رابعة الكاشفة.. شهادات غربية تؤكد تسليم الغرب وناشطي 30 يونيو بالمذبحة

- ‎فيتقارير

قبل نحو 8 سنوات، تعاطفت صحيفة "الجارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الأمريكية مع ضحايا مذبحة رابعة واعتبرت أن ما حدث في 30 يونيو و3 يوليو 2013 انقلابا على الديمقراطية خططت له أجهزة مخابرات ونفذه وزير الدفاع الخائن عبدالفتاح السيسي بشكل دموي غير مسبوق خلال القرن الفائت على الأقل، وكان موقف هذه الصحف ودوريات أخرى معدودة على الأصابع يمثلون قطرات وسط غثاء من التضليل والتزوير لما حدث تحديدا في رابعة العدوية.
اليوم، يعيد بعض الصحفيين والباحثين، الكرة، فيكشفون نفاقا مشتركا لمن يرفعون شعار قبول الآخر والتسليم بنتيجة الصندوق، ويمارسون ممارسات مزدوجة في دعم الانقلاب والقتل رفضا للآخر وتأخيرا لتقدمه.
الصحفي الكندي  جوين داير، كتب مقالا بعنوان "الاستبداد والديمقراطية: للجنس البشري تراث مزدوج"، نشرته جريدة "بريد قبرص" (Cyprus Mail)، مطلع أغسطس الجاري، وأبدى فيه تعجبه من التناقضات الحاصلة في العالم وفي الدول العربية بشأن التعاطي مع الديمقراطية".
وترجم موقع "إنسان" كيف ضرب "داير" مثلا بفشل الثورة المصرية التي جاءت بنظام ديمقراطي، سرعان ما أيد طيف من الثوار الانقلاب عليه بتأييد الانقلاب العسكري في 2013، موضحا أن "كثيرا من الناس ما زالوا يُعجبون بالزعيم "القوي"، حتى لو كان قاتلا".
وقال: "لا توجد ديمقراطية واحدة فاعلة في العالم العربي. ربما يكون الانقلاب الرئاسي في تونس هذا الأسبوع قد أنهى الديمقراطية في البلد الوحيد الذي حققها بالفعل خلال "الربيع العربي" في 2010-2011م".
وأضاف "لبعض الوقت أصبحت مصر ديمقراطية، لكن نفس الأشخاص الذين قاموا بالثورة اللاعنفية في القاهرة عام 2011 رحبوا بانقلاب الجنرال السيسي عام 2013 لأن مرشح الإخوان المسلمين فاز بالرئاسة. كما أنهم لم يعترضوا عندما قامت قوات السيسي بذبح ما يقدر بنحو 4000 من المؤيدين السلميين للرئيس مرسي في الشوارع".

وعود السراب
الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، كان نائبا للرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وقت وقوع مذبحة رابعة في أغسطس 2013، ووقتها أعتبر رافضو الانقلاب أن "الإدارة الآمريكية متورطة من خلال عدة نقاط منها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ولقاءاته المتكررة مع السيسي قبل وبعد الانقلاب وأعضاءالمجلس العسكري إضافة لسفيرتهم المعتمدة بالقاهرة آن باترسون، التي أعلنت رسميا أنها قابلت السيسي ٣٢ مرة بعد ما نصبه الرئيس محمد مرسي وزير دفاع، وكشف الدكتور البلتاجي على منصة رابعة أنها حضرت تساوم الرئيس الشهيد محمد مرسي بين السمع والطاعة أو الانقلاب العسكري، كما روت هي نفسها قبل نحو عامين في تقييم الإدارة الأمريكية ل8 سنوات على الربيع العربي؛ كيف انقلب الجيش على الديمقراطية في مصر، وزعمت إنْ كان ثمة انقلاب فإن الجيش يمكنه أن يقوم بذلك مجددا مع السيسي".


سارة ليا واتسون خبيرة دولية في حقوق الإنسان ومديرة مؤسسة (DAWN) لحقوق الإنسان كشفت أن "بايدن ليس بعيدا في موقفه من مصر عن موقفه السابق إبان أوباما، وقالت إنه "بعد الإعلان عن الحكم في قضية أحكام الإعدام التي طالت 12 معتقلا من قيادات جماعة الإخوان في يونيو الماضي، بأيام قليلة زار وزير الخارجية الأمريكي بلينكن القاهرة والتقى السيسي، وطمأنه على "الشراكة الاستراتيجية القوية" لأمريكا مع مصر و التزام الرئيس بايدن بهذه العلاقة، على الرغم من وعود الرئيس بايدن السابقة بإعادة تقييم الدعم العسكري الأمريكي للحكومة المصرية".
وأضافت "تم تصنيف لقاء بلينكين مع السيسي على أنه رسالة امتنان لدور مصر المزعوم في المساعدة في التفاوض على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل خلال الصراع الأخير في إسرائيل/فلسطين".
وتابعت في حوار مع "عربي 21" "بايدن لم يفِ بوعده، لأنه ليس مهتما بإعطاء الأولوية لرؤية تغيير مهيب في سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، ولأنه من الصعب عليه للغاية محاولة تحدي علاقة الولايات بمصر أو إعادة التفكير فيها دون التعامل مع الإسرائيليين والسعوديين والإمارات إلى جانب شركات الدفاع الأمريكية التي تضغط بشدة على إدارة بايدن وكامل النظام السياسي الأمريكي للحفاظ على دعمهم المستمر والمتواصل".

غير مكترث
صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير قريب قالت إن "بايدن لا يختلف عن أسلافه في عدم الاكتراث بالديكتاتورية في مصر". وأن "الغرب أيد ضمنا الإطاحة العسكرية بجماعة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطيا".
وأعتبر الكاتب بالصحيفة " كيفن بانون"، أن "مشاكل الشرق الأوسط تنبع من التدخل الغربي والأمريكي في المنطقة".
وأضاف "لا يختلف بايدن عن أسلافه، كما يتضح من عدم اكتراثه بالحكم الديكتاتوري في مصر، وسجل المملكة العربية السعودية المروع في مجال حقوق الإنسان والعدوان في اليمن، وعدائه تجاه كوبا".
وتابع "أيد الغرب ضمنا الإطاحة العسكرية بجماعة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطيا في مصر وحرّض على السقوط الأكثر عنفا للجماهيرية الليبية، التي كافحت لعقود من الزمن مع عقوبات أمريكية قاسية". لقد أدى الغرب إلى إطالة أمد الحرب الأهلية في سوريا، ولم يكن العراقيون هم من دمر بلادهم، بل كانت القوة الجوية الأمريكية بشكل أساسي".