أعربت الجماعة الإسلامية عن إدانتها للجرائم البشعة التي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يدين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتعذيب المعتقلين المسلمين باستخدام وسائل بشعة.
وقالت الجماعة – فى بيان لها مساء اليوم – إن هذا التقرير يحتوي على العديد من الإشارات التي ينبغي الانتباه إليها ومن أهمها:
1- كان التقرير إيجابيا في رفضه لمنهج التعذيب الذي استخدمته الاستخبارات الأمريكية, وكذلك في إعلاء مبدأ الشفافية والمصارحة بين الأنظمة الديمقراطية وشعوبها.
2- تبقى الحقيقة أن التقرير يحتوي على جرائم صادمة, ما كان لها أن ترتكب أو يسمح بها أو يتم التغافل عنها, فالتقرير يمثل وثيقة إدانة وصفحة سوداء في تاريخ دولة ترفع شعارات حقوق الإنسان وقيم الحرية وترى نفسها منارة للقيم التي تهدي العالم.
3- أن هذا التقرير لن يحدث تغييرا كافيا إلا إذا تحول إلى إجراءات تشمل التحقيق مع مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة ومعاقبة من تثبت إدانته بعقوبات رادعة تمنع تكرار هذه الجرائم.
4- أن هذه الجرائم المشينة تقدم التفسير لصمت الدول الغربية إزاء المذابح الوحشية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في دول المنطقة العربية وخاصة دول الربيع العربي والذي يكمن في الشراكة بين أنظمة هذه الدول والأنظمة المستبدة بالمنطقة في مثل هذه الجرائم.
5- أن ورود ذكر مصر في التقرير يمثل إدانة جديدة لنظام مبارك الذي اتخذ من التعذيب منهجا للحفاظ على حكمه , ثم إذا به يتعدى التعذيب بالأصالة إلى التعذيب بالوكالة وهو ما أدى إلى نتائج كارثية مازالت مصر تعاني من آثارها.
6- أن من حق الشعب المصري التحقيق بشأن هذه الجرائم والكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم على جرائم التعذيب التي لا تسقط بالتقادم.
7- أن الشعوب الحرة لا يمكنها تجاهل الأثر المدمر لهذه الجرائم بدعوى أنها تحقق الأمن للدول التي رعتها, فالحقيقة المؤكدة أن هذه الجرائم قد كلفتها خسائر في الأرواح كما أججت روح الانتقام و العداء إزاء تلك الدول.
8- أن التعذيب بذاته كاف لإيقاد نيران الحروب ثم بعدها تدور الأطراف في دائرة جهنمية, فطرف يبرر بالانتقام للنفس جراء ما وقع عليه من التعذيب و الآخر يرفع شعار الدفاع عن النفس ضد الإرهاب.
وأكدت الجماعة أن المستقبل كفيل بأن يثبت أن التعذيب وإهدار إرادة الشعوب و انتهاك كرامتها و فرض القيود عليها لن يوفر الأمن و لن يكون طريقا إلى تحقيق مصالح دولة على حساب دولة أخرى, كما تؤكد أن حل الصراعات الدولية يكمن فى إقامة العلاقات على أساس مبدأ تبادل المصالح و توازنها, واحترام حقوق الإنسان أينما كان و مساندة الشعوب فى تقرير إرادتها و تحقيق استقلالها بما يؤدى إلى عالم خال من الصراعات فى ظل مبدأ تواصل الحضارات لا تصادمها.