مؤامرة يقودها السيسي والكنيسة.. إلغاء “خانة الديانة” هل يكون مقدمة لتعميم الزواج المدني؟

- ‎فيتقارير

أوعزت الكنيسة المصرية إلى محاميها نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، لإقامة دعوى أمام محكمة القضاء الإداري، يزعم فيها أن "استمرار خانة الديانة في البطاقة " يسبب نوعا من المشكلات للمواطنين".
دعوى الكنيسة تطالب بشكل صريح بإلغاء خانة الديانة من البطاقة، في حين يرى الكاتب عمار علي حسن في تصريحات لقناة  العربية الحدث أن "4 جهات تعترض على إلغاء خانة الديانة ببطاقة الهوية: أجهزة الأمن والمؤسسات الدينية الرسمية إسلامية ومسيحية وجماعات دينية وأغلبية كاسحة من المواطنين. أما المجتمع المدني فمنقسم بين مطالب به، ومن يرى أن هناك أولويات أهم لإنهاء أشكال التمييز والقهر والفقر كافة".
الناشط عزمي عصام @AzmyKamel1 طالب "حسن" أن يدلل على صحة ما قال لاسيما في اتجاه ثقته بتصريحات الكنيسة فقال "اذكر لي تصريحا رسميا صدر من المؤسسة المسيحية الرسمية يرفض إلغاء خانة الديانة".
جبرائيل تماهى في دعواه مع خالد منتصر الذي أيد السيسي والكنيسة في إلغاء خيانة الديانة من بطاقة الرقم القومي فزعم أن "إلغاء خانة الديانة من البطاقة هو تأكيد على مدنية الدولة وانضمامها لطابور الحداثة والتحضر".
دعوى جبرائيل والكنيسة أدعت أن "وعي المرء وإدراكه وإيمانه بعقيدته لا يكون من خلال مجرد لفظ يكتب سواء بمسلم أو مسيحي ببطاقة الرقم القومي".


مغالطات واقع
وقال البرلماني السابق عز الدين الكومي في مقال له إن "دعوى المتطرف المشبوهة تحتوي على كثير من المغالطات أبرزها الدعوة لتعميم الزواج المدني في مصر، وهو زواج شخصين من ديانات مختلفة، مثل زواج المسلمة من المسيحي ، وهو بلا شك مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم زواج المسلمة من غير المسلم".
واعتبر أن "الدعوى حلْقة من حلقات الإلهاء للشعب الذي تنتهجه أجهزة المخابرات والشئون المعنوية للعسكر لصرف الأنظار عن مشاكل الوطن الحقيقية كالصحة والتعليم والاقتصاد المنهار وانتهاكات حقوق الإنسان وتكميم الأفواه".

 

تحذير أزهري

وفي هذا الملف، حذر الأزهر من حذف الديانة في البطاقة الشخصية، وصرح الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، من أن "خانة الديانة في البطاقة تعبر عن هوية الشخص، مشيرا إلى أهميتها في الزواج والميراث لأن لكل دين شعائره فيهما".
وأضاف أن "من يطالبون بحذف الخانة يريدون استهداف هوية المجتمع واستقراره، وتساءل لماذا يتم إثارة سفاسف الأمور ويتم إزعاج المجتمع بها بدلا من الاهتمام بالصناعة والتقدم؟".

حتى إن الشيخ أحمد كريمة الذي أيد السيسي في رفع الدعم عن رغيف العيش قال في تصريحات لقناة الحرة  إن "هذا قرار مؤسسي مجتمعي لا يتم اتخاذه بناء على رغبة شخص ما، بل لابد أن يصدر من وزارة الداخلية والمخابرات العامة لأن له أبعادا كثيرة".

وحذر من أنه "حال اتخاذ مثل هذا القرار، سيسبب مشاكل كثيرة خاصة فيما يتعلق بالزواج".


