بعد إعلانه عن أحكام انتقالية.. مطالبات بعزل الرئيس التونسي ومحاكمته

- ‎فيعربي ودولي

قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن "التدابير الاستثنائية ستستمر وقد تم وضع أحكام انتقالية وسيتم تكليف رئيس حكومة على أساسها، وخلال كلمة ألقاها في مدينة سيدي بوزيد قال الرئيس التونسي إنه سيتم تقديم قانون جديد للانتخابات في البلاد".

وقد اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد أن "احتجاجات السبت بالعاصمة التونسية مسرحية وقال إن هناك من يحاول بث الفوضى والفتنة في البلاد مضيفا أن تونس تشهد أزمات مفتعلة".

في المقابل أصدر المكتب التنفيذي لحركة النهضة بيانا اعتبر فيه أن "استمرار العمل بالإجراءات الاستثنائية يهدد بتفكيك الدولة وتفاقم الأزمة الاقتصادية ويسيء لصورة تونس في الخارج".

واعتبر بيان النهضة أن "قرارات قيس سعيد الأخيرة تمثل توجها خطيرا على الديمقراطية مطالبا بعودة البرلمان إلى العمل وداعيا إلى ضرورة العمل التشاركي".

وأكد البيان أن "إعلان الرئيس عزمه على إقرار أحكام انتقالية منفردة توجه خطير وتصميم على إلغاء الدستور الذي أجمع عليه التونسيون".

وأوضح بيان النهضة أن "الحركة ترفض نهج تقسيم التونسيين وتحقير كل المخالفين وتعبر عن اعتزازها بثورة الحرية والكرامة التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد المناضلة وأسقطت منظومة الديكتاتورية، مطالبا بإطلاق سراح النائب ياسين العياري ورفع الإقامة الجبرية خارج القانون التي فرضت على عدد كبير من التونسيين".

من جانبه أعرب الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق عن "حزنه لما آلت إليه الأوضاع في تونس، مضيفا أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد مشينة للديمقراطية في تونس، واصفا تصريحات سعيد خلال خطابه أمس بالهذيان حيث استخدم مصطلحات التخوين ومحاولة الاغتيال".

وأضاف المرزوقي ، في حواره مع الجزيرة مباشر "نحن أمام مشهد سريالي خيالي والأطراف التي ستأتي فيما بعد ستنتقدنا للسماح بهذه المهزلة، مضيفا أن سعيد يتقدم خطوة بخطوة، وإعلانه عن إصدار قوانين انتقالية يعني أن المرحلة التي كان يتغطى فيها بالدستور قد ولت وسيدخل في مرحلة التدابير الانتقالية وإزاحة الدستور جانبا ويصبح هو المشرع الأول، ويصدر قوانين مخالفة للدستور ومن بينها قانون الانتخابات ويمسك بكل السلطات في يده".

وأوضح المرزوقي أن "اتخاذ هذه الإجراءات يجعل قيس سعيد رئيسا انقلابيا تماما ويجب عزله ومحاكمته، مضيفا أن بعض التونسيين الذين يؤيدون سعيد لا يدكون العلاقة بينه وبين الأزمة السياسية التي ستتفاقم وستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وانتشار الفقر بين التونسيين وخلال بضعة أشهر ستحدث أزمات متكررة في كل المجالات".

وأشار إلى أنه "من حق الشعب المطالبة بحل البرلمان الذي كان بمثابة فضيحة، مضيفا أن الدواء أمر من الداء والأزمات التي أراد سعيد حلها ستتفاقم وتزداد وسيخسر التونسيون كل شيء حريتهم وكرامتهم ومستواهم المعيشي الذي يتمتعون به، مضيفا أن قيس سعيد تجاهل منذ سنتين الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا، ما تسبب في حدوث أزمة سياسية خانقة ضاعفت آلام التونسيين".

ولفت إلى أن "تهديد سعيد للمعارضة ورموز الفساد هذيان تكرر كثيرا خلال الفترة الماضية، مضيفا أن كل المواطنين طالبوا بكشف رموز الفساد ومعاقبتهم ولم يفعل، كما زعم أن بعض البرلمانيين باعوا أصواتهم بـ 150 ألف دينار وطالبناه بتقديم أسمائهم ولم يفعل ولم يقدم أي دليل".

ونوه بأن "تصريحات سعيد عن مكافحة الفساد لدغدغة مشاعر المواطنين فليس لديه أدلة ومن وضع في السجن أحد النواب تهكم عليه بينما حيتان الفساد يمرحون في البلاد ولا أحد يوقفهم، مضيفا أن قيس سعيد يمتلك مشروعا هلاميا يتضمن العودة إلى الجماهيرية التونسية العظمى، ويرى أن إجراء انتخابات جديدة على القوائم وليس على الأحزاب سينتج برلمانا خارقا".

وحذر المرزوقي من "إقدام قيس سعيد على إغراق البلاد في أزمة سياسية واقتصادية وبائية، مضيفا أن الوعي بدأ يتصاعد داخل قطاعات واسعة من الشعب بأن هذا الرجل يمثل خطرا على البلاد ويجب إيقافه عند حده وعزله ومحاكمته حتى يعرف الجميع أنه لا يحق لأي شخص أن يتطاول على القانون والدستور".       

 

https://www.youtube.com/watch?v=2ETzh38fIB4