خبراء: من انتزعوا حريتهم كشفوا عن معاناة آلاف الأسرى بسجون الاحتلال

- ‎فيعربي ودولي

 

سلط خبراء فلسطينيون وعرب الضوء على الأبطال الذين انتزعوا حريتهم من سجون الاحتلال بعدما نجحوا بعمليتهم الأسطورية في إعادة تركيز الضوء على معاناة آلاف الأسرى الذين كان ذنبهم المطالبة بالحرية لوطنهم وشعبهم من أبشع وأحقر احتلال، وتمنوا أن يتمكن أحرار فلسطين من احتضانهم بعيدا عن أعين العدو وجواسيسه، وفتح الحدود العربية التي قد يصلون إليها.

وعن الحراسة اللازمة للمحررين الستة كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر تويتر: "بنبض قلوبهم يحرس الفلسطينيون أسراهم الستة الذين انتزعوا حريتهم من بين أنياب الجلاد، فيما تطاردهم عيون القتلة والعملاء..احتضانهم واجب، وخذلانهم جريمة وعار، بل وخيانة أيضا. تلك موقعة رائعة ومبشّرة في معركة مريرة مع غزاة يقف من خلفهم عالم ظالم، ويتواطأ معهم بعض أبناء جلدتنا".
وأضاف "هستيريا في دولة الاحتلال بعد نجاح 6 أسرى فلسطينيين في الهروب من سجن "جلبوع" فجر اليوم عبر نفق قاموا بحفره.4 منهم محكومون بالمؤبدات. عملية رائعة؛ أيا تكن النتيجة التالية التي يتحمّل مسؤوليتها، ومسؤولية الوضع برمته من يطاردون المقاومة وحاضنتها ويتعاونون مع المحتل".

 


 

إخفاق المحتل
وقال الباحث الفلسطيني د.عدنان أبو عامر المقيم بغزة عبر تويتر "أول إخفاق أمني إسرائيلي في عملية فرار الأسرى من السجن، أن مزارعين اكتشفوا صباح اليوم فتحة النفق في منطقة زراعية مجاورة للسجن، دون أن تعلم مصلحة السجون باختفاء الأسرى من الأساس من داخل زنازينهم".
وعن سمات المحررين أشار أبو عامر إلى أن "هؤلاء الأسرى الذين تنسموا عبير الحرية فجر اليوم رغما عن الاحتلال، ونجحوا في النجاة بأنفسهم من سجونه هم :  محمود معتقل منذ ربع قرن، ومحمد ويعقوب منذ 18 عاما، وأيهم منذ 13 عاما، وزكريا ومناضل منذ عامين".
واعتبر أن "التوق إلى الحرية بأي ثمن هو الدافع الحقيقي لأن يقوم الأسرى الفلسطينيون بعمل المستحيل، كي يخرجوا من هذا السجن الظالم أهله، وأيا كانت النتائج فنحن أمام عمل بطولي عز نظيره، رغم أننا أمام سلسلة طويلة من محاولات التحرر من هذه السجون المحاطة بأجواء أمنية احتلالية غاية في التعقيد".

دلالات إستراتيجية
وحلل الصحفي والباحث الفلسطيني محمد عايش المقيم بلندن الدلالات الإستراتيجية المهمة لعملية نفق الحرية من سجن جلبوع عبر مقال ب"عربي 21" مشيرا إلى ضرورة قراءتها وتحليلها والتوقف عندها طويلا.
أولا: هذه العملية تُشكل اختراقا مهما لأحد أكثر الأنظمة الأمنية تحصينا في العالم، حيث إنها تشكل ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية، إذ أن السجن موجود داخل الخط الأخضر وهو بالغ التحصين، ويستخدم فيه الإسرائيليون أحدث أنظمة المراقبة، فضلا عن أن المنطقة المحيطة به مكشوفة بالكامل وبعيدة نسبيا عن المناطق المأهولة بالفلسطينيين. الأمر الذي يعني بأن اختراق كل هذه الحصون أمر أشبه بالمعجزة أو الأسطورة.
ثانيا: عملية بهذا النوع وهذا الاتقان وهذه الدقة تعني أن أساليب المقاومة الفلسطينية تشهد تطورا غير مسبوق وعلى كافة المستويات، إذ أن هذه العملية ليست عسكرية ولم تشهد إطلاق رصاصة واحدة وإنما هي عملية اختراق أمني بالغة التعقيد وبالغة الدقة، والقصة هنا ليست في كيفية حفر نفق بهذا الحجم وهذا المكان وهذه الإمكانات مع التسليم بأن هذه معجزة، وإنما القصة الأكبر أن الفلسطيني أصبح لديه القدرة على اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية وهذا سيفتح الباب لعمليات مختلفة وبأنواع مختلفة، ويفتح الباب أمام صراع مختلف بين الفلسطينيين والاحتلال.
ثالثا: من المؤكد أن الأسرى المحررين بهذه العملية قد تلقوا المساعدة من الخارج، وغالبا من حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي اليها خمسة من الأسرى الفارين، وهنا رسالة مهمة مفادها أن الفصائل لا تنسى أسراها في السجون وتعمل على تحريرهم ولو طال الزمان، وهذا ما حدث عندما نفذت حركة حماس عملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط واستبدلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني، وكذا عملية التبادل التي نفذتها الجبهة الشعبية القيادة العامة في العام 1985، وقبلها عملية التبادل بين حركة فتح والاحتلال في جنوب لبنان سنة 1983.. أما الجديد هنا فهو أن أسرى حركة الجهاد يخرجون من سجن جلبوع بموجب عملية وليس في صفقة تبادل.