 

ديني هويتي

على وسائل التواصل الاجتماعي رفض المشاركون حذف خانة الديانة من بطاقة الهوية واعتبروا تحت هاشتاج "ديني هويتي" أن حذف خانة الديانة لن يُجمّل صورة مصر بل سيقبحها، والدول لا تبنى بالتخلي عن دينها".
وقال نسيم الجنة @nusimaljanah22 "علموا أولادكم العقيدة فإنها الآن  تُنزع.. اليوم دعوة إلى الردة.. وغدا حذف خانة الديانة من البطاقة.. وبعد غد إباحة الزواج المدني.. السيسي على خطى أتاتورك".
وحذر نور الدين @DRofficial_NR21 من أن السيسي هو من يعبث "ضربة القزم القادمة هي إلغاء خانة الديانة من البطاقة وما سيتبعها من كوارث تتمثل في تجنيس يهود يحملون هوية ويخفون ديانتهم تخيل يا مسلم لو تقدم لخطبة بنتك شاب أدعى أنه مسلم وبعد الزواج اتضح أنه نصراني أو يهودي ".
واعتبر ناشطون أن "السيسي يشعل الوطن ويثير الفتن" فقالت حورية وطن @hory_zky "على العسكر التخلي عن المزايدة وعن إشعال الفتن والانشقاقات بالمجتمع".
وأضاف علاء الإبياري @ezbaman "هل حذف خانة الديانة من البطاقة هيرتقي بمصر و يسمح فيها بحريات حقيقية و عدالة و نهضة و هل سيسمح بتداول سلمي للسلطة و إبعاد العسكر عن الحياة السياسية؟".
وفي تأييد لرأي الأزاهرة كتب الوزير العاشق @msagfmo1453 "( إلغاء خانة الديانة) المشكلة ليست فقط فى الزواج والطلاق والمواريث والنسب..المصيبة الكبرى  هى محاولة محو وطمس الهوية الإسلامية للوطن".
وأضاف إبراهيم سويلم @ibmlect "إلغاء خانة الديانة فقاعة قياس لردة فعل الرأي العام، بعد مداخلة القزم وتعليقه على ثوابت الدين، صرحت رافضة بالفقاعة، هذه الدولة تدار بأوامر ذات أفكار خبيثة".

اتفاق مسبق
وجاءت الدعوى بعد أيام من تصريحات السيسي لإحدى القنوات المحلية عن "العقيدة وفهم الدين". وقال السيسي "كلنا اتولدنا المسلم وغير مسلم بالبطاقة والوراثة لكن هل حد يعرف إنه يجب أن نعيد صياغة فهمنا للمعتقد الذي نسير عليه؟".

وأضاف السيسي "كنا صغيرين مش عارفين.. لما كبرنا هل فكرت ولا خايف تفكر في المعتقد الذي تسير عليه صح ولا غلط؟ هل فكرت السير في مسيرة البحث عن المسار حتى الوصول إلى الحقيقية؟".

وعليها بنى جبرائيل دعواه باعترافه قائلا إن "تصريحات السيسي الأخيرة أثبتت أن العقيدة ليست بالبطاقة".
 


قبل الثورة

في 2016، قررت جامعة القاهرة، إلغاء خانة الديانة كمتطلب في كافة الشهادات والمستندات والأوراق التي تصدرها أو تتعامل بها الجامعة، ومن بينها شهادات تخرج الطلاب الأوراق والمستندات الخاصة بهم في الجامعة.
ولا تعترف الحكومة المصرية في الأوراق الرسمية إلا بالديانة الإسلامية والمسيحية واليهودية فقط، وفي 2009 صدر حكم قضائي يسمح للبهائيين بوضع علامة "-" أمام خانة الديانة بعد ما كان يتم تسجيلهم كمسلمين رغما عن إرادتهم.

ورفض برلمان الانقلاب مشروع قانون في عام 2018 لسن قانون ينص على حذف خانة الديانة من البطاقة.