ظاهرة جديدة تفضح إهمال وفساد المحليات.. قرود وكلاب ونسانيس تغزو شوارع الجيزة

- ‎فيتقارير

في ظل الانفلات الأمني والفوضى التي يعاني منها الشارع المصري في عهد السيسي انتشرت استغاثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من وجود «نسانيس» و«قرود» وكلاب في منطقة حدائق الأهرام في الجيزة.

وتداولت مواقع فيسبوك وتويتر صورا للقرود أمام الشبابيك وعلى الأشجار، كما تداولت استغاثات ومنشورات عديدة تطالب حكومة الانقلاب بضرورة السيطرة على انتشار القرود بحدائق الأهرام.

حول هذه الظاهرة الغريبة قال أهالي المنطقة إنهم “لاحظوا نسناسين يقفزان من شرفة إلى أخرى، ويتنقلان بين العمارات إلى عمارة مجاورة”.

وأكدوا أنهم “اضطروا إلى غلق الأبواب والنوافذ لعدم التعرض لأذى القرود والنسانيس”.

يشار إلى أن “واقعة النسانيس لم تكن الأولى من نوعها في منطقة حدائق الأهرام، ففي مارس الماضي عمت  حالة من الذعر بين المواطنين بسبب انتشار قرود في المنطقة، وتم التعامل معها لتعود وتظهر القرود مرة أخرى بنفس المنطقة”.

وفي أواخر ديسمبر 2020 فوجئ سكان منتجع الجونة بأسد يسير وسط المباني والشوارع، وأطلقت صاحبته نداء على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب فيه قاطني المنتجع بالاطمئنان، زاعمة أن “الأسد صغير السن وغير مفترس، قبل أن يتمكن أمن المنتجع من الإمساك به وإرجاعه لصاحبته”.

 

البوابة الأولى

من جانبه زعم الدكتور محمد فاروق مسئول بحديقة الحيوان، أن “القرود الهاربة التي أثارت الذعر في منطقة حدائق الأهرام عادت إلى صاحبها بمنزله في “البوابة الأولى” بحدائق الأهرام، مشيرا إلى أن محافظة الجيزة شكلت لجنة من مديرية الطب البيطري وحديقة الحيوانات بالجيزة طالبت المواطن بتسليم النسانيس للجنة إلا أنه رفض”.

وقال فاروق في تصريحات صحفية إن “اللجنة استعانت بالشرطة للقبض على المواطن، بتهمة تربية حيوانات بدون ترخيص إلا أن صاحب القرود رفض دخول اللجنة إلى المنزل لاستلامها وفق تعبيره”.

واعترف أن “القرود كانت تقفز عبر شرفات المنازل للبحث عن الطعام، وتتسلق الأشجار في المنطقة، مما أثار الذعر بين المواطنين”.

وأكد  فاروق أنهم “يحاولون ضبط القرود لحماية المواطنين، مستنكرا قيام عدد من المواطنين بتربية حيوانات من هذه النوعية وعند عدم السيطرة عليها يتركونها”.

وأضاف أنه “فور تلقي البلاغ بوجود قردين هاربين تحرك الفريق للبحث عنها، مشيرا إلى أنه من خلال البحث تم تحديد مكانهما وسوف يتم اصطيادهما من خلال وضع مخدر في الطعام في المكان المختبئين فيه”.

 

استعراض القوة

لمواجهة هذا الإهمال طالب الدكتور خالد سليم، نقيب الأطباء البيطريين، “بوضع قانون لتنظيم حيازة الحيوانات الخطرة واقتناء الكلاب في ظل انتشار ظاهرة اقتناء حيوانات غير أليفة في المنازل وتشريس الكلاب عن عمد، بشكل بات يمثل خطرا على حياة المواطنين، مؤكدا وقوع العديد من حوادث العقر والاعتداءات، ورصد عدة وقائع لاقتناء أشخاص لحيوانات شرسة مثل الأسود والثعالب والتماسيح والثعابين وبعض الطيور الجارحة”.

وشدد نقيب الأطباء البيطريين في تصريحات صحفية على أن “ضعف العقوبات وقيمة الغرامات في القوانين الحالية جعل كثيرا من راغبي استعراض القوة باقتناء الحيوانات الخطرة أو تشريس الكلاب لأنهم لا يجدون أي رادع لهم في حال تعريضهم آخرين للإيذاء، ولهذا تحولت لأداة للبلطجة”.

