـ6 أشهر متواصلة بعون الله"، وفي تغريدة أخرى كتبها أبو عبيدة عبر تويتر: "بمجرد التلويح بقصف برج مدني في غزة وجهنا قبل دقائق رشقة صاروخية تجاه تل أبيب".
وأردف قائلا: "بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجل واحدة وينتظروا ردنا المزلزل"، وأطلقت المقاومة الفلسطينية أمس رشقة صاروخية ضخمة تجاه تل أبيب ومدن الوسط والمدن المحتلة من فلسطين عام 1948.
ويعقب الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور، على تصريح الناطق العسكري باسم كتائب القسام بالقول: "أقوي تصريح عسكري نفسي في الحرب حتي الآن يؤكد هيمنة حماس علي إدارة المعركة رئيس أركان الكتائب محمد الضيف ينتزع السلطة الكاملة علي تل أبيب ومحيطها من نتنياهو وحكومته ويمنح الإسرائيليين فرصة للخروج من الملاجىء لمدة ساعتين".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن قطاع غزة تحيط به 7 معابر، تخضع 6 منها لسيطرة العدو الصهيوني، والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرتها معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر، وهو مخصص للأفراد فقط، والمنفذ الوحيد لسكان القطاع على الخارج، وتغلقه سلطات الانقلاب بشكل شبه كامل، منذ يوليو 2013، وتفتحه عند اشتداد الضغوط الدولية فقط.

معركة الوعي
وبالتوازي مع الضربات الصاروخية لعمق الداخل المحتل، تشهد الأراضي المحتلة توترا متصاعدا بين الفلسطينيين والمغتصبين الصهاينة، خاصة في في اللد ويافا، فيما تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن فقدان شرطة الاحتلال السيطرة.
وقال وزير الأمن الصهيوني بيني جانتس في جلسة المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، تعليقا على أحداث الداخل، إن ما يحدث في الشوارع "أخطر من المعارك العسكرية".
يقول المحامي والمختص بشؤون القدس خالد زبارقة، إن المعادلة الأساس لقراءة مشهد الاحتجاجات والحراك الشعبي، أن المجتمع العربي بالداخل جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، يفرح لفرحه ويتألم لألمه.
ويعتقد زبارقة، وهو من سكان مدينة اللد التي استشهد ابنها موسى حسونة، برصاص مستوطن، أن "الظلم الذي مارسته إسرائيل بمختلف أذرعها والتحدي الكبير لمشاعر المسلمين في رمضان أيقظ الضمائر والوعي وحرّك المشاعر وعزز من الهوية الوطنية والدينية لدى نفوس الشباب".
ودار حوار مؤثر بين مالك برج الجلاء في غزة -والذي يضم مقر شبكة الجزيرة وشبكات إعلامية عالمية- مع ضابط مخابرات صهيوني لإمهال شاغلي البناء دقائق قليلة إضافية لأخذ بعض الكاميرات والمعدات من المبنى قبل قصفه من طيران الاحتلال، إلا أن الطلب لاقى رفضا قاطعا من المتحدث الصهيوني.
وعلى الهواء مباشرة طلب مالك البرج من الضابط الصهيوني مهلة 10 دقائق فقط لدخول 4 أشخاص إلى البرج قبل قصفه وذلك لأخذ بعض الكاميرات والمعدات، إلا أن الضابط رفض ذلك وقال "ولا واحد يدخل العمارة ليش 10 دقائق ومن يدخل يدخل على مسؤوليته".
ولم تفلح جميع محاولات مالك البرج للمتحدث الصهيوني في ثني الأخير عن رفضه إعطاءهم المهلة القصيرة المطلوبة، ثم ختم مالك البرج المكالمة بالقول "تعب عمرنا كله راح، دمرتم ذكرياتنا وحياتنا.. لا أريد أن أتحدث عن كاميرا ما تريد عمله اعمله.. يوجد رب كبير".
أم الشهداء

وودعت الفلسطينية أم أحمد العابد نجلها مصطفى الذي ارتقى شهيدا في العدوان الصهيوني على غزة الخميس الماضي، وقالت في وداعه "الشباب بتتعوض بس الأقصى ما بيتعوض".
وكانت أم أحمد ودعت ابنها "أحمد" الذي نفذ عملية استشهادية عام 2003، ثم ودعت ابنها الثاني "خالد" شهيدا الذي كان يشارك في التصدي لعدوان 2009، وودعت الخميس ابنها الثالث مصطفى على درب الشهادة أيضا.
وتقول أم أحمد إن "3 قطع رحلوا عني.. الحمد الله.. لم يبق لي شيء، هم شهداء في سبيل الله ودفاعا عن الأقصى".

ويواصل الاحتلال الصهيوني سياسة استهداف الأبراج ومنازل السكان في قطاع غزة، بينما ردّت المقاومة بقصف العمق الصهيوني وأسقطت قتيلا وعشرات الجرحى، كما اعتبرت الفصائل أن تل أبيب باتت الهدف الرئيسي لصواريخها.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي خلال أسبوع من الإجرام الصهيوني بلغ 174 شهيدا منهم 47 طفلا و29 امرأة، فيما بلغ عدد الإضابات 1200 فلسطيني.