“فارس حسونة”.. لماذا استحقت قطر ميدالية ذهبية حُرمت منها مصر؟

- ‎فيتقارير

لا يمر يوم إلا وتتأكد سيطرة عصابة الانقلاب على الرياضة بصورة بشعة فى غياب القانون، وتغليب سطوة العصابة عن طريق اللجنة الأوليمبية، خصوصا بعد تشكيل ما يسمى بلجنة التسوية وفض المنازعات، برئاسة وزير الرياضة في حكومة الانقلاب، وعضوية موظف الوزير.
مشاهد عدة تكشف العوار الذى تعيشه الرياضة المصرية تحت بيادة الانقلاب، آخرها تتويج الرباع القطري، من أصول مصرية، فارس إبراهيم حسونة بالميدالية الذهبية في منافسات رفع الأثقال للرجال وزن 96 كيلو جراما ضمن فعاليات أولمبياد طوكيو 2020.

اتحاد المحاسيب!
وحقق فارس إبراهيم حسونة رقمًا أولمبيًا في المجموع بلغ 402 كيلو جرامات، ليمنح قطر أول ميدالية ذهبية في تاريخها بالأولمبياد. وذلك بعد أن سجل سجل 177 كيلو جرامات في منافسات الخطف و225 كيلو جرامات في النطر، كما أنه حاول أن يسجل رقما قياسيا عالميا في محاولته الأخيرة برفع 232 كيلو جرامات لكنه أخفق.
وعقب هذا التتويج خرجت بعض الأقاويل حول كيفية تجنيس هذا اللاعب، وهل هرب من مصر ليمثل قطر أما ماذا دار وكيف وصل لمنصات التتويج الأولمبية.
فارس إبراهيم حسونة، ولد عام 1988 بمدينة المحلة، وهو لاعب رفع أثقال قطري من أصول مصرية، والده هو إبراهيم حسونة أحد أهم رباعي رفع الأثقال المصريين، وهو مدربه أيضًا.
وكانت أول مشاركة رسمية لفارس إبراهيم مع منتخب قطر عام 2014 في بطولة كأس قطر الدولية لرفع الأثقال، وشارك تحت العلم القطري في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016.
يقول ممدوح نصر الله: " المصري فارس حسونة لاعب رفع أثقال حصل على الجنسية القطرية بعد اتهامه للاتحاد المصري بتجاهله لخلافات مع والده إبراهيم حسونة بطل مصر السابق. وحصل مع قطر على برونزية بطولة العالم لشباب رفع الأثقال ومن خمس دقايق حصل على ذهبية رفع اثقال باسم قطر هي الاولى في تاريخها شكرا".
يقول الكاتب الصحفي خالد الأصور: "لم تفعلها مصر حتى الآن قطر تفوز بأول ميدالية ذهبية في الأولمبياد، عبر لاعبها في رفع الأثقال، وهو من أصل مصري فارس إبراهيم حسونة..".
مضيفا: "وهنا لازم نقول: الأم مش هي اللي ولدت، الأم هي اللي ربت.. لذا تستحق قطر الميدالية التي حُرمت منها مصر، لأن قطر هي التي ربت ورعت وتابعت…..".
وتابع: "بالمناسبة أذكر في التسعينيات كانت مكافأة الدولة في مصر للحاصل على الميدالية الذهبية، هي مليون جنيه، وبعد مرور ربع قرن، لازالت قيمة المكافأة كما هي لم ترتفع، بينما المغرب، وهي دولة عربية غير نفطية ولا ثرية، تمنح الفائز بذهبية 200 ألف دولار، أي ما يعادل 3.4 ملايين جنيه".
وختم بالقول: "ملاحظة: في ترتيب الدول بالأولمبياد، تتقدم الدولة الفائزة بميدالية ذهبية واحدة، على دولة فائزة مثلا بعشر أو حتى بعشرين ميدالية أو أكثر، فضية كانت أو برونزية".
ويقول الناشط محمد عبد الرحمن: "ملحوظة صغننة لازم تعرفوها. فارس مصري. بس مصر مبتصرفش علي أي لعبة لأن المسؤلين في مصر بينهبوا كل حاجة. قطر خدت فارس وصرفت عليه وكسب النهاردة ميدالية أولمبية عظيمة.. مبروك الإنجاز لدولة قطر".

ليست للجميع
في وطن يرزح تحت الانقلاب لا يمكن الجزم بان الرياضة للجميع، بل للمحاسيب فقط ومن ليس من هؤلاء فليبحث له عن جنسية أخرى يمثلها ويربح بطولات تحت رايتها، حيث يولد الفساد في مجتمع عندما يفشل مواطنوه في الاعتقاد بأن الأمة هي ملكية مشتركة للجميع.
الفساد واحد من أعظم الشرور التي تهز العمود الفقري لأي مجتمع، فما بالك لو كانت لديه سلطة ومؤسسة تمتلك الأسلحة من ناحية، وشعب مغلوب على أمره، ومملوء بالمنافقين والفاسدين، من ناحية أخرى.
إنه يأكل المجتمع، مثل الصدأ المخفي بجسر حديدي، والجسر لا يسقط على الفور ولكن عندما يحدث، فإنه لا يمكن إصلاحه، يحدث ذلك على أصغر مستوى، حيث يحصل المصري على بضعة جنيهات ليضع صوته داخل صندوق الانتخاب، إلى أكبر مسؤول في عصابة الانقلاب يحصل على ملايين الجنيهات من قوت المصريين، الذين وثقوا به لإدارة أعمالهم.
ويمكن تلخيص الفساد باعتباره إساءة استخدام للسلطة، حيث يتصرف الأشخاص الذين يشغلون مناصب في السلطة بلا أمانة، لاكتساب ميزة شخصية لأنفسهم، أو لأقرانهم وأصدقائهم وزملائهم.
ومن السهل جدا تحديد الأنظمة الفاسدة، فإن البلدان الفاسدة عادة ما تكون فقيرة، وشعبها الفقير دائما مغلوب على أمره ويخسر على طول الخط.
تأتي مصر كمثال جيد على البلد الفاسد، حيث تتولى عصابة الانقلاب المسؤولية، وحيث تشكل الخلفيات العسكرية، طبقة فاسدة، تتركز السلطة في أيديهم، فإذا أردت فعل أي شيء في مصر، فعليك أن تكون على اتصال بالعصابة، باختصار، إذا أردت فهم الفساد عامة، والسياسي خاصة، ما عليك سوى مراقبة ما يحدث في مصر، وتحليل قصة فساد مثل انتهاك حقوق اللاعب فارس إبراهيم حسونة وفوزه بالميدالية الذهبية لقطر.. وليس لمصر!