لطمة روسية جديدة للسيسي.. موسكو تتحرك لاستبدال قناة السويس بممر “الشمالي”!

- ‎فيتقارير

دعم وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الاثنين 6 سبتمبر، فكرة إنشاء ممرات تجارية بديلة لطريق الحرير وقناة السويس.
وأطلق الملياردير الروسي، أوليج ديريباسكا، على أحد المشاريع الداعمة للبنية التحتية في روسيا عبارة المشروع البديل لقناة السويس المصرية. والمعروف بـ "طريق سيبيريا الجديد"، وفقا لموقع سبوتنيك" الروسي بالعربية.

وقال شويجو في مقابلة مع قناة أر بي كا "نحن بحاجة إلى بناء طريق آمن وفعال بين أوروبا والصين. لقد أصبحت الحاجة إلى إنشاء ممر نقل مثل هذا مهم، خصوصا مع التطورات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الوضع الحالي في أفغانستان".

وتابع: "بالنسبة لروسيا لهذا الطريق أهمية كبيرة كونه يخلق مراكز الإنتاج في سيبيريا حيث الممر الحديث". مشيرا إلى صعوبة المشروع بسبب التحديث الكامل للسكك الحديدية العابرة لسيبيريا وبناء جسور وأنفاق جديدة.

دعم صيني
ونشر الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا على قناته في تليجرام عن مضاعفة الصين بين شهري يناير وفبراير الماضي من عمليات نقل البضائع بالسكك الحديدية عبر روسيا وآسيا.

وأشار الملياردير إلى أن "ارتفاع أسعار العمليات البحرية وطول مدة التسليم البحري أجبر بكين على زيادة اعتمادها على النقل بالسكك الحديدية".

واعتبر ديريباسكا بعد حادثة جنوح السفينة في قناة السويس إلى أن هذه الحادثة ستجبر السكك الحديدية الروسية على النظر إلى حركة المرور العابر للقارات بشكل مختلف. الهدف الأكثر وضوحا والمبرر اقتصاديا هو تمكين روسيا من التطور إلى مركز رئيسي اقتصادي ورابط كامل بين أوروبا وآسيا".

يذكر أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن في وقت سابق خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وممثلي حزب "روسيا الموحدة"، عن إمكانية إنشاء مدن جديدة في سيبيريا حتى عام 2030 من خلال استثمارات مقبولة.

الاستبدال حتمي
واستعرض الناشط المصري أشرف الصباغ مقالا للخبير الروسي فيكتور سوكيركو، في صحيفة "سفوبودنايا بريسا" نشره في 3 أبريل 2021، مؤكدا أن "لدى روسيا ما تكتسح الجليد به، وما تحمي به القطب الشمالي، وأن احتمال استبدال طريق بحر الشمال بقناة السويس واضح وفعال".
وفي مقال "بريسا"  المنشور بالروسية كان عنوانه "متى تغلق روسيا قناة السويس؟ ولماذا احتل بوتين القطب الشمالي؟"
وتحدث المقال عن "استعداد طريق بحر الشمال لتوفير ملاحة مستدامة وآمنة بدلا عن قناة السويس".

وتزامن المقال مع أزمة السفينة إيفر جيفن التي تسببت في أزمة عالمية للسفن التي تمر من القناة المصرية وتدر أرباحا بالعملة الصعبة ويعتبرها المصريون عصبا لحياتهم، وجاء في المقال "يناقش السياسيون والاقتصاديون قصة انسداد قناة السويس، التي يتدفق من خلالها 12% من حركة الشحن في العالم (أكثر من 50 سفينة في اليوم) على نطاق واسع، بالإضافة إلى احتساب الخسائر والتي بلغت حوالي 9.6 مليار دولار يوميا وفقا لـبلومبرج، جرى الحديث عن طرق شحن بديلة. وتم العثور على بديل موجود في روسيا هو طريق بحر الشمال".
وأضافت أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتل القطب الشمالي، وضاعف أسطول كاسحات الجليد والأهم من ذلك أنشأ تجمعا عسكريا قويا في أقصى الشمال. هل كان يعرف، أم أنه افترض أن شيئا من قبيل انسداد قناة السويس يمكن أن يحدث، ومن ثم فإن طريق بحر الشمال سيحقق فوائد كبيرة للبلاد؟".
وكشفت الصحيفة الروسية أنه "لا أحد يخفي الخطط بأن بلدنا مستعد لضمان أمن جميع حدوده، بما في ذلك الحدود من جهة المحيط المتجمد الشمالي".

