بعد غرق 11 شابا.. تفاصيل مؤلمة عن “51” مصريا لا يزالون رهن الاحتجاز في ليبيا

- ‎فيتقارير

كشفت تقارير إعلامية أن "51" مصريا لا يزالون محتجزين في ليبيا في أعقاب غرق 11 شابا كانوا في طريقهم للهجرة نحو أوروبا وغرقت بهم المركب فجر الجمعة 20 أغسطس 2021م.  وبحسب أحد الناجين من غرق مركب الهجرة غير المنظمة على سواحل ليبيا، فإن  المصريين الناجين من الحادث محتجزون في مدينة الزاوية غربي ليبيا، وأن السلطات كانت تنتوي ترحيلهم إلى طرابلس، التي يتواجد هو فيها حاليًا، بعدما نجح، برفقة ناجٍ آخر، في الهروب من السلطات الليبية.

وكان العشرات من سكان قرية تلبانة، مركز المنصورة، محافظة الدقهلية قد حرروا أكثر من 50 محضرًا في مركز الشرطة، بفقد أبنائهم الذين انقطع التواصل معهم، والذين كانوا على متن قارب هجرة غير منظمة غرق بالقرب من سواحل الزاوية في 23 أغسطس، حسبما نشر «المصري اليوم»، السبت.

وكان خفر السواحل الليبي، قد نشر الإثنين الماضي 23 أغسطس 2021م، فيديو قصير، يبدو أنه تم تصويره من مركب الإنقاذ، لمركب صغير مقلوب وحوله عدد من الأشخاص في البحر، وقالت السلطات الليبية إنها أنقذت 51 مصريًا، وانتشلت جثمان شخص واحد، فيما فقد 18 آخرين، وبحسب الناجين حمل المركب حوالي 70 مهاجرًا.

 

تفاصيل مؤلمة

يقول الناجي، ويدعى محمد طه عبد العزيز، 34 سنة، من محافظة الفيوم، ومصدر آخر قريب ناجٍ ثانٍ، من قرية تلبانة، إن السلطات الليبية تحتجز الناجين حتى انتهاء التحقيقات، تم تداول فيديو منسوب للمصريين الناجين من الغرق، مصور داخل مكان الاحتجاز، في ما يبدو أنه تحقيق معهم، حكوا فيه عن رحلتهم من مصر وصولًا إلى ركوبهم القارب من «الزاوية»، وكيف غرق القارب بعد تعطل موتوره عقب تحركه بساعات، وكذلك أسماء السماسرة المصريين والليبيين، وما تعرضوا له من تعنيف، وكذلك المبالغ التي دفعوها -ما بين حوالي 20 ألف جنيه مصري و10 آلاف دينار ليبي (نحو 34 ألفًا و700 جنيه مصري).

عبد العزيز أوضح أنه سافر من مصر في أبريل الماضي، ووصل إلى ليبيا -مهربًا عبر السلوم- في مايو، وأنه فكر في الهجرة عبر البحر بعدما نجح معارف له في الوصول إلى إيطاليا عبر الطريقة نفسها، ما دفعه لاستدانة ما يزيد على سبعة آلاف جنيه، دفعها للسماسرة بالفعل، على أن يدفع باقي المبلغ (إجمالي 40 ألف جنيه) بعد الوصول.

بحسب رواية عبد العزيز: «في 9 أغسطس قعدونا في العجيلات في المخازن 13 يومًا تقريبًا، وبعدين جم خدونا بالليل ع الزاوية، لقينا المركب سبعة متر، كانوا بيقولولنا إنها 26 متر. لقينا المركب راجعة من البحر وشايلة 30، خافوا ورجعوهم، وركبونا إحنا وإحنا كنا 70، واللي ما كانش بيرضى يركب كانوا بيضربوا نار، هم ميليشيات»

«كان معانا أسرة من بلد إفريقي معاهم طفل، دول غرقوا. إحنا اتحركنا واحدة بالليل، حطوا الأكل والمياه وبنزين، وخلوا اتنين أفارقة كباتن. الحمولة كانت تقيلة جدًا، قربنا من حدود تونس، المواتير اتحرقت بعد ما المياه ابتدت تدخل المركب، وعلى ستة الصبح كان المركب غرق واتقلب وإحنا تحته، ووقتها جه خفر السواحل الليبي وجابوا مركب إنقاذ»، يقول عبد العزيز مضيفًا أن المركب خلا من أي أطواق أو عوامات نجاة. لاحقًا قدمت السلطات لهم علاجًا ومياه وطعام قبل احتجازهم. يضيف «في مركز الاحتجاز الشرطة خدت مني التليفون و100 يورو، وحبسونا في مكان خمسة متر في تمانية متر. إحنا كنا حوالي 46 مصري» لكن السلطات الليبية تؤكد أنها تحتجز 51 مصريا.

كان «المصري اليوم» نقل عن أهالي المفقودين مطالبتهم بتدخل وزارة الخارجية للكشف عن مصير أبنائهم، وكذلك مطالبتهم بالقبض على السماسرة، بعد أن نشر السمسار المصري المسؤول عن المهاجرين من قرية تلبانة، ويدعى محمد أبو سمرة، أسماء من غرقوا في البحر.

وينقل موقع "مدى مصر" عن مصدر ثان وهو قريب أحد الناجين، ومقيم بين مصر والسعودية، قال إنه بمجرد سماعه خبر غرق المركب بدأ بالاتصال بمعارفه، حتى علم باحتجاز نسيبه في مركز الهجرة غير الشرعية في الزاوية، مشيرًا إلى أنه اتصل بقريبه قبل حوالي أربعة أيام، عبر هاتف أحد العاملين في مركز الاحتجاز، وأخبره أنه محتجز في السرية 51 في مدينة الزاوية.

أما عبد العزيز، الموجود حاليًا في طرابلس، فيوضح أنه وأحد الناجين نجحا في دفع خمسة آلاف دينار لمسؤول في مركز الاحتجاز، فساعدهما على الهرب، غير أنه يقول: «أنا دلوقتي لا عارف أروح ولا عارف اشتغل، أنا قاعد بملحي في الشارع، ومديون ومحرج أوري الناس وشي، وجواز سفري راح في البحر، ومفيش سفارة مصرية في طرابلس وسفارة تونس مقفولة».

بحسب قائمة الناجين التي نشرها حرس السواحل، كان غالبية المهاجرين المصريين من المنصورة، وبعضهم من الفيوم والبحيرة والغربية، وثلاثة من السودان، وشخص غاني الجنسية وآخر سوري الجنسية. على الجانب اﻵخر من المتوسط، أعلن حرس السواحل الإيطالي، السبت الماضي، عن وصول 600 مهاجر مصري ومغربي عبر المتوسط إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، 400 منهم قادمون من ليبيا بعلامات تعنيف على أجسادهم. وذلك بعد يوم من إنقاذ السلطات الإيطالية 99 مهاجرًا مصريًا ومهاجر سنغالي، 76 منهم قصر، بينهم 24 غير مصحوبين بأهاليهم. فيما ارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إيطاليا في 2021 إلى ما يزيد عن 35 ألفًا، في مقابل حوالي 17 ألفًا في 2020مـ.