بعد ارتفاع أسعار البترول.. موجة غلاء تطول السلع الغذائية والخضروات والفواكه

- ‎فيتقارير

مع ارتفاع أسعار البترول عالميا في ظل الانقسامات داخل منظمة "أوبك بلس" ومواصلة سياسة خفض الإنتاج، ما دفع بسعر برميل البترول للوصول لـ 78 دولارا. توقع خبراء أن تشهد مصر موجة جديدة من ارتفاع الأسعار والتضخم ما يهدد بمزيد من الركود والكساد فى الأسواق المصرية خاصة فى ظل عجز نظام الانقلاب عن زيادة الإنتاج ووقف مسلسل التعثر وإغلاق المصانع والشركات، وعدم التوقف عن الاستدانة من الخارج والداخل؛ ما يشير إلى أن الاقتصاد المصرى فى طريقه إلى الانهيار.

كان أحدث تقرير صادر عن الغرف التجارية قد كشف عن ارتفاع أسعار 18 سلعة خلال شهر يونيو الماضى، فى مقدمتها السكر بـ6% والبطاطس 30% والكوسة الحشو بـ54% والباذنجان الأسود الرومى 25% ، والفلفل الاخضر بـ20%، والجزر بـ25% وكرنب الوسط بـ20% والموز بـ20 %والتفاح الأصفر المستورد بـ25% والبرقوق بـ25% والبيض بـ26% والبيض الأحمر بـ18%.

وأشار التقرير إلى ارتفاع سعر اللاكية «كيلو كابسى أبيض نصف لامع» بـ2%، ولتر «تنر سوبر» بـ25%، بينما ارتفع كيلو الزنك بـ25%، ومعجون شروخ البناء 37% وكالون الأهرام «2 و6 سكات» بـ3%.

معدلات التضخم

وكشف عيد الشريف، عضو شعبة مواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مصانع الإسمنت رفعت الأسعار بقيمة تتراوح بين 50 إلى 200 جنيه في الطن. وقال «الشريف»، في تصريحات صحفية، إن الزيادة المفاجئة في أسعار الإسمنت جاءت بعد موافقة جهاز حماية المنافسة على تخفيض الطاقة الإنتاجية لـ23 شركة.

وأشار إلى أن إسمنت المسلح سجل ، 805 جنيهات للطن، كما سجل إسمنت النصر 780 جنيهًا للطن، وسجل إسمنت النهضة 780 جنيهًا ، والمخصوص سجل 800 جنيه بينما سجل إسمنت السويدي 800 حنيه ، وسجل إسمنت الممتاز 860 جنيهًا للطن ، كما سجل إسمنت العسكري 840 جنيهًا ، وسجل إسمنت حلوان 820 جنيهًا للطن.

وبالنسبة لمعدلات التضخم أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع معدل التضخم الشهرى بنسبة 0.3% لشهر يونيو 2021، مشيرا إلى أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية بلغ 113.2 نقطة لشهر يونيو 2021، فيما سجل معدل التضـخم السنوي لإجمالي الجمهورية 5.3% لشهر يونيو 2021 مقابل 6.0% لنفس الشهـر من العام السابق.

وأرجع جهاز الإحصاء أسباب هذا الارتفاع إلى ارتفاع أسعار مجموعة الزيوت والدهون بنسبة (13.5%)، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (1.6%)، مجموعة السلع والخدمات المستخدمة في صيانة المنزل بنسبة (0.3%)، مجموعة خدمات مرضى العيادات الخارجية بنسبة (0.8%)، مجموعة المنتجات والاجهزة والمعدات الطبية بنسبة (0.2%)، مجموعة خدمات النقل بنسبة (0.5%)، مجموعة الرحلات السياحية المنظمة بنسبة (3.3%) .

وحول التغير الشهري (شهــر يونيو 2021 مقارنة بشهـر مايو 2021) سجل قسم الطعام والمشروبات ارتفاعاً قدره (0.7%) وتأتى التغييرات نتيجة للآتي:

ارتفاع أسعار مجموعة الزيوت والدهون بنسبة (13.5%)، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (1.6%)، مجموعة الحبوب والخبز بنسبة (0.2%)، مجموعة السكر والأغذية السكرية بنسبة (0.1%)، مجموعة منتجات غذائية أخرى بنسبة (0.1%).

