طالبان تعود لكابول .. ومراقبون: رسالة لكل أذيال الأمريكان

- ‎فيعربي ودولي

دخلت حركة طالبان العاصمة الأفغانية، كابول، وتستعد لتشكيل حكومة (ليست انتقالية) بعد سيطرتها على مدينتي جلال أباد وتورخام القريبتين من العاصمة، و22 مدينة أخرى بين 23 مدينة أفغانية و30 ولاية بين 34 ولاية، وبعد حوالي شهر من انسحاب القوات الأمريكية التي احتلت البلاد لحوالي 20 عاما.
وعربيا، احتل هاشتاج #طالبان موقع الصدارة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تمكن الحركة من السيطرة على جميع أرجاء البلاد، حيث تمكنت طالبان من السيطرة على المدينتين الأخيرتين في شرقي أفغانستان، دون قتال.
يشار إلى أن الانطباع السائد هو أن انسحاب القوات الامريكية قبل نحو شهر من أفغانستان وسماح طالبان اليوم بخروج السفير الأمريكي وإنزال العلم الامريكي من على السفارة كان متفقا عليه بعدما عملت أخيرا الإدارة الأمريكية على التوصل لاتفاق مع قطر من أجل استضافة آلاف الأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة وعائلاتهم، والذين يرغبون بمغادرة البلاد، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، بحسب "شبكة CNN" وأن العدد المحتمل لهؤلاء الأفغان سيكون 8000.


 

منسحبون وعائدون
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوها إلى أن "واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاما، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي".

الموقف الامريكي المتوائم معه الحكومة في بريطانيا إلى حد بعيد، يختلف عنه موقف بعض دول الاتحاد الأوروبي، وقال وزير الخارجية الألمانية، هايكو ماس "لن نمنح أفغانستان سنتا واحدا إذا سيطرت طالبان على البلاد وإذا أصبحت هذه الدولة خلافة".
وعلى وزن الاتفاق القطري؛ وصل الملا عبد الغني برادر، زعيم طالبان إلى كابول بطائرة "عسكرية" قادما من العاصمة القطرية لتسلم السلطة في كابول.
والملا عبد الغني سجين سابق لسنوات في جوانتانامو و7 سنوات بسجون باكستان، وعلى غراره عدد آخر من قادة الحركة منهم الملا محمد نبي عمري، وله كلمة شهيرة عن يقينه بالنصر "يقيني بالفرج والنصر أعظم من يقيني أن هذه الشمس طالعة، إنها مسألة وقت، والعاقبة للمتقين".

عفو شامل
ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أن "عناصر حركته في طريقها لمنع عمليات النهب بعد أن غادرت الشرطة المحلية مواقعها".

وأضاف أن "طالبان ترغب في بسط سيطرتها على كابول بشكل سلمي، وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف، وستمنع حالات النهب والسرقة، ولن تسمح باقتحام منازل المدنيين، وأنها ستصدر عفوا شاملا في سبيل تحقيق ذلك للعسكريين والمدنيين".

مثار عجب
وتحدث إعلاميون وصحفيون مهتمون بمتابعة موقف الحركات والأحزاب الإسلامية في العالم، عن ما يحدث مفسرين له، فقال الصحفي محمد عزام: "دونالد ترامب بعد ما تم تجهيز اتفاق مع #طالبان في عهده كان ضمن مخططاته استقبال زعيم الحركة في البيت الأبيض في حركة منه تشبه ما فعله مع زعيم كورويا الشمالية، ظني إن ما يحدث حاليا هو سيناريو تم الاتفاق عليه من قبل، وما يؤكد ذلك حديث الرئيس السابق أشرف غني عن سيناريو لتسليم البلاد".
وأضاف محمد ناصر علي، "طالبان تنتصر وتسيطر على كل أنحاء البلاد.. هرب الجيش الأفغاني صاحب التبعية الأمريكية. وتضامن شعبي رهيب مع #حركة_طالبان .. لا أُخفي تعجبي من السيطرة السريعة لطالبان .. لكن أيضا لا أُخفي سعادتي لذلك .. حماس تُحترم حتى اليوم لكونها لم تتخلَ عن سلاح المقاومة.. وكذلك طالبان عشرون عاما من المقاومة بشرف".
واعتبر د ـ أحمد موفق زيدان أن "ما يحدث درس، وأن لكلٍ نهايته، وذلك من شهد الانسحاب المذل للأمريكان وجنود القصر الرئاسي في أفغانستان "هكذا ودّع أهالي ولاية #كونار المجاورة لباكستان جيش وقوات الحكومة الأفغانية الهاربة بالعربات الأمريكية قبيل دخول #طالبان وبسط سيطرتها على كامل الولاية، هل عرف العميل المدعوم خارجيا قيمته اليوم وسط الحاضنة؟ درس لكل العملاء والأذيال في العالم".
وأضاف الصحفي الأردني ياسر أبوهلالة "الحكومة الأفغانية رديئة، نتاج احتلال عسكري أميركي ودعم مالي إمارتي وغربي، غير مأسوف عليها. #طالبان حركة مستقلة تعبر عن أكثرية الأفغان، تأييد مقاومتها الاحتلال لا يعني تأييد منهجها المتشدد في الحكم. عليها مسؤولية تاريخية لبناء الدولة العصرية الجامعة لكل الأفغان عرقيا وسياسيا".
 

أوضاع ما بعد
وتضم طالبان بين جنباتها 60 ألف مقاتل، عتادهم قديم، بينما عدد أفراد الجيش الأفغاني قارب ربع مليون جندي، مزودين بكل أنواع الأسلحة الحديثة، بما في ذلك سلاح الطيران، ويتلقون مساعدات دولية استثنائية.
ويأتي دخول العاصمة بعد نجاحات خاطفة حققتها الحركة التي أطاحت بها الولايات المتحدة من الحكم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وديموغرافيا، تغير عدد سكان كابول منذ مطلع نهاية الثمانينيات من مليون و300 ألف نسمة إلى مليون و100 ألف في 2021، وذلك بسبب الحروب التي شهدتها البلاد.

وتتكون التركيبة السكانية في كابول من 60% من الأفغان الباشتو، و24% من الطاجيك، و15% من الأوزبيك.