“الجنرال البواب” يطرح شققا مفروشة للعرسان.. سبوبة جديدة للعسكر

- ‎فيتقارير

مرت الأسبوع الماضي الذكرى الـ 34 على العرض الأول لفيلم "البيه البواب" إذ استقبلته دور العرض السينمائي في 31 أغسطس عام 1987، وللصدفة البحتة تقمّص جنرال الخراب السفاح السيسي دور عبد السميع البواب في الفيلم وخرج بتصريح مثير للدهشة بطرح شقق مفروشة للعرسان الجدد.
وقال السفاح السيسي: "بفكر أعمل شقق ونفرشها فرش كويس علشان مش عاوزين الأسر تناقش موضوع المهر، لو يتكلموا في الشبكة ماشي إنما المهر لأ، يعني نقولهم تعالوا في شقق مفروشة بإيجار وجاهزة ويأجروها بس، وميدفعوش مقدما كبيرا وأقساط كبيرة وبندرس الموضوع ده بقالنا شهور".

الحداية والكتاكيت..!
وبات الشعب المصري على يقين بأن السفاح السيسي هو الشخص الذي تحقق فيه المثل الشعبي "الحداية لا ترمي كتاكيت"، ولقي تصريح السفاح سخرية واسعة من النشطاء والمراقبين، وذلك خلال حضوره احتفالية نظمها صندوق علي بابا الشهير بـ"تحيا مصر".
وتعهد السفاح، بتوفير شقق سكنية مفروشة وكاملة التجهيز للشباب المقبل على الزواج بدون أقساط كبيرة وبإيجار بسيط، وبنبرة "شخصية اللمبي" قال "الفكرة بتاعة أني أعمل إسكان مفروش والناس تدفع إيجارا فيه، ده موضوع مش في ثقافتنا، لكن هيخلي الأسر مبتتكلمش لا في مهر أو فرش، ولا يتخانقوا على حاجة، هيدفعوا إيجارا وخلاص وهنبقى شغّلنا أهالينا في دمياط، لافتا إننا عايزين نعمل 100 ألف شقة كده".
السفاح السيسي تجاهل عمدا الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تعد أهم أسباب المشكلات الأسرية، واقترح مسألة الشقق المفروشة كما خاض سابقا في حظر الطلاق الشفوي.
ويعاني المصريون من أزمات الغلاء وتفشي الفقر وانتشار البطالة بين الشباب، بخلاف عجز الحكومة عن توفير السلع الأساسية، وهاجمت إحدى الناشطات السفاح السيسي على موقع تويتر قائلة "الناس بتنتحر بسبب الأزمات المالية وناس بتموت من الإهمال الطبي ونقص الدواء والرئيس بيتكلم في الجواز والطلاق".
وكشفت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع معدلات الطلاق في مصر خلال العقدين السابقين 1996-2015، وبلغ متوسط سن الطلاق عند الذكور 38 عاما والإناث 32 عاما.
وأوضحت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق في المدن عن الريف، خلال الفترة من 1996 إلى 2008، بنسبة 50% وتضاعف اعتبارا من 2010، وكان أعلى معدل للطلاق في المدن 3 في الألف 2015 مقابل 1.7 في الألف عن نفس العام في الريف.
ويعلق الناشط آدم محمود بالقول "السبوبة الجاية للسيسي حايعمل شقق مفروشة ويأجرها. السيسي حايحط إيده على كل حاجة بتجيب فلوس في البلد".
وتقول الناشطة مي إبراهيم "وعود كاذبة كالعادة ، لكن ما استوقفني أنه تحدث عن المهر ويحاول إلغائه، أقول لشعب مصر احذروا إلغاء المهر حرام شرعا لكن يمكننا تخفيضه لنراعي ظروف المعيشة الصعبة".
ويقول السيد سليمان "السيسي في احتفالية أبواب الخير اشتغل سمسار شقق مفروشة..السيسي يدرس طرح شقق مفروشة مجهزة للإيجار بدون مقدم وبقول ده لمنع النقاش بين الأسر في المهر طيب القائمة الخاصة بالعروسة هتتكتب باسم السيسي وحكومته ولا باسم العروسة دي آخرة اللي يوافق أن يحكم مصر سمسار ومقاول".

