بدلا من محاكمته كمجرم حرب.. السعودية تتملق الأمريكان وتمنح توني بلير لقب “شيخ الإسلام”!

- ‎فيعربي ودولي

في سياق التذلل طمعا بالرضى الأمريكي، تجتهد مملكة آل سعود للحصول على أسمى درجات الانسياق وعبر بوابة "رابطة العالم الإسلامي" التي بسط بن سلمان سيطرته عليها بهدف جعلها أداة طيعة يمرر تحت مظلتها مبادرات تدعم نفوذه وتحالفاته مع الغرب والصهيونية، تم الإعلان عن عقد اتفاقية شراكة مع معهد توني بلير للتغيير العالمي للإسهام في بناء التفاهم والتسامح بين الشباب ومجتمعاتهم، بحسب الرابطة.
وتهدف الشراكة مع مجرم حرب الخليج وقاتل أطفال العراق لتدريب 100 ألف شاب مسلم من 18 دولة بين أعمار (13-17) على الانسحاق تحت أقدام الغرب، وخلال 3 سنوات سيتم استهداف 2400 معلم مسلم وتدريبهم على ذات الانبطاح، لنقل التبعية الغربية والصهيونية إلى طلابهم.

 

اختراقات
ومنذ عام 2016، تاريخ بداية صعود محمد بن سلمان في السعودية، شكل محمد عبد الكريم العيسى رئيس الرابطة، أحد الأذرع المساندة لمحمد بن سلمان في سبيل تحقيق اختراقات معينة، بشكل خاص على صعيد الرأي العام الغربي.
تاريخيا، ارتبط اسم “رابطة العالم الإسلامي” بدعم وتمويل الإرهاب، ما ورد مذكور في وثائق لجنة التحقيق المكلفة بأحداث 11 أيلول، إضافة إلى تقارير صدرت عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والتي كشفت عن ضلوع الرابطة في تمويل مكتب الخدمات في أفغانستان، وهو الاسم الأولي الذي أطلق على القاعدة حينها، ولاحقا في البوسنة والهرسك، وصولا إلى تنظيم القاعدة في اليمن.
عند هذه النقطة تم استبدال الكادر الذي أدار تلك الفترة والإتيان بـمحمد عبد الكريم العيسى ليتصدر المشهد، وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن "الرابطة نشرت تاريخيا سلالة خبيثة من الكتابات والأفكار والمواعظ المعادية لإسرائيل وللسامية، ولكن تحت قيادة العيسى كان هناك تغيير جذري في نهجها، حيث تصدت للمتشددين وزادت من تواصلها مع الأديان الأخرى".  
لقد أراد محمد بن سلمان من هذا الإجراء الترويج لشخصه عبر العيسى، إذ يظهر الأخير بما ترعاه الرابطة من مشاريع تنموية وإغاثية بأنه يمثل الجيل الجديد في السلطة السعودية، وأنه يمثل الجيل الجديد من العلماء والدعاة ممن يمتلكون أفكارا تصحيحية وتقدمية دينيا.
وتأتي هذه الاتفاقية في الإطار نفسه، إذ لا يمكن فصل تعاون الرابطة مع مركز توني بلير بما يمثله شخصه عن 4 سنوات ماضية من الخطوات المدروسة التي يقدم عليها العيسى، أولها توقيع اتفاق مع اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)العام الماضي، حيث لم يتطرق الأمين العام الرابطة في حديثه إلى القضية الفلسطينية معتبرا أن  " خلط الدين بالسياسة هو سبب التباعد بين المسلمين واليهود، وإنه يعمل على التقريب بينهما".
هذا وكانت قد أكدت اللجنة على موقعها الإلكتروني أنها تعمل على تعزيز رفاهية الشعب اليهودي وإسرائيل، وتعزيز حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
يذكر أنه تم تكريم العيسى من قبل حركة مكافحة اللاسامية واتحاد السفارديم الأمريكي بجائزة هي الأولى التي تخصص للقادة المسلمين المشاركين في مكافحة معاداة السامية.
وادعى العيسى خلال المؤتمر أنه "بينما عاش اليهود والعرب جنبا إلى جنب على مدى قرون، فمن المحزن أننا ابتعدنا في العقود الأخيرة عن بعضنا البعض، هناك من يحاولون تزييف التاريخ ومن يدعي أن المحرقة وهي الجريمة الأكثر فظاعة في تاريخنا البشر، أنها نسج الخيال".
وتابع ”وقفت دائما إلى جانب إخوتي اليهود وقلت إن هذا لن يحدث مرة أخرى مطلقا بإذن الله تعالى لا لليهود ولا للمسلمين ولا للمسيحيين”.
وفي السياق، أتت زيارة أمين عام رابطة العالم الإسلامي، محمد عبد الكريم عيسى، إلى معسكر أوشفتيس في بولندا العام الماضي، بما يحمله المعسكر من دلالة لناحية ما يصطلح على تسميته “إبادة اليهود” خلال الحرب العالمية الثانية.
كما أرسلت الرابطة في كانون ثاني 2018، رسالة إلى مديرة متحف الهولوكوست في واشنطن عبر فيها العيسى عن “تعاطفه الشديد مع ضحايا المحرقة النازية”، كل ما ورد ذكره يشير بما لا يترك مجالا للشك، إلى أن خطوات محمد عبد الكريم العيسى ليست بعبثية، بل تكمن أهدفها في التودد إلى الكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين صورة بن سلمان لدى واشنطن والنخب السياسية فيها.

جواسيس وخونة..!
أما "بلير"، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، يشبهه ناشطون بأنه "لورانس العرب" بالقرن الـ21 فيما أشاروا إلى تصريحه المثير للجدل 6 سبتمبر 2021، بأن "الإسلام السياسي يمثل تهديدا عالميا من الدرجة الأولى"، وفق زعمه.
وكان بلير خرج قبل أيام وحذر من أن "الإسلام السياسي سيصل إلينا دون رادع، حتى لو تمحور بعيدا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر، داعيا العالم خلال حديثه بمعهد المملكة المتحدة لأبحاث الأمن والدفاع (RUSI) إلى تطوير نهج موحد لمحاربة هذه الأيديولوجية".
 وبمناسبة مرور 20 عاما على أحداث 11 سبتمبر 2001، لفت إلى أن "الغرب يسعى لصناعة أشخاص خونة يخدمونه من داخل العالم الإسلامي وقال "سنكون قادرين على إيجاد حلفاء أوفياء في العالم الإسلامي، ودول الشرق الأوسط".
وهو ما أكده الكاتب اليمني محمد مصطفى العمران، بقوله "لم نستغرب تمويل هذه الرابطة معهد مجرم الحرب على العراق توني بلير وأحد أشد أعداء الإسلام في العالم، فالمنظمة التابعة لحكام السعودية تعكس سياستهم البعيدة عن آمال وطموحات وتوجهات دول العالم الإسلامي".
وأضاف "فأمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى من أشد الشخصيات السعودية حماسة للتطبيع مع الصهاينة وإقامة علاقات واسعة مع إسرائيل، والانفتاح عليها وقد دعا لذلك صراحة مرارا وتكرارا في كل فعالية ومناسبة يشارك فيها".
واستطرد "كان المفروض من منظمة مثل رابطة العالم الإسلامي أن تلاحق مجرم الحرب توني بلير في المحاكم الدولية لضلوعه في الغزو الأمريكي البريطاني للعراق".