بعد 8 سنوات انقلاب.. الرئيس مرسي ما يزال أيقونة الربيع العربي

- ‎فيلن ننسى

في ذكرى مرور 8 سنوات على الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي وقف بجانب غزة ضد العدوان الصهيوني، وقال عبارته المشهورة "لن نترك غزة وحدها"؛ فتوقف العدوان في الحال، وفتح أبواب البلاد للأشقاء في سوريا، وفعل الكثير والكثير رغم تآمر الدولة العميقة المدعومة من أجهزة المخابرات العامة والعسكرية والصهيونية والإماراتية والسعودية والأمريكية بهدف إجهاض الحلم المصري للديمقراطية.

في هذه الذكرى التي انقض فيها العسكر على أول تجربة ديمقراطية وأجهضوها في مهدها خشية انتقال التجربة إلى بقية الدول العربية وثورتها ضد القمع والديكتاتورية.

وقال أسامة رشدي، نائب رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، إن الشعب المصري يتأكد يوما بعد الآخر من نزاهة الرئيس الشهيد محمد مرسي ووضاعة وخسة الانقلاب العسكري الذي اختطف هذا الرئيس وزج به في غياهب السجون دون تهمة أو جريمة إلا أن الشعب المصري قد انتخبه في انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة، وبسبب الشرعية التي كان يتمتع بها ولا زال السيسي يفتقدها حتى وقتنا الحالي.

تآمر وانقلاب

وأضاف رشدي في حواره مع تليفزيون "وطن"، أن كل الأقنعة سقطت الآن وبات الجميع يعرف أن السيسي اتصل بتشاك هاجيل وزير الدفاع الأمريكي 50 مرة، كما اعترف هاجل نفسه في تصريحات لـ"نيويوركر مجازين" قبل عدة سنوات وكشف أن بعض هذه المكالمات كانت تستمر أكثر من ساعة.

وأوضح "رشدي" أن السيسي كان يتآمر طوال الفترة التي جلس فيها في مكتب وزير الدفاع لمدة 11 شهرا من أغسطس 2012 حتى يوليو 2013، كما رأينا ما كتب في كتب أجنبية مثل مذكرات كيركيباتريك ومذكرات هيلاري كلينتون وشهادات البرادعي وغيره ممن وثقوا هذه المرحلة، وأيضا تسريبات مكتب السيسي وكيف أن حركة "تمرد" كانت حركة مخابراتية، كل هذه المؤامرات نسجت بليل مظلم لحرمان مصر من حقها في حكومة وطنية منتخبة تعمل على تنميتها وتحقيق استقلالها.

وأشار "رشدي" إلى أن السيسي يخشي من الجيش، وهو ما ظهر من القوانين التي سنها السيسي بعد الانقلاب، وأيضا تعاقده مع إدارة الرئيس جو بايدن على تزويد طائرته الشخصية بمضادات صواريخ، موضحا أن أول قانون مرره السيسي عبر عدلي منصور كان يتعلق بالتراتبية العسكرية فجعل نهاية خدمة الضابط هي سنتين بعد رتبة عميد ويتقاعد والتجديد بعد ذلك يكون عاما بعام.

ولفت إلى أن الرئيس محمد مرسي كان من الشعب ويعبر عن ثورة يناير التي نادت بالعيش والحرية، وكان يعمل على تحقيق أهدافها وفي مقدمتها الحريات والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما حقق نجاحا اقتصاديا كبيرا خلال العام الذي حكم فيه، ولأول مرة منذ 50 عاما حقق ميزان المدفوعات فائضا ويتحول من عجز 11.3 مليار دولار إلى فائض 275 مليون دولار.

عصر الحريات

بدوره، قال المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن يوم 3 يوليو يمثل تاريخا حزينا في تاريخ مصر والأمة العربية والإسلامية، وهو اليوم الذي انتهت فيه أول فرصة وتجربة ديمقراطية تمر بها مصر في العصر الحديث وهو اليوم الذي انتهي فيه حكم أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا من قبل الشعب المصري.

وأضاف الحداد في حواره مع تليفزيون "وطن"، أن إنجازات الرئيس مرسي خلال عام واحد كثيرة لا تعد ولا تحصى، مضيفا أن ملف الحريات شهد خلال عهد الرئيس مرسي تحولا كبيرا، فلم ترق قطرة دم واحدة بسبب رجاله أو نظامه، ولم يتم القبض على صحفي واحد، بل ذهب بنفسه إلى السودان وأحضر معه صحفية مصرية ألقي القبض عليها في السودان، وأعادها على طائرته الخاصة إلى مصر، كما عدل القوانين حتى لا يحبس صحفي في عهده.

وأوضح أن ما يحدث في مصر يتعارض مع كل قواعد الدين والشرع والقانون والأخلاق والإنسانية، وقد سعى الرئيس مرسي قدر استطاعته إلى تطبيق القانون الحقيقي والعدل بين الناس، مضيفا أنه منذ ثورة 25 يناير كان يحدوها الأمل في أن تصبح دولة حقيقية يفرح بها أهلها بل وتجذب الآخرين من العالم إليها.

ولفت إلى أن الرئيس مرسي أعاد افتتاح مصنع السيارات الوحيد في مصر، واحتفل بعيد العمال داخل مصنع الحديد والصلب الذي تم إغلاقه الآن، وكان حريصا على تنمية الصعيد فأقام أول مصنع لأجهزة التابلت في مصر في بني سويف، وإنشاء مصنع أخرى في سيناء لجذب الطاقات البشرية إليها.

ونوه بأنه سيأتي يوم يرد فيه للرئيس مرسي اعتباره كما حدث مع الرئيس التركي الأسبق عدنان مندريس الذي أعدم من قبل الانقلابيين، وبعد 50 عاما من إعدامه يتم الآن تكريمه وتسمية الشوارع والمدارس والمطارات باسمه، وتم نقل رفاته من الجزيرة التي دفن فيها إلى مقر جديد في إسطنبول، وتحول إلى مزار تاريخي، وأصبح مندريس رمزا وطنيا في تاريخ الدولة التركية.

https://www.facebook.com/Watantv.Lives/videos/2925069851109381