 

إفقار المصريين
ونفّذ السفاح السيسي منذ انقلابه جملة من مشاريع البنى التحتية الضخمة معدومة الفائدة الاقتصادية، وعلى الرغم من أزمة الديون المستفحلة، تبقى هذه المشاريع أولوية للعسكر.
وقد تفاقمت هذه الأزمة مع بلوغ مجموع الديون ما نسبته 101 في المئة من إجمالي الناتج المحلي بحلول أواخر عام 2018، وعلى الرغم من الأعباء على الموازنة، تتواصل الاندفاعة لتنفيذ مشاريع ضخمة في البنى التحتية.
ويروج إعلام الانقلاب لهذه المشاريع بأنها أساسية لإنعاش الاقتصاد المصري، لكنها تؤدي وظيفتين مهمتين فهي توفر للجيش فرصا إضافية للنهب من الاقتصاد المصري، وكان السفاح السيسي قد أنكر ذلك في مايو، مشيرا إلى أن دور الجيش في هذه المشاريع هو محض "إشرافي".
بيد أن التقارير كشفت عن نمو الشركات المملوكة من القوات المسلحة بتشجيع من السفاح السيسي من خلال مشاركتها في مشاريع ضخمة للبنية التحتية.
والمثال الأبرز في هذا الصدد هو شركة العريش للأسمنت التي شيدت مصنع الإسمنت الأكبر في مصر بقيمة مليار دولار أمريكي، غير أن عصابة الانقلاب أشارت سابقا إلى أن أعمال البناء والمشاريع الجديدة سوف تؤدي إلى زيادة حجم السوق.
وكان السفاح السيسي نفسه قد أشاد في نوفمبر 2014 بقدرة القوات المسلحة على تنفيذ مشاريع البنى التحتية الضخمة بوتيرة أسرع بثلاث إلى أربع مرات من القطاع الخاص، في إشارة إلى زيادة النفوذ الاقتصادي للقوات المسلحة.
وتستخدم هذه المشاريع أداة لفرض السلطة وترسيخ الدعم في صفوف أنصار الانقلاب، والمثال الأبرز في هذا المجال هو توسعة قناة السويس التي صورت بأنها ضرورية للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.
وفي عام 2014، زعم رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش، أنه يُتوقَّع أن تصل الإيرادات إلى مئة مليار دولار في السنة، ولكن الأرقام تُظهر أن الحجم الإجمالي للاقتصاد المصري بلغ 249 مليار دولار في أواخر عام 2018، في حين أن مجموع العائدات التي أمنتها قناة السويس في السنة نفسها لم يتجاوز 5.7 مليارات دولار.
وقد سلّط حفل تدشين المشروع الضوء على هذه الجهود، مع تأدية مروحيات عسكرية ومقاتلات "إف 16" عروضا عبر التحليق على علو منخفض، وحضور السفاح السيسي في زيه العسكري الكامل ومشاركة عدد من رؤساء الدول، وكان الهدف من هذا الاستعراض إظهار قوة الانقلاب وتخويف المصريين.
ومن المشاريع العقيمة المشابهة جسر روض الفرج المعلّق، وقد تولت تشييده الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالاشتراك مع شركة "المقاولون العرب" المحلية للإنشاءات.
وعملت حملة إعلامية على الترويج للجسر الذي وصفته بأنه الجسر المعلق الأكبر في العالم، وصورته بالإنجاز الذي تحوّل إلى حديث العالم بأسره.
ومن الأمثلة الأخرى بناء المسجد والكنيسة الأكبر في البلاد، والعاصمة الإدارية الجديدة التي دشّنها السفاح السيسي في يناير 2018، وصُوِّر تدشين الكنيسة بأنه "حيوي" للأقباط في مصر.