واشار الجهاز الى أن قسم الأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية والصيانة سجل ارتفاعاً قدره (0.3%) بسبب ارتفاع أسعار مجموعة الأثاث والتجهيزات والسجاد وأغطية الأرضيات الأخرى بنسبة (0.4%)، مجموعة الأجهزة المنزلية بنسبة (0.4%)، مجموعة الأدوات الزجاجية وأدوات المائدة والأدوات المنزلية بنسبة (0.4%)، مجموعة السلع والخدمات المستخدمة في صيانة المنزل بنسبة (0.3%).

وسجل قسم الرعاية الصحية ارتفاعاً قدره (0.3%) بسبب ارتفاع أسعار مجموعة خدمات مرضى العيادات الخارجية بنسبة (0.8%)، مجموعة المنتجات والأجهزة والمعدات الطبية بنسبة (0.2%) .

وأضاف: قسم النقل والمواصلات سجل ارتفاعا قدره (0.4%) بسبب ارتفاع أسعار مجموعة خدمات النقل بنسبة (0.5%)، مجموعة شراء المركبات بنسبة (0.3%)، مجموعة المنفق على النقل الخاص بنسبة (0.2%) لافتا إلى أن قسم الثقافة والترفيه سجل ارتفاعاً قدره (1.3%) بسبب ارتفاع أسعار مجموعة الرحلات السياحية المنظمة بنسبة (3.3%) فيما سجل قسم السلع والخدمات المتنوعة ارتفاعاً قدره (0.1%) بسبب ارتفاع أسعار مجموعة العناية الشخصية بنسبة (0.2%).

 

صعود سريع

حول هذه التطورات كشفت مصادر مسؤولة بحكومة الانقلاب أن الفترة الراهنة لن تشهد تأثرا واضحا على الواردات؛ لأن خطة التعاقدات تكون منذ عدة أشهر، وهو ما قد يدفع لجنة التسعير لتثبيت سعر المنتجات البترولية خلال الشهور الثلاث المقبلة، موضحة أنه في حال مواصلة ارتفاع الأسعار قد تتغير المعادلة السعرية الخاصة بتحديد سعر المنتجات البترولية.

وقالت المصادر إن توقعات المؤسسات العالمية تشير إلى صعود سريع قبل انخفاض الأسعار مجددا قبل بداية الربع الأخير من عام 2021.

وزعمت أن تقليص نسبة البترول المستخدم في مصر سيمنع تقلبات الأسعار على المدى البعيد، خاصة أن قرارات تحديد أسعار الغاز الطبيعي في يد مصر وشركائها الدوليين وبالتالي لا تتأثر بالسعر العالمي. وأكدت المصادر أن الموازنة العامة تتحمل عبئا إضافيا يتراوح بين 3 و4 مليارات جنيه عن كل دولار زيادة في سعر البرميل عالميا وهذا المتوسط السعرى على مدى عام مالي كامل.

 

الغذاء والمواد الخام

وقال الدكتور هاني أبو الفتوح خبير اقتصادي، إن ارتفاع أسعار النفط له آثار على أسعار الغذاء وتوريدات المواد الخام. خاصة في ظل الارتفاع السريع لسعر البرميل من خام برنت، الذي ارتفع الي نحو إلى 74.46 دولار للبرميل، وصعود سعر  نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي ليصل الى  71.22 دولارًا للبرميل .

وأكد أبو الفتوح فى تصريحات صحفية، أنه تزامنا مع ارتفاع أسعار النفط ارتفعت الأسعار العالمية للأغذية في شهر مايو الماضى بأسرع معدل شهري لها منذ أكثر من  عشر سنوات بحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن تأثير هذا الارتفاع سيكون واضحا في أسعار المواد الغذائية والسلع الأولية الأخرى خاصة في فترة انتشار وباء فيروس كورونا وعدم وضوح الرؤية بخصوص التعافي.