وتنفذ وزارة الدفاع الروسية بنشاط برنامجا لتطوير القطب الشمالي على جزر "نوفايا زيمليا" وأرض "فرانز جوزيف" وجزر شميدت ونوفوسيبيرسك، التي يمر طريق بحر الشمال بينها وبين الجزء القاري من روسيا. تم ترميم المطارات وبناء أخرى وإقامة مدن عسكرية جديدة، وتكييفها للعيش في ظروف مناخية قاسية. وتم إنشاء مجموعة القوات القطبية الشمالية هناك، وبدأت عمليا في أداء مهامها.

وقالت الصحيفة إن "روسيا تسيطر على كامل المجال الجوي والبحري للقطب الشمالي على بعد 500 كيلومتر على الأقل من ساحلها".

كاسحات الجليد في القطب الشمالي هي حصان رهان روسيا الرئيسي. وفي أكتوبر من العام الماضي، تمت إضافة الكاسحة أركتيكا الأقوى في العالم والتي تعمل بالطاقة النووية إلى أسطول كاسحات الجليد الحالي".

 

تزامن غريب
وفي تزامن اعتبره المراقبون غريبا، استقبل المهندس يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في 30 أغسطس 2021، بمقر المنطقة في العين السخنة، وفدا روسيا من ممثلي وزارة الصناعة والتجارة والمؤسسة التنموية الوطنية وممثلي الشركات الروسية الراغبة في الاستثمار بالمنطقة، لتفقد موقع المشروع الخاص بالمنطقة الروسية وزيارة بعض الكيانات الصناعية القائمة بالمنطقة الصناعية بالسخنة، ضمن الزيارة المتفق عليها من الجانبين في يوليو الماضي خلال الاجتماعات المكثفة التي عُقدت بموسكو بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة الصناعة والتجارة الروسية.
واستعرض اللقاء "المنطقة الصناعية بالسخنة وموقع المشروع الروسي المقترح والمزايا التي تتمتع بها المنطقة منها ميناء السخنة أحد أهم موانئ البحر الأحمر، والأقرب من ميناء الأدبية الذي يقع على المدخل الجنوبي لقناة السويس".
الطريف أن "زكي" ربط بين "إقامة مشروعات روسية بالعين السخنة وبين امتداد المساحة الإجمالية للمنطقة الصناعية الروسية التي تبلغ 5 كيلومترات في شرق بورسعيد، بناء على رغبة الجانب الروسي وبعض الشركات التي ترغب الاستثمار في العين السخنة، موضحا أن الزيارة تهدف إلى تحديد موقع الشركات الروسية التي ستقيم استثمارات وصناعات متنوعة بالمنطقة".

ومن المرتقب إن صدقت النوايا الروسية توقيع ما يسمى بـ”العقد التشغيلي للمنطقة الروسية”، بنهاية 2021.
وتبدأ المرحلة الأولى من الاستثمارات الروسية قبل تصريحات وزير الدفاع الروسي شويغو، على مساحة مليون متر مربع بشرق بورسعيد و500 ألف متر مربع بالعين السخنة، من إجمالي مساحة 5 كيلومترات، على أن يبدأ العمل في المنطقة الصناعية الروسية بالعين السخنة مع نهاية العام الجاري.