بعد سيطرة إثيوبيا على منابع النيل.. خبراء: شراء المياه أصبح بديل خط السيسي الأحمر!

- ‎فيتقارير

تسود حالة من القلق والترقب بين المصريين بسبب أزمة سد النهضة والمطامع الإثيوبية في مياه النيل، وتحكم أديس أبابا في كميات المياه الواردة لدولتي المصب مصر والسودان خاصة عقب طرح حكومة الانقلاب فكرة بيع مياه الرى للمزارعين وإعداد قانون جديد للموارد المائية والري ينظم تلك المسألة.

المصريون تساءلوا عقب انتهاء إثيوبيا من المرحلة الثانية لملء خزانات سد النهضة بقرار منفرد وتحديها لمصر والسودان قائلين أين الخط الأحمر والأمن القومى الذي تحدث عنه السيسي وتهديداته العنترية لإثيوبيا وزعمه أنه لا توجد قوة في العالم تستطيع المساس بحقوق مصر في مياه النيل؟

وقالوا: لماذا لا يلجأ السيسي للقوة العسكرية وضرب سد النهضة دفاعا عن حقوق مصر التارخية في مياه النيل؟ واصفين تصريحاته بالعبثية وأنه لا يستطيع استخدام القوة إلا ضد رافضي الانقلاب.

وحذروا من أن "السيسي سيضيع حقوق مصر في مياه النيل كما ضيع من قبل جزيرتي تيران وصنافير مطالبين بوقفة حاسمة ضد هذا السيسي قبل فوات الأوان.

كانت أزمة سد النهضة قد شهدت عددا من المستجدات خلال الساعات الأخيرة بالتزامن مع استمرار العناد الإثيوبي الذي أسفر عن عدم توقيع اتفاق يرضي كافة الأطراف حتى الآن. كما فشل مجلس الأمن الدولي، في إصدار قرار أو توصية لحسم وإنهاء أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى.

 

محاولات جزائرية

من جانبها تحاول الجزائر عبر تحركات دبلوماسية مكثفة التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن "بلاده لديها مبادرة لحل أزمة سد النهضة، وأن الجهود الجزائرية لقيت تجاوبا كبيرا من كل الأطراف المعنية".

فيما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة قال ناشروها إنها "تظهر تصاعد دخان كثيف من سد النهضة إثر نشوب حريق، إلا أن خبراء أكدوا أن الصورة لا تمت بصلة إلى سد النهضة ولا تُظهر أدخنة حريق، بل ضبابا فوق سد الممرات الثلاثة في الصين".

 

مشروع فاشل

حول هذه التطورات قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن "سير إثيوبيا بالمعدل الحالي في التخزين يعني أنها تحتاج إلى 50 سنة من أجل تخزين 75 مليار متر مكعب لتشغيل سد النهضة، الذي وصفه بأنه سد ضخم على دولة صغيرة لا تستطيع إدارته أو تنفيذه".

وقال نور الدين في تصريحات صحفية إن "إثيوبيا تسرّعت في إنشاء السد، واستدل على ذلك بمرور 11 عاما على بدء تشييد السد لكنها لم تخزن أكثر من عشرة مليارات متر مكعب، واصفا ما يجري بأنه ضجيج حول مشروع قومي فاشل".

 

بيع المياه

وحول إعلان إثيوبيا بيع المياه لمصر زعم علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض المصرية بشأن سد النهضة، أن "أديس أبابا لم تطرح مسألة بيع المياه لمصر، على الإطلاق، مشيرا إلى أن نظام الانقلاب عرض على الإثيوبيين تعويضهم حال حدوث عجز في الكهرباء من خلال بناء شبكة موحدة بين البلدين لسد العجز الذي قد يحدث وفق تعبيره".

كما زعم الظواهري في تصريحات صحفية أن "مسألة بيع المياه أمر مرفوض تماما، وأن الإرادة الإثيوبية لن تفرض أي شيء على مصر بأي شكل من الأشكال بحسب تعبيره".

فيما اعتبر حسام مغازي وزير الموارد المائية والري السابق أن "التفكير في بيع المياه هو بمثابة لعب بالنار في منابع النيل وبالتالي التلاعب بمقدرات الشعوب". وحذر، في تصريحات صحفية، من أن "إثارة مسألة بيع مياه النيل، أمر لا أحد يعلم أبعاده وما قد يترتب عليه من مشاكل تمس كل دول حوض النيل".

 

هل يمكن تركيع الإثيوبيين؟

وانتقد محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق في السودان تطلعات البعض إلى صدور قرار من مجلس الأمن بخصوص أزمة سد النهضة وكأن هذا القرار سيحل الأزمة مشيرا إلى أن مجلس الأمن أصدر مئات القرارات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية ولكن لم يتم تنفيذ قرار واحد منها".

وحذر الشاذلي في تصريحات صحفية من أن "الدبلوماسية والسياسة بدون ظهير عسكري وقوة عسكرية لن تحقق شيئا، مطالبا نظام السيسي بالكشف بشكل رسمي وبالأرقام عن الأضرار التي ستلحق بمصر من سد النهضة".

وشدد على ضرورة أن "يتفاوض المفاوض المصري من موقع القوة وليس من موقع ضعف، مؤكدا أن الحل العسكري بدون ظهير سياسي وإعلامي ودبلوماسي لن ينجح. وأشار الشاذلي إلى أنه يمكن تركيع الجانب الإثيوبي دون اللجوء للحل العسكري من خلال استغلال خلافات إثيوبيا مع الدول المجاورة مثل كينيا والصومال وإريتريا، وكذلك توضيح الضرر الذي سيلحق بمصر للعالم بشكل رسمي".

وأكد الشاذلي أن "صلاحية اتفاق إعلان المبادئ انتهت وأن اللجوء للتحكيم الدولي يحتاج لموافقة الطرفين، محذرا من أن حقوق مصر لن يأتي بها إلا القوة الذاتية المتمثلة في القوة العسكرية والدبلوماسية والإعلامية".

وطالب بضرورة دراسة موقف الصين وروسيا، والتعامل معهما من موقف قوة وليس من موقف ضعف، مؤكدا أن "الصين وروسيا يحتاجان لمصر أكثر من حاجة مصر لهما".

كما حذر الشاذلي من أن "التنازل عن حقوق مصر في مياه النيل سيجعل الدول تطمع في أشياء أخرى مثل الأرض، قائلا «اللي هيطمع في المياه الآن هيطمع بكرة في الأرض».

ولفت إلى أن "إثيوبيا تستخدم المدرسة الإسرائيلية في التفاوض من خلال التفاوض إلى ما لا نهاية، مشيرا إلى أن إسرائيل تتفاوض منذ أكثر من خمسين عاما وهي تقوم ببناء المستوطنات وتغيير الطبيعة الديموجرافية للشعب الفلسطيني، وشدد على أن "الدبلوماسية شيء متكامل يحتاج إلى قوة عسكرية واقتصادية وإعلامية، ولا توجد دبلوماسية بدون قوة عسكرية واقتصاد وإعلام قوي".