نزيف الدماء يستمر في شمال سيناء.. وتقرير حقوقي يوثق انتهاكات خطيرة

- ‎فيأخبار

أعلن جيش الانقلاب اغتيال 89 شخصا بزعم انتمائهم لتنظيم ولاية سيناء، في عمليات عسكرية بشمال سيناء، وهي منطقة ينشط فيها تنظيم الدولة الإسلامية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وفقا لموقع "ميدل إيست آي".

نزيف الدماء لا يتوقف 

وقال المتحدث باسم الجيش، في بيان صدر الأحد على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: "وسط الجهود المتواصلة لملاحقة العناصر الإرهابية وهزيمتها… خلال الفترة السابقة، نفذت القوات المسلحة… عمليات أدت إلى مقتل 89 تكفيريا خطيرا… في شمال سيناء".

ولم يحدد البيان، الذي استخدم مصطلح "تكفيري" للإشارة إلى المتشددين المتطرفين، إطارا زمنيا للعمليات، لكنه قال إن الجيش تكبد ثمانية خسائر.

وقال الجيش إنه دمر 404 عبوة ناسفة وأربعة أحزمة ناسفة و 13 نفقا يستخدمها المسلحون في التسلل إلى الأراضي المصرية.

ونشرت صور بشعة لبعض المسلحين القتلى مع البيان، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة المصادرة.

وقد أصدرت وزارة الدفاع بحكومة الانقلاب، بيانا مفصلا على موقعها الإلكتروني يؤكد العمليات، قالت فيه إن الجيش دمر أيضا 404 عبوة ناسفة وأربعة أحزمة ناسفة و 13 نفقا يستخدمها المسلحون في التسلل إلى الأراضي المصرية.

وأشار موقع "ميدل إيست آي" إلى أن القوات المسلحة حاربت لسنوات تمردا في شبه جزيرة سيناء بقيادة الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية.

في عام 2013، تصاعد التمرد الجهادي في شمال سيناء، الذي بلغ من العمر عقدا من الزمان، وقد شنت معظم الهجمات في شبه جزيرة سيناء، لكنها استخدمت أيضا الأراضي كمنصة لشن هجمات في أماكن أخرى من مصر.

وفي فبراير 2018، شنت حكومة الانقلاب عملية على مستوى البلاد ضد المتشددين المسلحين، تركزت بشكل رئيسي على شمال سيناء والصحراء الغربية في البلاد.

وقتل في سيناء نحو 1,060 مسلحا وعشرات من رجال الأمن، وفقا للأرقام الرسمية، ولا تتوفر أي حصيلة للقتلى من مصادر مستقلة، حيث أن شمال سيناء خارج نطاق الصحفيين بسبب التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الانقلاب هناك.

عشرات القتلى في شمال سيناء

وفي السياق ذاته وثقت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" في النصف الأوّل من عام 2021، استمرار انتهاكات حقوق الإنسان منذ نحو سبعة أعوام في محافظة شمال سيناء، على خلفيّة الحرب على الإرهاب الدائرة فيها وعمليات القتل والاستهداف، سواء من قبل قوات الجيش والشرطة أو الجماعات المسلحة.

وتعيش المحافظة منذ أكتوبر 2014 حالة طوارئ، بعدما بدأت سلطات الانقلاب حربها على تنظيم ولاية سيناء.

وبحسب بيانات الجبهة، فقد قُتل على يد عناصر "ولاية سيناء" 22 مدنيا على أقلّ تقدير، من بينهم امرأة وطفلة، وأُصيب سبعة مدنيين بجروح على أقلّ تقدير، من بينهم امرأة، كذلك عمد التنظيم إلى اختطاف 26 مدنيا منذ بداية هذا العام، من بينهم ثمانية في يناير وثلاثة في فبراير و15 في مارس وقد اختطف 24 من مدينة بئر العبد، واثنان من مدينة الشيخ زويد.

كذلك، قُتل على يد عناصر التنظيم 51 عنصرا من القوات المسلحة على أقلّ تقدير، من بينهم سبعة من الذين يُطلَق عليهم اسم "مقاتلي الصحوات" في وسط سيناء في النصف الأوّل من عام 2021، و"مقاتلو الصحوات" هم أفراد مجموعة مسلحة من اتّحاد قبائل شمال سيناء تحارب إلى جانب قوات الجيش في وجه التنظيم.

وبحسب بيانات الجبهة نفسها، فقد وصل عدد القتلى المدنيين على يد قوات الأمن إلى أربعة في النصف الأوّل من عام 2021 وعُرف من بين هؤلاء دلال حسن نصر (راعية أغنام) في الشيخ زويد، وأحمد فرحان الحمايدة، ومواطنان آخران في بئر العبد.

أمّا عناصر تنظيم "ولاية سيناء" الذين قُتلوا على يد قوات أمن الانقلاب في النصف الأول من عام 2021، فعددهم 31 بحسب تقرير الجبهة. 25 منهم في يناير، واثنان في فبراير، واثنان في مارس، واثنان في مايو، واثنان في يونيو.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أعربت عن مخاوفها بشأن انتهاكات سلطات الانقلاب من تهجير وإخفاء قسري وتعذيب وغيرها في شبه جزيرة سيناء، داعية حكومة الانقلاب إلى الاعتراف بأنّ حرمان الناس من حقوقهم، كما هي الحال في كلّ البلدان التي تواجه تحديات أمنية وتطرفا عنيفا، لن يجعل الدولة أكثر أمانا، بل سوف يساهم في تفاقم عدم الاستقرار.

 

https://www.middleeasteye.net/news/egypt-89-insurgents-killed-north-sinai-operations