اليد العليا.. المقاومة الفلسطينية تتفوق في معادلة الصراع مع العدو

- ‎فيعربي ودولي

يرى كثير من المراقبين أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تحقيق العديد من الانتصارات خلال الحرب الرابعة التي اندلعت بين المقاومة والكيان الصهيوني عقب العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى قبيل نهاية شهر رمضان. تحت هذه العبارة العديد من البشريات والانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية بنحو 50 ألف عضو في كتائب القسام و10 آلاف في سرايا القدس وعدد قريب من بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة الإسلامية والوطنية.
ومن أبرز ما حققته الفصائل ضرب خط أنابيب إستراتيجي (عسقلان ـ إيلات)، ووقف محطة تمار بالبحر المتوسط وتعطيل مطارات العدو في بن جوريون، وإدخال جلّ الصهاينة إلى الملاجئ والجحور تحت الأرض، وقاصفة عاصمة الصهاينة في تل أبيب، وتحقيق شرط انسحاب الشرطة والمستوطنين من القدس المحتلة وتوقف الاقتحامات.
الدكتور أحمد عبد العزيز الرنتيسي، نجل القيادي البارز الشهيد الرنتيسي (2004) قال إن "المقاومة تمكنت من تغيير معادلة الصراع مع المحتل…كنا نُقتل وحدنا وكان زعماء العرب يكتفون بالشجب والاستنكار. اليوم استطاعت المقاومة أن تفرض واقعاً جديداً ملخصه عمل رادع لهذا الاحتلال النازي؛ فبتنا نؤلم المحتل ونوقع به قتلى إن هو تجرأ على مقدساتنا ودمائنا وليقول المطبعون ما يقولون".

الأعداء يشهدون
ولأن الحق ما شهد به الأعداء، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية إن "المقاومة تمكنت من نقل المعركة إلى كل إسرائيل ولها اليد العليا". وتضيف "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن المقاومة الفلسطينية كان لها اليد العليا في الست الأيام الأولى من الحرب مما أثار الفوضى على جميع الجبهات".
ومن النقاط اللافتة، ما أشار إليه ناصر اللحام، مدير مكتب الميادين في فلسطين من أن صواريخ إسرائيل فشلت في اغتيال المجاهد يحيى السنوار قائد حماس في غزة وارتكبت مجزرة ضحاياها ثلاثة شهداء!

تدوير الأسلحة
ولفت مراقبون إلى أنه بالكم فإن الخسائر الصهيونية التي سببتها لهم الصواريخ الفلسطينية عام 2014، أتت في وقتٍ كان الاقتصاد الإسرائيلي معافى، وبعد سبع سنوات، تمكنت المقاومة الفلسطينية من زيادة قدراتها، الأمر الذي سينعكس زيادة على الخسائر الإسرائيلية. وكشف برنامج "ما أخفي أعظم" الذي يقدمه الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من استخدام أسلحة ومتفجرات بريطانية كانت متوجهة لقصف قطاع غزة قبل 100 عام وإعادة تدويرها واستخدامها لقصف الكيان الصهيوني. وأشارت تقارير العدو إلى أن المقاومة الفلسطينية تمكنت حتى ظهر الاثنين، من إطلاق أكثر من 3100 صاروخ على الكيان خلال سبعة أيام، مقارنة ب 4500 صاروخ خلال سبعة أسابيع في حرب 2014.

عدم كفاءة القبة الحديدية
ولعل هذا الارتفاع من جانب العدد والنوعية في صواريخ المقاومة، والقدرات التصنيعية، وتقديم أسلحة جديدة مثل عياش 250 والتوسع باستخدام الكورنيت وتوظيف المسيرات (طائرات بدون طيار) كطائرة انتحارية في المغتصبات القريبة من غزة؛ كسر بدوره الهالة الإعلامية عن القبة الحديدة التي لا تقهر، بحسب إدعاءات الصهاينة وحكومة تل أبيب. وهو ما أوقع انهيارا معنويا أقوى من إخفاء الصهاينة حجم خسائرهم البشرية والمادية جراء قصف الكيان المحتل بكل النقاط.

