لم يشربوا الماء وتغذوا على الفاكهة.. الأسرى الفلسطينيون يكشفون تفاصيل رحلة الهروب وكيف تم اعتقالهم

- ‎فيأخبار

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا سلط خلاله الضوء على محاكمة الأسرى الفلسطينيين الذين أعيد اعتقالهم عقب هروبهم من سجن جلبوع الأسبوع الماضي.

ونشر التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" تفاصيل جديدة عن محاولة الهروب والأخطار التي واجهها الأسرى خلال الرحلة والأسباب التي أدت إلى إعادة اعتقالهم من قبل قوات جيش الاحتلال.

وبحسب التقرير، فإن هروبهم من سجن إسرائيلي شديد الحراسة تصدّر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم وأسعد ملايين المسلمين.

وقام ثلاثة من الفارين الأربعة الذين تم القبض عليهم بتفصيل المحاكمات والمحن التي واجهوها هاربين: العطش والجوع وفرح الحرية.

وبالنسبة لمحمد عارضة، 39 عاما، فقد ذاق طعم الحرية من الكمثرى، وقال عارضة لمحاميه إنه تمكن من تناول الفاكهة لأول مرة منذ 20 عاما تقريبا بعد فراره من سجن جلبوع في شمال إسرائيل عبر نفق في 6 سبتمبر.

كان عارضة في السجن منذ عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء إلى الجناح العسكري لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي والتورط في قتل جنود إسرائيليين، كانت الفرصة لرؤية والدته مرة أخرى هي التي دفعته إلى الخروج من جلبوع والفرار.

وقال عارضة لمحاميه خالد محاجنة «قمت بجولة في فلسطين المحتلة عام 1948، وكنت أبحث عن حريتي ولقاء والدتي».

اعتقال بالصدفة 

تم العثور على عارضة يوم السبت مع زكريا الزبيدي أثناء اختبائهم في الناصرة، وهي مدينة شمالية تقطنها أغلبية ساحقة من السكان الفلسطينيين.

وقال لمحاميه إنه واجه ظروفا قاسية ومسيئة في معتقل الجلمة بالقرب من حيفا، حيث يحتجز الآن، وأنه تعرض للضرب أثناء اعتقاله.

وعلى الرغم من احتجازهم في نهاية الأسبوع ، لم يسمح للمأسورين الأربعة بالتحدث على انفراد مع محاميهم يوم الثلاثاء، وبعدها تمكن ممثلوهم من نقل تفاصيل هروبهم المثير للمرة الأولى.

وقال محاجنة إن الشرطة الإسرائيلية ضربت عارضة بقسوة وهددته بالقتل وضربت رأسه على الأرض. وقال المحامي إنه لم ينم سوى 10 ساعات فقط في الأيام الأربعة الماضية، كما حرم من الطعام، واحتجز في زنزانة صغيرة وكان يراقب باستمرار.

وقال عارضة إنه والزبيدي لم يشربا أي قطرة ماء منذ شقا طريقهما من سجن جلبوع، وشعرا بالتعب ولم يستطيعا مواصلة السير، ووصفوا اكتشافهم بأنه "من قبيل الصدفة" عندما ظهرت القوات الإسرائيلية بالقرب من مخبئهم.

والزبيدي (46 عاما) هو أيضا من جنين وهو قائد سابق لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح، وقال لمحاميه أفيغدور فيلدمان إن الشرطة ضربته ضربا مبرحا حتى أنه كسر خده وبعض أضلاعه، ولا يزال يتألم.

وقال الزبيدي إنه لم يكن أحد المخططين لخطة الهروب، وأن المخطط تم وضعه من قبل الزملاء الخمسة الآخرين، الذين ينتمون جميعا إلى الجهاد الإسلامي. مضيفا أنه لم يدرك الخطة إلا في اللحظة الأخيرة بعد نقله إلى الزنزانة في اليوم السابق للهروب وعندما رأى النفق، قرر أن يهرب هو أيضا.

على مدى ستة أيام، اقتلع الزبيدي وعارضة الثمار من الأشجار للبقاء على قيد الحياة، متقابلين بأشجار الكمثرى والتين الشائكة عندما استطاعا.

عبر الراديو

وتزايدت التكهنات منذ خروج السجناء الستة من النفق حيث تساءل الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء عما إذا كانوا قد بقوا معا، وأين يختبئون، وما إذا كانوا قد عبروا من إسرائيل إلى الضفة الغربية المحتلة أو دولة مجاورة.

وقال أحدهما، محمود عارضة، لمحاميه رسلان محاجنة إن السجناء افترقوا عن بعض عندما وصلوا إلى مسجد في قرية نورة الفلسطينية، وقال محمود عارضة إنه كان لديه راديو تابع فيه أخبار هروبهم.

وقال إن الخطة لم تشمل أي شخص آخر في السجن، مضيفا أنه هو نفسه أشرف على عملية الفرار من السجن، وأضاف أنهم بدأوا بحفر النفق من زنزانتهم في ديسمبر الماضي.

وقد ألقي القبض على محمود عارضة ويقوب قادري يوم الجمعة في الناصرة، وأضاف أنهما حاولا العبور إلى الضفة الغربية التي تبعد 4 كيلومترات جنوب سجن جلبوع، ولكن التواجد العسكري الإسرائيلي الكثيف في المنطقة جعلهما يغيران خطتهما.

وقال السجناء الثلاثة إنهم وافقوا على تجنب دخول القرى الفلسطينية في إسرائيل بقدر الإمكان في محاولة لمنع السلطات الإسرائيلية من فرض عقاب جماعي على سكانها.

كما قال محمود عارضة إنهم اعتقلوا بالصدفة ونفى أنباء وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية بان مواطنا فلسطينيا من إسرائيل أطلع الشرطة على مكانهم.

وقد ألهم هذا الهروب الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة وما وراءها، وفي يوم السبت انتشرت أنباء عن مثول الذين استعيدوا أمام محكمة الناصرة، حيث تدفق الفلسطينيون على المبنى لإظهار دعمهم لهم في ذلك المساء.

ونقل المحامي عن عارضة قوله: "أطمئن أمي على صحتي، وروحي المعنوية مرتفعة، وأحيي أختي في غزة. تأثرنا كثيرا عندما رأينا الجموع أمام بلاط الناصرة. وأحيي شعب الناصرة، فقد رفعوا معنوياتي".

ولا يزال اثنان من الهاربين، وهما أيهم نايف كمامجي ومناضل يعقوب نفعيات يتنسمان عبير الحرية.

 

https://www.middleeasteye.net/news/israel-gilboa-prison-break-escapees-survived-run-how