عن الانقلاب الفاشل بتركيا.. مراقبون: أعداء الحرية والديمقراطية لم ولن يتوقفوا

- ‎فيأخبار

في ١٥ يوليو  ٢٠١٦ قامت محاولة انقلاب عسكري في تركيا على يد حفنة من الجنرالات الخونة باءت بالفشل بعد رفض معظم أفرع الجيش الانضمام إليها من جهة، ومناوءة جهاز المخابرات العامة والشرطة له، إضافة إلى الرفض الشعبي العارم الذي تجلى في المظاهرات الحاشدة التي اعترضت طريق الدبابات بعد نداء أطلقه الرئيس رجب طيب أردوغان لخروج الجماهير للتصدي لهذا الانقلاب المجرم من جهة ثالثة، فضلا عن وضوح صوت المعارضة برفضهم تدخل العسكر في أمور الدولة من جهة رابعة.

https://twitter.com/Muhamed_Erdogan/status/1415742108187693063

صمد وساند الصامدين

الكاتب الصحفي قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، عبر حساباته على التواصل قال إنه "رغم مرور ٥ سنوات على دحر المحاولة الانقلابية إلا أن المؤامرات على أردوغان وحزبه لم تتوقف، لكنه صمد بل حقق حضورا أكبر لتركيا في الملفات الإقليمية مثل مواجهة حصار قطر والحرب في ليبيا وأذربيجان، وسوريا".

وأضاف: "لن أنسى أيضا مظاهر الفرح لإعلام السيسي وبن سلمان وبن زايد في اللحظات الأولى للانقلاب الفاشل في تركيا، وكيف رقصوا وهللوا بينما كانت عيون المؤمنين بالحرية تمتلئ بالدموع وأكفهم ترتفع بالدعاء أن لا يجمع الله علينا انقلابين. وقد استجاب الله لهم. فلم يطلع الفجرإلا بعد هزيمة الانقلابيين". وأشار إلى أنه لن ينسى "اللحظات القاسية ليلة ١٥ يوليو  ٢٠١٦، اللحظات الأولى للانقلاب العسكري في تركيا، وفرض حظر التجول، ووضع المتاريس في الشوارع، واضطراري للمشي أكثر من ساعة ونصف وسط أصوات الرصاص، ثم طوابير الزحام بمحطات البترول وماكينات البنوك، ثم خروج الأتراك لمواجهة الانقلابيين..ثم لحظات النصر".

العدو لا يزال يتربص

وكتب د. عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ورئيس أكاديمية العلاقات الدولية، أنه "في مثل هذا اليوم من 5 سنوات #15_يوليو_2016 كان هناك عسكر خونة أيضا حاولوا إسقاط تركيا نظاما ودولة وتجربة، لكن كثيرا من العوامل قادت لفشل الخونة وإفشال المخطط التدميري الذي كانت تدعمه أطراف دولية وأطراف عربية، وكنا في قلب الأحداث نتابع ونراقب، وندعو الله ألا يُمكّن للخونة ومن خلفهم".

واعتبر أن "فشل الانقلاب في تركيا "تجربة تستحق الدراسة والتقييم والبناء عليها في مواجهة العسكر الخونة في مصر الذين كان إعلامهم الموازي في مثل هذا اليوم يتحدث عن ثورة، كما قالوا في تركيا وهروب أردوغان ولجوئه إلى ألمانيا، وكان إعلام الإمارات والسعودية يفتح بثا مباشرا قبل أن يخرج أردوغان على الهواء ويخرس أصواتهم جميعا".

وكشف أنه "رغم مرور هذه السنوات لم يتوقف الخونة ولن يتوقفوا عن مخططاتهم من داخل تركيا ومن خارجها؛ لتدمير مقدراتها مستعرضا أهم دروس التجربة والتي تمثلت في:1ـ اليقظة الإستراتيجية، وامتلاك كل أدوات القوة لردع الخونة أيا كانت هوياتهم وتوجهاتهم.2ـ الوقوف على أوجه القصور والعمل على معالجتها بشكل مستمر.

3ـ الاستثمار في الإرادة الشعبية لأنها الضامن الأول للحفاظ على مقدرات الدولة.

4ـ الاستفادة من التجارب والخبرات السابقة، وخاصة تجارب الانقلابات التي مرت بها تركيا عبر تاريخها المعاصر، منذ إعلان الجمهورية 1923 وحتى اليوم.

5ـ التقييم الدقيق لخرائط التحالفات، وعدم الثقة المطلقة في أي حليف، مهما كان حجم العلاقة معه؛ لأن التحالفات تتغير بتغير المصالح والأدوار والوظائف.

6ـ التذكير الدائم بأدوار التحالفات المضادة وأدوارها الوظيفية في محاولة الانقلاب الفاشلة.

7ـ التمييز بين من يستثمر في الشعب ومقدراته، حفاظا على قوة الدولة وأمنها، وبين من يستثمر في العسكر وسلاحهم حفاظا على قوة النظام وبقائه واستبداده رغم فساده وخيانته".