أمريكا عارية.. دعم مطلق لحق إسرائيل في القتل وعصف كامل بحق الفلسطيني في الحياة!

- ‎فيعربي ودولي
(FILES) In this file photo taken on March 09, 2016, US Vice President Joe Biden and Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu shake hands while giving joint statements at the prime minister's office in Jerusalem. - President Joe Biden will talk "soon" with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu but has no "specific" plan to do so yet, the White House said on February 11, 2021, underlining an apparent distancing in the key relationship. (Photo by DEBBIE HILL / POOL / AFP)

رغم التقديرات الإستراتيجية والتحليلات الكثيفة التي تواردت منذ اقتراب فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية الأخيرة، بأنه سينحاز لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والحريات والديمقراطية وغيرها من قواعد الإنسانية في العمل السياسي والعلاقات الدولية، إلى أن جاء العدوان الصهيوني على غزة والفلسطينيين، ليكشف زيف هذه الادعاءات ويبرهن على أن الإدارات الأمريكية سوء كانت ديمقراطية أو جمهورية هي وجهان لعملة واحدة، اتفقوا على ضمان حماية أمن الكيان الصهيوني وحقه في قتل الفلسطينيين كيفما شاء وفي أي وقت أراد دون خوف من حساب أو مساءلة.
فرغم الجرائم البشعة التي يمارسها الصهاينة ضد الفلسطينيين من قصف بأسلحة محرمة دولية كالقنابل الفوسفورية أو القنابل الاختراقية التي تهدم البيوت فوق سكانها، لم يتلفظ بايدن وإدارته بإدانة واضحة لإسرائيل، بل إنه أكد على حق إسرائيل في حماية نفسها والدفاع عن دولتها، وهو إعلان بمثابة تأكيد على حق إسرائيل في القتل والحرب اللا متكافئة، التي تخوضها ضد الفلسطينيين.
ومن باب الإعلان والسياسة الدولية، طالب بايدن بوقف الأعمال العدوانية، في تصريح هلامي، كالذي قاله السيسي من قبل، بضرورة وقف العنف والأعمال العدائية، دون تحديد من المعتدي ومن الضخية، مساويا بين القاتل والمقتول. بل وافقت الإدارة الأمريكية على صفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة تصل لـ800 مليون دولار، كاسلحة وقاذفات تستخدم في العدوان على الفلسطينيين.
وفي ضوء الانحياز الأمريكي لإسرائيل، عرقلت الولايات المتحدة اﻷمريكية، أمس الأول، وللمرة الثالثة خلال أسبوع، صدور بيان مشترك من مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، حسبما نقلت جريدة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصادر دبلوماسية.
وعقب اجتماع طارئ للمجلس بخصوص القصف الإسرائيلي لغزة، وإطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، شدد ووزير خارجية الصين، وانغ يي، في مؤتمر صحفي على تحمل مجلس الأمن المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين، مضيفًا: «للأسف، ببساطة بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، بحسب المكتب الإعلامي للأمم المتحدة.
موقف الإدارة اﻷمريكية، وعرقلتها «وقف إطلاق النار»، كانا محل انتقاد من داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس جو بادين؛ إذ استنكرت النائبة بالكونجرس، أليكساندريا أوكاسيو أورتيز عدم وقوف إدارة بايدن في وجه «حليفها» إسرائيل، مشيرة إلى أن ذلك يعني عدم صدق الإدارة اﻷمريكية في دفاعها عن حقوق الإنسان.
إلى ذلك، صاغ 28 من البرلمانيين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي بيانًا، أمس، دعوا فيه إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، ومن بينهم السيناتور الديمقراطي ديك ديربان، وهو البرلماني الديمقراطي الثاني في قيادة الحزب بمجلس الشيوخ.
في الوقت نفسه، ورغم استمرار القصف الإسرائيلي لغزة، أكدت تقارير إسرائيلية أن المبعوث الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو، الذي يقوم بجولة في المنطقة ويتحدث حاليًا إلى قادة فلسطينيين وإسرائيليين، لم يقدّم طلبًا واضحًا من الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار، أو جدولًا زمنيًا يقضي بذلك، بل اكتفى بالتحذير من التصعيد، وفقًا لصحيفة «جارديان» البريطانية.
رغم عدم مطالبة المبعوث الأمريكي بوقف إطلاق النار بشكل واضح، مع الموقف المُعلن من الرئيس الأمريكي، بأحقية إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، إلا أن وزير الخارجية اﻷمريكي، أنتوني بلينكن، ثمّن الجهود التي تقوم بها مصر في محاولة للتوصل إلى وقف «للأعمال العدائية، وأهمية العمل معًا على إقرار السلام في المنطقة»، (في إشارة إلى المحاولات الدبلوماسية المصرية للوصول لاتفاق وقف إطلاق نار) وذلك خلال اتصال، مع سامح شكري، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وهو عجزينضاف لعجز آخر وتواطؤ يستهدف إطالة أمد العدوان على الفلسطينيين الذين زاد عدد شهدائهم عن 200شهيد ونحو 3 آلاف جريح وتهجير أكثر من 50 ألف من سكان غزة من مساكنهم إلى مخيمات ومدارس الأونروا طلبا للأمن من نيران القصف الصهيوني الغاشم. ولعل عدم قدرة الدول والحكومات العربية المجاورة لفلسطين عن ردع العدوان الصهيوني يفتح الباب أمام توسع كبير لدور الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة العنجهية الصهيونية وقتل الفلسطينيين بدم بارد.