محمد خير موسى يكتب: علة الصراع بين العدوان والطائفية

- ‎فيمقالات

من الخطورة بمكان حرف علّة المواجهة بين المظلوم والظّالم والمُعتدي والمُعتدى عليه وتحويلها إلى علّةٍ اعتقاديّةٍ أو طائفيّةٍ أو علّة قوميّة لأنّ هذا معناه الدّخول في صراعٍ لا نهاية له، فلا يمكن لطائفةٍ أن تنهي أخرى ولا لقوميّةٍ أن تبيدَ قوميّة أخرى.
فالسبب والعلّةُ في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ هو عدوانه واحتلاله وليس يهوديّته، فنحن نقاتل الصّهاينة لأنّهم معتدون لا لأنّهم يهود.
وكذلك في الثّورة السّوريّة سبب المواجهة بين الثّوّار والنّظام السّوريّ هي أن بشّار الأسد معتدٍ لا أنّه نصيريّ، وكذلك سبب المواجهة مع إيران لا لأنّها شيعيّة ولا لأنّها صفويّة ولا لأنّها فارسيّة بل لأنّها معتدية، وكذلك الأمر بالنسبة لميليشياتها من أمثال الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيّين فعلّة مواجهتهم هو أنّهم يمارسون العدوان لا لأنّهم شيعة إماميّة أو غير إماميّة.
إنّ العدوان والعدوان فقط هو العلّة في مواجهة المعتدين وليس ديانتهم ولا طوائفهم ولا قوميّاتهم ولا أعراقهم، وكلّ تجييشٍ في إطار التحشيد الطّائفيّ هو نوعٌ من استخدام الطّوائف والأديان في المعركة، وأيّ تأصيلٍ للصّراعِ على أنّ منطلقه وعلّته طائفيّة هو تأصيلٌ باطلٌ وينطوي على مخاطر حقيقيّة في الخطاب الشرعيّ والدّعويّ مآلاتها غير محمودةٍ على المدى القريب والبعيد معًا.