مولد “العدرا”.. من المسؤول عن استثناء وتمييز الكنائس عن المساجد بمصر؟

- ‎فيتقارير

للوهلة الأولى وبمجرد أن تطأ قدماك جبل درنكة في أسيوط في شهر أغسطس شديد القيظ، يستقبلك بائعو الحلوى والمراجيح ورسام الصليب والوشم، أهم مظاهر الاحتفال بمولد السيدة مريم العذراء أمام الكنائس السبعة وممراتها الضيقة، في مخالفة صريحة للقانون، والقاعدة القانونية عامة ومجردة، لا تعرف ولا تميز بين محمد وجرجس.
وعلى الرغم من تضييق حكومة الانقلاب على المساجد وروادها بحجة منع انتشار فيروس كورونا، بتقليل عدد المصلين والتزام التباعد وفصل الأئمة والوعاظ وإغلاق المساجد المخالفة لأجل غير مسمى، لم تجد تلك التحذيرات صداها لدى الكنيسة الأرثوذكسية شريكة العسكر في الانقلاب.
وتجاهل الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ118، قرار حكومة الانقلاب بمنع إقامة أية احتفالات منعا للتزاحم وضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وسمح لمساعده الأنبا يؤنس، رئيس دير العذراء بالبدء في الاحتفالات للعام الثاني على التوالي.

أنا الحكومة..!
وعلى طريقة الممثل أحمد السقا في فيلم "الجزيرة"، أكد مصدر كنسي بدير العذراء بجبل درنكة، أن "الأنبا يؤنس أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير العذراء بدير درنكة، أمر بفتح جميع كنائس الدير وعددها 7 لاستقبال آلاف الزوار رغم التزاحم، وتفشي الجيل الثالث من فيروس كورونا المتحور.
وبدأت الكنائس الأرثوذكسية في محافظة أسيوط، الأسبوع الماضي الاحتفال بمولد السيدة مريم العذراء بجبل درنكة في أسيوط، والذي يجري الاحتفال به في السابع من أغسطس من كل عام، لمدة 15 يوما، وهي الفترة الزمنية التي تقول الكنيسة إن "العائلة المقدسة" مكثتها، أثناء رحلتها في مصر".
وبعد كارثة حفل المطرب عمرو دياب، الذي شهد تزاحما بآلاف حتى استخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتشدين للحفل، احتشد آلاف المسيحيين في دير العذراء بأسيوط، للاحتفال بمولد "العدرا"، وهذا التكدس، من احتفال ترفيهي لاحتفال ديني يطرح أسئلة لماذا هذا التمييز الفج بين دور العبادة؟ ألسنا جميعا مصريين؟ لماذا يضع وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب في مناسبات المسلمين، من صلاة التراويح وصلاة العيد قيودا مشددة، ويلح في التأكيد عليها، لدرجة فصل بعض أئمة المساجد؟
أليس من المساواة بين المصريين، أن تشمل الإجراءات الاحترازية كافة دور العبادة؟ فلماذا نرى هذا الحشد المتكرر في الكنائس والأديرة المسيحية، بينما نجد الحزم والشدة والغلظة مع مساجد المسلمين، رغم أنهم بخلاف غيرهم مأمورون شرعا قبل الذهاب للمساجد بالتطهر والوضوء ونظافة البدن؟.
لماذا لا نرى ملاحقة ومطاردة قس أو أسقف حشد الناس في قُداس؟، كما رأينا جميعا مطاردة إمام مسجد أمّ الناس في صلاة الجمعة، بل هدد وزير أوقاف الانقلاب أكثر من مرة بإغلاق أي مسجد ومعاقبة المسؤولين عن أي خرق للإجراءات الاحترازية.

فرح البلطجي
هذا التمييز الفج، والمخالف لقرارات مجلس وزراء الانقلاب بفرض الإجراءات الاحترازية في دور العبادة، من المسؤول عن استثناء وتمييز الكنائس عن المساجد في السماح بالحشود في القداسات بل وفي الأفراح داخل الكنائس؟، ونذكر فرح البلطجي رد السجون "نخنوخ".
هذا التمييز الفج الذي تتعمده حكومات الانقلاب يوغر صدور 94 ٪ من مسلمي مصر، ومن يتغافل عن هذا التمييز يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، ويخشى المراقبون من فتنة تشعلها حكومات الانقلاب، لعن الله من أيقظها بهذا التمييز.
صور حشود المسيحيين دفعت صحيفة الوطن التي لا يشك أحد في كونها كغيرها من الصحف معبرة عن الدولة، لتقول نصا  "وعلى الرغم من تحذيرات الحكومة بعدم إقامة أية احتفالات منعا للتزاحم وضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، إلا أن الأنبا يؤنس، رئيس دير العذراء، أعلن عن بدء الاحتفالات وذلك للعام الثاني على التوالي".
صور حشود المسيحيين منتشرة في العديد من المصادر الصحفية، وعلى رأسها موقع مصراوي وصحيفة الوطن، الموالية للانقلاب العسكري، ما يطرح سؤالا لماذا يفرض أنبا الكنيسة إرادته على عصابة الانقلاب، بينما إمام المسجد يتم فصله ومطاردته، أليس كلاهما مصريين؟