“السيستم واقع” في أول أيام الامتحان التجريبي للثانوية العامة.. لماذا يصرون على الفشل؟

- ‎فيأخبار
Pupils use tablets during courses in a classroom at the Leonard de Vinci 'connected' middle school in Saint-Brieuc, western France on September 12, 2013. The Leonard de Vinci school is one of the 23 middle schools in France to be connected to the internet and to be using new information technologies during courses. AFP PHOTO / DAMIEN MEYER / AFP PHOTO / DAMIEN MEYER

أسئلة عديدة يطرحها إصرار وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب على الاستمرار في مراهقاته وافتكاساته، التي يبدو أنها على هوى العسكر، لإشغال قطاع واسع من الشعب المصري وإغراقه في مشاكل أبنائه التعليمية وإصابتهم بالفزع على مستقبلهم الذي بات على المحك في ظل استخدامهم كحقل تجارب للوزير الذي أثبت التجارب أنه فاشل من طراز رفيع.
وعلى الرغم من أن التعليم هو القاطرة الوحيدة القادرة على تطوير المجتمع والارتقاء به، إلا أن العسكر مصممون على تدميره بسياساتهم العشوائية؛ فعلى عكس الدول التي تطورت بالاهتمام بالتعليم كبروندي وماليزيا تسير مصر نحو الفشل بإصرار عجيب. حيث كانت ماليزيا قد وجهت جل ميزانياتها ومقدراتها المادية قبل 15 عاما لتطوير التعليم بكل مراحله، حتى أصبحت الآن نمرا آسيويا في مصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا واقتصاديا، إذ إن التعليم هو القادر على الارتقاء بالصحة والاقتصاد والقدرات العسكرية والتصنيع والزراعة والتكنولوجيا وكل شيء.
وكذا فعلت بورندي التي خرجت من أشرس حرب أهلية قضت على نحو 2 مليون مواطن من قبائل الهوتو والتوتسي في ظل تورط فرنسي واسع حرض الهوتو على تدبير مذابح مروعة للتوتسي، قبل نحو عقدين، ولكنها وجهت اهتممها على التعليم كوسيلة للإصلاح الاجتماعي والتطوير وبناء الدولة، حتى باتت من كبريات الدول المتقدمة في إفريقيا حاليا، ومقصدا للشركات العالمية والاستثمارات التقنية والصناعية والتجارية.
إصرار على التجريب

أما في مصر فيصر طارق شوقي على تطبيق منظومة غير ملائمة للمدارس والبنية التحتية للعملية التعليمية من الأساس، فما بين التابلت الذي لا يجد انترنت أو شبكة ملائمة لعمله بالمدارس، إلى منظومات الأسئلة الاختيارية إلى اختزال المناهج، وصولا إلى إجبار المعلمين على الكتابة بالقلم الأزرق في الأوراق الامتحانية من أجل إنجاح الطلاب حتى افتكاس تقييم جديد لطلاب النقل في الثانوية العامة والإعدادية والابتدائية، "اجتياز/عدم اجتياز"، مع اجتياز جميع من حضر الامتحان حتى لو لم يكتب كلمة واحدة في الامتحان، وعمل امتحان تكميلي لمن لم يحضر الامتحان الأساسي، ينجح فيه الطالب بمجرد الحضور فقط؛ مما حول جميع الصفوف الدراسية لمهزلة من الابتدائي حتى 2 ثانوي، الكل ناجح حتى لو لم يعرف أن يكتب اسمه، وهو ما يعايشه المعلمون من كارثة في مدارسهم إذ إن أغلب الطلاب لا يستطيعون كتابة اسمهم ويدخلون الثانوي العام، ومع نظام الامتحانات الاحتيارية يمكن لهذا الطالب أن يجتاز الامتحانات ويحقق درحات معتبرة تمكنه من دخول إحدي الكليات، ليتخرج الطبيب الفاشل والمهندس المستهتر وتضيع معهم مصر؛ وهو ما يبدو هدفا للسيسي ونظامه العسكري، حيث يعلمون أبناءهم بالمدارس الدولية التي لها نظامها التعليمي الجاد بعيدا عن ترتيبات طارق شوقي وافتكساته سواء لمواجهة كورونا، أو المنظومة الجديدة.

تكرار الفشل 

وكما اشتكى طلاب الثانوية العامة منذ العام الماضي، من سقوط السيستم وعدم تمكنهم من أداء امتحانهم، وهو ما عالجه الوزير المفتكس طارق شوقي بتقسيم الطلاب على ساعات مختلفة لدخول الامتحان، وهو ما سرب كل الامتحانات وإجابتها العام الماضي، يكرر الوزير أخطاءه وكوارثه بحق طلاب الثانوية العامة.
بالأمس ، اشتكى الآلاف من طلاب الثانوية العامة، من سقوط السيستم خلال الامتحان التجريبي، الذي بدأ 23 مايو. وبحسب الطلاب، كان "السيستم شبه واقع ومعظم الطلاب معرفتش تدخل". وبسبب تعثر الإنترنت ومشاكل التقنية، كان الوقت غير كافٍ لكل الطلاب لدخول الامتحان. ويعتبر امتحان الثانوية العامة التجريبي، نقطة أساسية تكشف لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، المشكلات التي يمكن أن تواجه الطلاب، وذلك بحسب ما كشفه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلا أن كل مرة تحدث نفس المشكلات ويكرر الوزير مراهقاته.
يشار إلى أن الامتحانات بدأت يوم 23 و25 وتمتد حتى 27 مايو 2021، وهي امتحانات تجريبية بلا درجات ولكنها بروفة لعمل امتحانات مجمعة على التابلت لطلاب الثانوية العامة. وقالت وزارة التربية والتعليم، إنه سيتم استخدام طرق تصحيح إلكترونية جديدة في عدد محدود جدًا من المدارس، ثم نطبق هذه التجربة على جميع المدارس في الامتحان التجريبي الثالث، والذي سينعقد لطلاب التابلت في المدارس المجهزة فقط، وسيكون ورقيا لطلاب المنازل في نفس التوقيت في منتصف يونيو القادم.
ومع استمرار المراهقات التي يمارسها السيسي ونظامه، انحدر تصنيف مصر في مؤشر جودة التعليم إلى المرتبة قبل الأخيرة على مستوى دول العالم، وفق مؤشر جودة التعليم الصادر عن منتدى دافوس، حيث احتلت مصر المرتبة 139 من إجمالي 140 دولة، وفق تصنيف العام 2021م.