وبحسب صحيفة "كلكليست" الاقتصادية، فإن الخسائر التي مني بها الاحتلال في 11 يوما تفوق تلك التي تكبدها في حرب عام 2014 والتي استمرت 51 يوما. وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة الأضرار المباشرة والتي تكبدها الاحتلال في 11 يوما تقدر بحصيلة أولية بأكثر من 300 مليون شيقل إسرائيلي (حوالي 92 مليون دولار أمريكي)، مقارنة بـ200 مليون شيقل إسرائيلي (حوالي 61 مليون دولار أمريكي).
ولفتت إلى أنه تم رفع 5300 بلاغ بالأضرار في الممتلكات، من سكان مستوطنات الغلافة ووسط فلسطين المحتلة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع الأيام المقبلة بعد عودة الإسرائيليين إلى المنازل والأراض الزراعية مع وقف إطلاق النار. وذكرت أنه في عام 2014 كان عدد مطالبات التعويض عن الأضرار المباشرة حوالي 4000 بلاغ فقط.
خسائر مادية فادحة
وأضافت أن الزيادة الكبيرة في الأضرار التي لحقت "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" يعود سببها إلى أن معدل إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة خلال الـ11 يوما قارب الـ3800 صاروخ، مقارنة بنحو 4600 صاروخ في حرب الـ51 يوما في عام 2014.
وحول تفاصيل الأضرار، أشارت الصحيفة إلى أنها تشمل 3400 مينى و1700 مركبة، و100 بلاغ عن أضرار أخرى، بالإضافة إلى أضرار طالت البنية التحتية.
وجغرافيّا، توزعت البلاغات بالأضرار إلى: حوالي 2600 بلاغ بالتعويضات في المنطقة الجنوبية، ونحو 2300 من منطقة تل أبيب، والبقية في القدس وحيفا، حيث يضاف للأضرار ما نجم عن المواجهات في المدن المختلطة. وبحسب تفاصيل الأرقام فإن الأضرار ما بين المنطقة الجنوبية، والوسط تتساوى تقريبا، فيما أشارت الصحيفة إلى أن هذه الأرقام تسجل فقط الأضرار المباشرة.
وسجلت مدينة عسقلان المحتلة، أعلى نسب أضرار، حيث وصلت مجمل البلاغات بالتعويض إلى 1,087 بلاغا. وكشف ناشطون عن جملة من الخسائر الفادحة في الاقتصاد اليهودي ويتمثل في أن بلغت تكلفة الصواريخ التي أطلقها الصهاينة خلال يومين فقط كلفهم أكثر من 50 مليون دولار ، وأن ثمن كل صاروخ 150 ألف دولار، بخلاف المقاومة التي لا يكلفها الصاروخ الواحد على أكبر تقدير 15 ألف دولار.
وأضافوا أن نتائج شلل حركة الطيران، وتعطيل العمل في حقل تمار، وتعطل وإغلاق كامل وجزئي للمصانع في غلاف غزة تسبب في خسائر اقتصادية وخسائر فادحة، قدرها البعض بأكثر من 270 مليون دولار (خلال يومين).
ولفت مراقبون إلى أن الاحتلال تكبد خسائر خلال أيام فاقت 921 مليون دولار.
https://twitter.com/sYOgwnzeCoRYP4q/status/1394271777191309319
الباحث الاقتصادي الأردني عامر الشوبكي قال إن خسائر الاحتلال وصلت ١.٨ مليار دولار خلال اسبوع، عوضا عن انهيار البورصة التي فقدت أكثر من ٣٠٪ من قيمتها التسويقية، بحسب حكومة الاحتلال. وأضاف الشوبكي، أن الخسائر الاقتصادية ستكون محور محتمل لعدم استمرار الحملة العسكرية في غضون يومين لعدم القدرة على تحمل الخسائر الاقتصادية.