مخرج “يونيو” بين “الرفاق” ومراقبون: تلميع الانقلاب خالد يوسف لن يغسل سمعته

- ‎فيتقارير

خرج المخرج خالد يوسف من مطار القاهرة بفضيحة مجلجلة، كشفتها أجهزة مخابرات رئيس 30 يونيو، التي يعود الفضل في تضخيمها شكليا وباستخدام مهارات (zoom out) أثناء إقرار التعديلات الدستورية التي تمهد لبقاء الطاغية مدى الحياة على كرسي حكم مصر، وها هو اليوم يعود إعلاميا مع نخبة الرفاق، بعد شهور من عودته الفعلية ليتقبل العزاء في وفاة شقيقه وكأن شيئا لم يكن، بل ويقدم فروض الولاء والبراء وأولها التلقيح على جماعة الإخوان المسلمين وثانيها تلميع صورة العسكر.
محمد الوليدي رآه هكذا "
جيفري أبستين مصر، المخرج خالد يوسف الفار من العدالة في العديد من الجرائم الجنسية في مصر، استغل الساعيات للشهرة من خلال السينما واقنعهن بأن الشهرة لن تأتي إلا عبر فراشه، فاستباح أعراض العديد منهن مع تصويرهن، يعيده السيسي وكأن شيئا لم يحدث".
ونصحه المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة مراد علي أنه "الأجدر بك أن تعتذر ثم تعتزل لا أن تدعي أنك بطل قومي،
 تصدير صورتك مرة أخرى في الإعلام واستدعاء أصدقائك من السياسيين والإعلاميين الفاسدين  لن يغسل أبدا سمعتك؛ الرأي العام ليس ساذجا وبروباجندا الستينيات لم تعد فاعلة في عصر السوشيال ميديا وما تعلمناه في  بناء السمعة أنه في حال فضائح الشخصية الشهيرة عليهم أولا أن يعتذروا عما ارتكبوه ثم يعتزلوا المشهد العام".

الإخوان وعمرو أديب
في لقاء تصديره إعلاميا مجددا، كان على شرفة نافذة "حمام الثلاثاء" عمرو أديب، ليقدم يوسف من خلاله براءته من التواصل مع الإخوان أثناء فترة غيابه فيدعي "كلمني الإخوان لأجل أن يحتضونني" مع أن الأحضان باتت حصرية على نائب برلمان العسكر ولو كانت في رمضان، فالرفاق في عرف المثقفين لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وإن العكس صحيح.
قطب العربي، نائب الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، يعلق على إدراج مخرج سهرة 30 يونيو الإخوان في حديثه فقال "خالد يوسف صاحب الفضيحة الأخلاقية يقول إن الإخوان كلموه،أتحداه أن يذكر اسما واحدا من الإخوان تواصل معه، بل أتحداه أن يشرح حالة العزلة السياسية التي عاشها -لنفور المحترمين منه- والتي دفعته للعودة  ليهنأ بدفء أحضان أشباهه في مصر".
وأضاف "المخرج خالد يوسف طرق أبواب الإخوان وغير الإخوان خلال هروبه بفضيحته في الخارج، ولم يفتح له أحد رغم إلحاحه لأن الجميع وجدوا أن ضره أكبر من نفعه".

استعباط
المحلل السياسي محمد جمال عرفة قال "
اللي أعرفه من الصحف أن المخرج خالد يوسف هرب من مصر وراح فرنسا، لأنه تم توجيه تهم مخلة بالآداب له ونُشرت له فيديوهات، فكون أن عمرو أديب يُلمّعه أمس ويحاول أن يظهره كمعارض هرب وعاد ليعارض من الداخل وهيعملنا فيلم عن أكتوبر لأنه رجل وطني، فده اسمه استعباط".
وأشار إلى أن صحفية ناصرية انتقدت عودته بالإشارة إلى رشا عزب انتقدته وانتقدت احتفاء وتهليل المعارضة الناصرية بعودة خالد يوسف في لقاء نشره يوسف على حسابه".
ونُقل عنها قولها "تهليل المعارضة الناصرية على عودة خالد يوسف حاجة وسخة ودنيئة..أظن كلامه إمبارح كان واضح هو رجع ليه في الوقت ده، بس عايزين نقولكم لو مرجعينه يغسل سمعتكم، كان أولى بيه يغسل سمعته، جريمته في حق الستات وخروجه من البلد في وقت دهس البنات، كفاية سياسة على جتت النسوان بجد".

لماذا عاد؟
وتساءل الكاتب هاني سليمان عبر فيسبوك عن "لماذا عاد؟" وأوضح أن "خالد يوسف أعلن أنني عدت لمصر لأبقى وعلى أرضها سأموت، ونحن نعلم أنه قد  مُنِحَ – طبعا –  الضوء الأخضر للعودة، ولم يذكر أحد قضيته وفيديوهاته وفضائحه، وانتشرت أخباره الفنية وغير الفنية على وسائل التواصل الاجتماعي، واستضافه عمرو أديب إعلامي النظام "نمبر ون"، ليعلن بوضوح وعزم وإصرار عن تأييده المطلق للنظام ولثورة 30 يونيو الخالدة، وليتحدث عن الإخوان الوحشين الذين كانوا ينتظرون أن يرتمي في أحضانهم، لكنه أبى ورفض بكل إباء وشمم، وأنه ينوي الكشف عن طريق أفلامه العبقرية كيف تسلل الإرهاب – الإسلامي طبعا – إلى أوروبا وكيف تغلغل الدواعش فيها وضموا الكثير من شباب أوروبا إليهم".
ورأى أن عودته مرتبطة بطرق لعب جديدة تستعين بخبرته وتوقع أن "نرى من المخرج الكبير والسياسي الخطير كثيرا من اللعب العام والخاص معا، على طريقة "العبي يا ألعاب"، فلننتظر ونتفرج ونُعجب أو نتعجب أو "الاثنين".

