خبير سدود: سلطات الانقلاب تتعمد تصريف المياه في توشكا وحرمان الفلاحين منها

- ‎فيأخبار

أعلنت إثيوبيا الانتهاء من عملية الملء الثاني لسد النهضة منذ ما يقرب من شهر ساد خلاله صمت عميق طريق المفاوضات المتوقفة منذ شهور بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.

وبسبب قوة الفيضان هذا العام وصلت لمصر كميات هائلة من المياه خلال شهري يوليو وأغسطس ربما تخطت 17 مليار متر مكعب، لكن أيضا لأول مرة يتسبب الفيضان في تحول مياه النيل إلى اللون الأخضر عند مصب النيل في البحر الأبيض المتوسط كما تم فتح مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة في بحيرة ناصر إلى الصحراء.

وقال الدكتور محمد حافظ خبير هندسة السدود، إنه "عندما بدأ الفيضان بشكل مبكر في إثيوبيا وبدات المياه تتراكم أمام سد النهضة منذ يوم 2 يوليو بدأت إثيوبيا تخزين المياه وكان الموقف في بحيرة السد العالي يوم 2 يوليو عند منسوب 179.67 متر".

وأضاف حافظ، في حواره مع برنامج "عرق الجبين" على تليفزيون وطن، أنه "عقب انتهاء إثيوبيا من الملء الثاني غمرت مياه الفيضان السودان ما دفع السلطات السودانية إلى فتح بوابات سد الرصيرص بالإضافة إلى المياه القادمة من نهري عطبرة والنيل الأبيض وكل هذه المياه تدفقت إلى بحيرة ناصر، ووفق المعلومات التي أصدرتها وزارة الري السودانية فإن إجمالي المياه التي خرجت من السودان إلى مصر خلال شهر يوليو تقدر بـ 5مليارات من النيل الأزرق و4 مليارات من عطبرة وملياري متر مكعب من السوباط ومليار من النيل الأبيض بإجمالي 12 مليار خلال شهر يوليو بينما وصل متوسط تدفقات شهر أغسطس من سد مروي إلى بحيرة ناصر حوالي 700 مليون متر مكعب يوميا بما يعادل 8.5 مليار متر مكعب وبذلك يكون إجمالي ما وصل بحيرة ناصر حوالي 20.5 مليار متر مكعب".

وأوضح حافظ أنه "رغم ورود هذه الكميات من المياه إلى بحيرة ناصر سجلت الأقمار الصناعية انخفاضا في منسوب المياه خلف السد وكان منسوب المياه يوم 6 أغسطس 179.3 متر مكعب، مضيفا أن كل انخفاض متر في منسوب البحيرة في المناسيب العالية يقابله انخفاض 7 مليارات متر مكعب مضيفا أن حكومة الانقلاب خسرت ما يقرب من 15 مليار متر مكعب تم صرفها في مفيض توشكى".

وتساءل حافظ "هل كان الأولى تصريف المياه في مفيض توشكى الذي لا يتم الاستفادة منه بشيء أم إطلاقها في القنوات والترع حتى يتمكن الفلاحون من تنظيف أرضهم وزراعة منتجات زراعية؟".

وأشار حافظ إلى أن منسوب المياه في بحيرة السد العالي في بداية أغسطس وصل إلى 179.67 متر وأقصى ارتفاع للمياه في بحيرة السد 182 مترا ومع توقعات بقدوم 50 مليار متر مكعب خلال الفيضان في أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر ولا تملك حكومة الانقلاب إلا تخزين ما يقرب من 16 مليار متر مكعب فقط وتصريف الباقي في توشكى وإدفينا".

ولفت إلى أن "حكومة الانقلاب لا تقوم بإطلاق مياه كافية للمواطنين والفلاحين وتحتفظ بها خلف السد وعند قدوم الفيضان تقوم بتصريفها في مفيض توشكى وإدفينا في الصحراء، مضيفا أن إدارة السد العالي كانت تصرف مياه من البحيرة قبل قدوم الفيضان وكانت تخفض منسوب البحيرة إلى 175 مترا وكانت تطلق 55 مليار متر مكعب سنويا من السد ومنذ استيلاء السيسي على السلطة امتنعت وزارة الري عن إطلاق كل الكميات المقررة سنويا وتراكمت المياه خلف السد وأصبح هناك 30 مليار متر مكعب زائدة وتقوم حكومة السيسي بتصريف المياه الزائدة في الصحراء بدلا من توصيلها للفلاحين".

وفيما يتعلق بتغير لون مياه الفيضان إلى اللون الأخضر، أوضح حافظ أن "إثيوبيا ملأت 3 مليارات متر مكعب خلال الملء الثاني ما تسبب في توسع مساحة التخزين في البحيرة وغمرت المياه الغابات وهذه الأراضي تكون غنية بالطحالب والبكتيريا والجراثيم التي تنمو في هذه البيئة على الأشجار المتعفنة، وليس كما زعمت عميدة كلية العلوم بالإسكندرية بأن سبب تغير لون المياه طحالب من البحر الأبيض المتوسط".