انتشر منذ ساعات على مواقع السوشيال ميديا هاشتاج #فلسطين_تنتصر، استكمالا للتضامن الشعبي العربي والأجنبي مع المقاومة الفلسطينية، وضد إجرام الاحتلال الصهيوني والإعلام الخليجي المصري المتصهين، ويرى مراقبون أن التضامن يجب أن يتحول لمقاومة فاعلة أكثر من كونه مشاعر عابرة.
ويطرح المراقبون خطة لمواجهة العدوان الصهيوني وعدوان إعلام الإمارات ومعها السفاح السيسي، وذلك من خلال إعادة فلسطين للمناهج التعليمية، وتجريم التطبيع بكافة صوره، والضغط على الدول الراعية للتطبيع، ومقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، مع حملات إعلامية لكسب الرأي العام العالمي.
علم فلسطين
في عام 2014 أي قبل سيمفونية رشقات الصواريخ الغزاوية على تل أبيب بنحو ست سنوات، فشل السفاح السيسي في أول اختبار حقيقي وجاد لسياسة عصابة الانقلاب الخارجية، في ضوء فضيحة التعاطي مع الحرب الصهونية على غزة في ذلك الوقت.
توهّم السفاح السيسي في بداية الحرب أن المقاومة الفلسطينية سوف تهرول إليه، تطلب نجدته وتدخله لوقف العدوان، ما قد يعطيه اليد العليا للضغط عليها، وابتزازها، مثلما يفعل مع بقية القوى الإقليمية، ولكن ما حدث أن الرجل تورط بشكل لم يكن يتوقعه، وفقدت عصابة الانقلاب بمصر إحدى أوراقها الإقليمية القوية، هي الورقة الفلسطينية.
فمن جهة أولى، كان هناك تعويل من عصابة الانقلاب ومعها الإمارات والرياض على أن تنجز إسرائيل المهمة، وتتخلص من حركة "حماس" أو تضعفها؛ لذلك عندما طُرحت مبادرة السفاح السيسي لوقف الحرب لم يتم عرضها على الطرف الأصيل في الصراع، وهو المقاومة الفلسطينية، ما أثار شكوكا كثيرة حول حيادية دور السفاح السيسي ونزاهته في الأزمة الحالية، وإذا ما صدقت التقارير الإخبارية الإسرائيلية، فإن المبادرة صِيغت بنودها في تل أبيب، وليس في القاهرة!
وانتشرت على مواقع السوشيال ميديا صورة اللاعبين الدوليين "فوفانا" و"شودري" وهما يرفعان علم فلسطين أثناء الاحتفالات بالتتويج بلقب كأس إنجلترا أمس السبت، وهو ما يؤكد افتضاح حقيقة كيان العدو الصهيوني للعالم، وكشف كذبه الذي يستدر به دعم وتمويل وتسليح العالم له، ولذلك أهمية قصوى، إذ يُسقِط من يد تل أبيب أهم وأخطر أسلحتها، والفضل لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأسفرت محاولة السفاح السيسي مع حلفائه الصهاينة الذين أقسم على حمايتهم لخنق "حماس"، وتحجيم الدور الإقليمي لحلفائها، حتى الآن، عن فشل ذريع؛ فأولا، أدى صمود المقاومة الفلسطينية، وتطور القدرات القتالية لحركة "حماس"، إلى زيادة أسهمها السياسية، وهو ما أعطاها ثقلا كبيرا على مائدة التفاوض، على عكس ما كان يتمنى السفاح السيسي وأبوظبي والرياض.
ثانيا، يبدو المحور الإقليمي المساند لحركة "حماس" أكثر قدرة على إدارة الأزمة من محور الانقلاب بمصر ومن يقف خلفه، ليس فقط بسبب علاقته المميزة بحركة "حماس"، الطرف الأساسي في الصراع، وإنما بسبب انفتاحه على بقية أطراف معركة الصواريخ، بما فيها أمريكا وكيان العدو الصهيوني.
ثالثا، لا يبدو أن حل الأزمة الراهنة سوف يمر بعيدا عن المقاومة الفلسطينية ومحورها، ما يعني ضرورة التواصل معه، والتفاوض حول شروطه ورؤيته للخروج من معركة الصواريخ.
حالة ذهول..!
ويعيش اعلام العار الخليجي المصري هذه الأيام حالة من الذهول بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة "سيف القدس"، سبقتها حالة غير مسبوقة من العداء للشعب الفلسطيني، وصلت إلى حد الشماتة والتشفي في ضحايا العدوان الصهيوني على غزة طيلة الأعوام السابقة، والمطالبة بضرب غزة لمساعدة الاحتلال الصهيوني في حربه على حماس.
ولم تعرف مصر هذه الحالة من العداء للفلسطينيين، أو أي شعب عربي آخر، في تاريخها الحديث، حيث بات الإعلام المصري الذي تموله الإمارات والسعودية المؤيد للانقلاب يستبيح أي شيء في معركته للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها عدوه الأول، وينظر إلى حماس بحسبها الفرع الإخواني في فلسطين.
ووصفت وسائل إعلام دولية تلك الحالة التي يعيشها إعلام الانقلاب بمصر بأنها "تشف وشماتة في سكان غزة وتقديم للدعم لإسرائيل، بعدما كانت قضية فلسطين القضية المحورية التي تجمع المصريين ولا خلاف بينهم على أن دعم الفلسطينيين واجب وطني وديني".
وأثار هذا التوجه للإعلام العربي المتصهين استغراب وإعجاب الصحافة الصهيونية التي قالت إنها لم تسمع مثل هذا الهجوم على الفلسطينيين في مصر منذ عدة أجيال.
وقال الإعلامي توفيق عكاشة أحد أكثر الإعلامين المصريين مهاجمة للمقاومة الفلسطينية إن مصر كانت الأحق بضرب قطاع غزة في هذه الأيام بدلا من إسرائيل، لكنها أضاعت الفرصة.
وفي موقف يظهر أعلى درجات العداء في مصر للشعب الفلسطيني، شنت الكاتبة لميس جابر، هجوما عنيفا على حركة "حماس"، وطالبت بطرد كل الفلسطينيين المقيمين في مصر، ومصادرة أملاكهم وأموالهم، بل واعتقال كل المتعاطفين مع القضية الفلسطينينة، في مشهد لم تعرفه مصر منذ بدء اليهود في احتلال فلسطين في بدايات القرن العشرين.
وفي مقال كتبه محمد زكي الشيمي، أحد القيادات في حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، قال بشكل صريح إن إسرائيل ليست عدو المصريين، وإن العدو الحقيقي هم الإخوان وحلفاؤها حماس وقطر وتركيا.
ودعا إلى ما وصفه بـ"تنظيف التاريخ والمناهج الدارسية والإعلام من الأوهام التي عاشت فيها أجيال من المصريين وهم يعتقدون أن إسرائيل وأمريكا أعداؤهم"!