وأكد أن “قانون البيئة ولائحته التنفيذية بكل تعديلاتها، يحظر في المادة رقم (28) صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية، أو حيازة هذه الطيور والحيوانات أو نقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة، فضلا عن نص المادة رقم 84 من القانون، على معاقبة من يخالف ذلك بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه، ما يؤكد أن اقتناء تلك الحيوانات وتعريض حياة المواطنين للخطر بالتجول بها فىي الشوارع مخالفة للقانون تستوجب الحبس”.

 

الطب البيطري

وكشف نقيب الأطباء البيطريين، أن “دور الطب البيطري في حل مشكلة الكلاب الضالة محدود، ويحتاج إلى تعاون الإدارات المحلية بدورها في تجميع المخلفات بشكل كامل، وكذلك تفعيل دور وزارة البيئة، بالإضافة إلى دور الإعلام في توعية الأسر بمشاكل الحيوانات”.

وأكد أن “النقابة تؤدي دورها في مكافحة مرض السعار لافتا إلى أن التخلص من الكلاب الضالة من خلال قتلها لا يحل أزمة زيادة أعدادها، وأنه فى حال قتل 80% من الكلاب في شوارع أي مدينة فإنه خلال عامين سيعودون مرة أخرى، بخلاف كونه حلا ليس إنسانيا”.

 

الكلاب الضالة

وقالت يمنى محسن طبيبة بيطرية، إن “هناك فارقا بين الكلب المسعور والضال، موضحة أن الكلاب المسعورة تعرف بهياجها الشديد وخوفها من المياه والضوء فالكلب المسعور يخاف من الإضاءة، ويميل للاختباء والخروج ليلا حتى الفترات الأولى من الصباح”.

وأضافت يمنى محسن في تصريحات صحفية أن “الكلاب المسعورة تعيش دائما في الأماكن المهجورة، ولا تهاجم إلا إذا تعرضت للهجوم من شخص أو مضايقة”.

وحذرت من أنه “في حال وجود كلب مسعور في مكان فإنه سيعض عددا من الأشخاص ويهاجم حتى الكلاب الأخرى المتواجدة بالمكان ثم يموت”.

وكشفت يمنى محسن أن “عنف الكلب ليس الدليل الوحيد على إصابته بالسعار، وتصرف الكلب المسعور بهذه الطريقة يأتي نتيجة شعوره بالخوف الشديد من أي شخص، والإصابة بالسعار ليست كما هو شائع بسبب الطعام النيء، لكن الفيروس ينتقل إليه إذا قام حيوان آخر بعضه، وسبب موته هو أن الإصابة تحدث شللا في عضلات التنفس”.

وأشارت إلى أن “الكلاب الضالة تعيش في جماعة ولا تعيش منفردة ولا تقوم بالأذى للأشخاص لكنها تكون كثيرة النباح وسبب ذلك أنها تمارس وظيفتها الفطرية وهي الحراسة مؤكدة أن جرعة العلاج من عضة الكلب أصبحت 5 حقن بدلا من 21 حقنة، فيما أن عضة كلب البيت تتطلب أولا غسل موضع العضة بالماء والصابون، كإجراء عاجل قبل تناول الحقن”.

 

جنحة إهمال

من الناحية القانونية أكد علي عثمان المحامي بالنقض، أن “العقر أو الضرر الذي يتسبب فيه أحد الكلاب أو الحيوانات الشرسة للغير يوقع على صاحب الكلب جنحة إهمال” .

وقال عثمان في تصريحات صحفية إن “مثل هذه الأنواع من كلاب الحراسة وغيرها لا بد من استخراج رخصة لها من وزارة الداخلية لأنها مثل السلاح‏،‏ فهي وسيلة للدفاع عن النفس مثلها في ذلك مثل كل حيوان شرس”‏.

وأضاف أن “مالك الحيوان الشرس يتعين عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا يصيب هذا الحيوان الآخرين بأى ضرر‏، وهذا الخطأ يعد جنحة تلزم صاحب الحيوان بتعويض يقدر حسب جسامة فعل الحيوان‏، أي بقدر ما يحدثه من ضرر مادي أو معنوي‏ فضلا عن حجم الألم الذي يتسبب فيه للآخرين‏، وعقوبة الجنحة بشكل عام هي الحبس مدة تتراوح بين يوم وثلاث سنوات‏، أو الغرامة‏ أو كليهما معا‏ وقد نص على ذلك قانون العقوبات‏، فضلا عن التعويض المدني الذي يقع من جراء مسئولية صاحب الحيوان عن خطأ حيوانه الذي تسبب فيه للآخرين”.‏