ولاء وبراء
المحلل مؤمن سلام ليس من الإسلاميين بل له موقف منهم، ومع ذلك رأى أن قبول الرفاق عودة خالد يوسف رغم أخطائه المعروفة بحق الشعب المصري، كنائب ورمز مثقف تستوجب عزلة.
وتحت عنوان "الولاء والبراء اليساري… خالد يوسف نموذجا" أشار مؤمن سلام  إلى أن اليسار المصري لديه مفهوم الولاء لكل رفيق والبراءة من كل من هو خارج الأيديولوجية".
وأشار إلى أن هذه القاعدة لديهم انتجت التطبيل لكل نصف مبدع ونصف فنان ونصف سياسي ونصف مثقف طالما أنه ينتمي لشلة اليسار، والهجوم والحط من كل مبدع وفنان وسياسي ومثقف حقيقي طالما أنه لا ينتمي لشلة اليسار".
ولفت إلى أن "اليسار يسيطر على المجال الثقافي الرسمي منذ خمسينات القرن العشرين وحتى الآن، ولولا التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي لربما ظل اليسار متحكما ومسيطرا على مجال الفنون والآداب والثقافة، ولا صوت يعلو على صوت الرفاق"
.
وأكد أن "استقبال قيادات اليسار للمخرج خالد يوسف هو نموذج وتعبير حي عن عقيدة الولاء والبراء أو انصر أخاك ظالما أو مظلوما. فرغم أن الرجل متورط في شبهة استغلال نفوذه الفني على فنانتين ناشئتين لممارسة الجنس معهم وتصوير علاقته الجنسية معهما، وتم القبض على الفتاتين بتهمة نشر الفسق والرذيلة وظلتا في الحبس لمدة 4 أشهر قبل تبرأتهما. وأثناء ذلك كان المخرج الكبير يستمتع بأوقاته خارج مصر وعلى أجمل شواطئ العالم، دون حتى أن يُبدي أي تضامن مع الفتاتين اللتين تعرضتا للفضيحة وللحبس في مجتمع مُنغلق يصم المرأة دون الرجل في أي علاقة جنسية خارج الزواج أو حتى الزواج العرفي السري، كما أن المخرج الكبير يتحمل جزءا من المسؤولية عن تسريب الفيديوهات من تليفونه، فمن ناحية نحن لا ندري هل تم التصوير بعلمهما أو بدون؟ ومن ناحية أخرى، من المعروف أن أي شخص يعمل بالمجال العام لا يحتفظ بمثل هذه الأشياء في تليفونه، خوفا من تسريب المحتوى لسبب أو لأخر، إلا أن الفنان الكبير يبدو أنه كان غير مُكترث، فهو الرجل الذي لا يعيبه شيء في المجتمع المحافظ الذكوري".
وأبدى سلام تعجبا من "انطلاق الرفاق يدافعون عن خالد يوسف معلنا أن المسؤولية الأخلاقية، وسيادة القانون التي كانت تتطلب على الأقل التحقيق معه كما تم التحقيق مع الفتاتين اختفت لدى الرفاق".
وأضاف "راح هذا اليسار المصري يُشوه مفاهيم الحرية الشخصية والتراضي، فقط من أجل سواد عيون الرفيق المخرج. فجعلوا من الحرية الشخصية بابا لاستغلال النفوذ والتلاعب بالأخرين والتخلي عن المسؤولية المجتمعية والقانونية".
واعتبر أن "استقبال قيادات اليسار المصري ودفاع جمهور اليسار المصري عن خالد يوسف كاشف وفاضح للموقف الحقيقي لهذا التيار من المرأة وحقوقها ويفسر رفضهم للنسوية واعتبار قضايا المرأة قضايا مؤجلة وهامشية، تماما مثل إخوانهم الإسلاميين".

عودة النذل
ماذا جرى في قضية الفتاتين اللتين تم تسريب لقائه بهما في وضع الرجل مع زوجته، وانتشار الفجور على وسائل التواصل الاجتماعي بمعرفته، والقبض على الفتاتين فأقيمت ضدهما وضده دعوى جنائية، ولكن يبدو بحسب مراقبين أن القضية أُغلِقت أو ما زالت مفتوحة برغبته التعاون من عدمه، وبرغبتهم على سبيل التهديد".
اعتراض خالد يوسف -كان شكليا بالاتفاق مع الرفاق- يعترف بالمنقلب كما الطنطاوي وكبيرهم صباحي وهتيفهم وكان هروبا بحسب البعض منحة منهم للهروب من مصر بدلا من التشهير به وبهدلته ومحاكمته.