“وراثة المعتقد”.. السيسي أتاح الخروج على الله وحرم الخروج على العسكر!

- ‎فيتقارير

لا يتحفظ السفاح السيسي في إعلان الحرب على الدين علنا، والتوجيه بصياغة قوانين تحارب الإسلام، وإن كان يلقى بعض المقاومة من حين إلى آخر، كما شهدنا في قضية "الطلاق الشفهي" التي تحولت إلى صدام ومعركة خفية بينه وبين شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الذي يتمتع بمكانة خاصة في مصر وعدد من الدول الحليفة للعسكر وعلى رأسها مقر الشيطان الإمارات.
وفي الوقت الذي يدعو السفاح السيسي المصريين بالتخلي عن عقيدتهم والخروج على الله سبحانه، يحرم الاقتراب أو المساس من كرسي الحكم ويقسم بأنه لن يسمح بإسقاط الانقلاب، قائلا بنبرة حادة  "أقسم بالله اللي هيقرب للبلد هشيله من على وش الأرض أنتوا فاكرين الحكاية إيه أنتوا مين ؟"، في إشارة منه لمن يهدد انقلاب العسكر.
وعاد السفاح السيسي إلى طرح رؤاه المتصلة بالدين مجددا، في تصريحات فسّرها مراقبون دعوة من السفاح إلى فتح باب الإلحاد على مصراعيه والتشكيك في عقيدة المصريين.

سجل أسود
ومن مقدمات محاربة الدين في مصر، تجديد الخطاب الديني، ثم الطلاق الشفوي ثم هدم المساجد وأخيرا إعاده صياغة المعتقد الديني، والنتيجة التشكيك في الإسلام كدين، وهذه المرة كان حديث السفاح في مداخلة هاتفية مع برنامج "صالة التحرير" المذاع على فضائية صدى البلد، وفي حضور مؤلف وسيناريست معروف بميوله الإلحادية.
وتحدث السفاح خلال المداخلة عن عدة قضايا، كان أبرزها تجديد الخطاب الديني، وقال إن "مصر لديها قضايا كثيرة وتناولها مهم جدا؛ لأن قضيتنا قضية وعي مثل الوعي الديني، مستطردا إحنا ناس بنحب ربنا".
ومنذ استيلاء السفاح السيسي على السلطة، يسعى هو ونظامه لطمس الهوية الإسلامية للشعب المصري، بل وقد بدأ الأمر مبكرا منذ الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي.
بدأت اللحظات الأولى للانقلاب بإغلاق عدد من القنوات الإسلامية، واعتقال العديد من علماء الدين والدعاة والشيوخ، ومن وقتها وحتى الآن تُغلق وتُهاجم المساجد ويُهاجم الإسلام وتُلصق تهم الإرهاب بالمسلمين.
وسجّل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي رقما قياسيا في الحرب على بيوت الله؛ حيث يثبت كل يوم أن هذه المساجد تمثل له عدوا يجب محاربته تصريحا وتلميحا وهدما، فمنذ الانقلاب العسكري تم هدم عشرات المساجد بدعاوى مختلفة.
وأصدرت أوقاف الانقلاب العديد من القرارات بإغلاق مئات الزوايا بعدة محافظات من بينها 650 زاوية ومسجدا بالإسكندرية بحجة مخالفتها الشروط والضوابط المنصوص عليها، كما تم تحرير عشرات المحاضر ضد أشخاص بزعم اعتلاؤهم المنابر للخطابة بدون ترخيص.
فحتى يونيو 2014 بلغ عدد المساجد والزوايا التي صدر قرارات بإغلاقها في الإسكندرية وحدها 909 مسجدا وزاوية بدعوى مخالفتها الشروط والضوابط المنصوص عليها في القانون.
وفي يوليو 2016 وافقت الأوقاف على هدم 64 مسجدا على مستوى الجمهورية، لوقوعها ضمن نطاق توسعات مزلقانات هيئة السكك الحديدية، بينها 12 مسجدا في مركزي طلخا و شربين بمحافظة الدقهلية.
وفي مايو 2015 تعرضت خمسة مساجد للهدم في محافظة شمال سيناء بإشراف مباشر من الجيش، وسبق أن هدمت قوات الجيش مساجد أخرى في سيناء عبر قصفها بالطائرات المروحية -خصوصا في مدينتي رفح والشيخ زويد- بدعوى محاربة الإرهاب.
كما صدر قرار بمنع استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح في غير الأذان والإقامة، وتم منع الصلاة في قرابة 25 ألف مسجد وزاوية بعدد من المحافظات، بدعوى عدم حدوث أي تشويش بين المساجد وبعضها، وتوفير راحة كاملة للمرضى وكبار السن.
كما حظرت أوقاف الانقلاب بناء المساجد والزوايا أسفل العمارات السكنية أو بينها دون إذن مسبق من الوزير بدعوى عدم توظيفها لأغراض لا تتفق مع الخطاب الديني”.

استهداف المصلين
ووقعت في عهد قائد الانقلاب العسكري عدد من المذابح بحق مصلين، ففي يوليو 2013 وأثناء قيام المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري بأداء صلاة الفجر وبينما هم في الركعة الثانية من صلاتهم قامت قوات من الداخلية والجيش بمحاصرتهم من كافة الجوانب وبدأت بإلقاء الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ما تسبب في عشرات الشهداء ومئات المصابين.
في الشهر نفسه وقعت مذبحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، حيث قامت مجموعات من البلطجية المسلحين بمعاونة الداخلية بمهاجمة المسجد بمن فيه وحصاره مما نتج عنه عدد من الشهداء والمصابين.
ومما كان أشد جرما، مذبحة فض رابعة والتي تم خلالها اقتحام مسجد رابعة العدوية، وحرق أجزاء منه بمن فيها من مصابين وشهداء، وحيث تم حرق جثثهم، وظل المسجد مغلقا لأكثر من 6 سنوات بعد المجزرة.
لم تكتفِ قوات الانقلاب بمجزرة الفض، وبعد يومين فقط، هاجمت قوات من الجيش والشرطة المسيرات الرافضة للانقلاب أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس وقاموا بإطلاق نار عشوائي على المتظاهرين لمدة تزيد عن ست ساعات متواصلة راح ضحيتها نحو 200 شهيد ومئات الجرحى وقد ظل المسجد مغلقا أكثر من 15 شهرا.

فزاعة للغرب
وقد واصل السفاح السيسي منذ الانقلاب العسكري حملته التحريضة على الإسلاميين، ملصقا بهم وبدور عبادتهم اتهامات الإرهاب والتطرف، ومحذرا دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد.
وقبل شهر من “مذبحة المسجدين” في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، دعا السيسي -في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن- الأوروبيين إلى مراقبة المساجد في الغرب، وحثهم على “الانتباه لما يُنشر في دور العبادة”.
وشدد السفاح السيسي على ضرورة “تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه -بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه- وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية”.
ويرى مراقبون أن "السفاح السيسي يمارس هذا الدور التحريضي على كل ما هو إسلامي نظرا لأن مقومات بقائه عند الغرب هو ما يدعيه من أن الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة وأنه لا مكان للإسلام في العالم وبخاصة أوربا وأمريكا".
كما رأوا أنه يسعى لمحاولة كسب الشرعية ورضا المجتمع الدولي بأنه أفضل من يخدمهم في مواجهة الإسلام، كما أنه يسعى للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان في مصر بعد المطالبة بفضح هذه الانتهاكات ومحاكمته عليها.