الموت قهرا.. وفاة بائع الدواجن تفضح أكذوبة “نور عين السيسي”!

- ‎فيتقارير

من لم يمت في المعتقلات، مات في الطريق العام أو حرقا تحت قضبان السكك الحديدية أو كمدا وغضبا من سرقة قوت يومه. فما تشهده مصر تفند أكذوبة ما أطلقه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بأن المصريين "نور عينيه" فقد شهدت مصر حادثا مأساويا بوفاة بائع دواجن في منطقة بولاق الدكرور وسط الشارع بعد مصادرة أجهزة الأمن والحي بالمنطقة عربة تحمل دواجن كان يقوم ببيعها.

 

الموت قهرا

ووفقا لشهود عيان، فقد تُوفي البائع وسط الشارع، إثر أزمة قلبية أثناء قيام حملة من رجال الحي بالاستيلاء على التريسكل الخاص به وبضاعته، وسط مطالبات بعدم أخذها لأنها رأس ماله، وبعد رفض صراخه سقط لافظا أنفاسه الأخيرة. 

ومنذ اليوم الأول، سعت سلطة الانقلاب للسيطرة على لقمة عيش الغلابة بسن قوانين مجحفة طالت كافة طبقات المجتمع، ومن الفئات التي لم يتركها السيسي الباعة المتجولين الذين سن لهم قانون "البائع المتجول" الذي تنص مادته الأولى على أنه "يعد بائعا متجولا كل من يبيع سلعا أو بضائع أو يعرضها للبيع أو يمارس حرفة أو صناعة في أي مكان عام دون أن يكون له محل ثابت ودائم، وكل من يتجول من مكان إلى آخر أو يذهب إلى المنازل ليبيع سلع أو بضائع أو يعرضها للبيع أو يمارس حرفة أو صناعة بالتجول".

 

حظر العمل بدون ترخيص

ووفق المادة الثانية تحظر ممارسة حرفة البائع المتجول دون ترخيص "لا يجوز ممارسة حرفة بائع متجول إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك من الجهة الإدارية بكل محافظة أو حي أو مدينة تمارس فيها الحرفة أو الصناعة".

كما حدد مشروع القانون عقوبات لمخالفات البائعة الجائلين، منها في المادة (11) التي تنص على معاقبة البائع المتجول الذي يعمل بدون ترخيص، فتنص على أن يُعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن 1000 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام المادة (2) من هذا القانون، ويضاعف الحدين الأدنى للعقوبة في حالة العودة، وفي المادة 12، التي نصت على أنه مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها في قانون آخر، يعاقب بغرامة لا تقل عن مائتين جنيه ولا تزيد عن 1000 جنيه كل من يخالف أحكام المادتين (4، 6) من هذا القانون، حيث تلزم المادة 4 البائع أن يحمل الترخيص أثناء ممارسة حرفته، والمادة 6 تحدد الواجبات التي يلتزم بها.

وتشير المادة 13 إلى أن تؤول بنسبة لا تقل عن 50% من حصيلة مقابل ورسوم القيد والتسجيل والترخيص والغرامات التي يحكم بها تطبيقا لأحكام هذا القانون لصالح الخدمات الصحية والاجتماعية والتأمينية للباعة الجائلين.

 

نور عين السيسي

وأعادت واقعة  موت بائع الدواجن ما حدث من قبل، ويتكرر في المحافظات في ظل حكم العسكر، حيث أعاد ناشطون التذكير بما حدث لإحدى البائعات في مدينة رأس البر بمحافظة دمياط، بعد انتشار صور لموظفي الوحدة المحلية وهم يقومون بالإطاحة بخضراوات بائعة في منطقة “سوق 63 العمومي".

ولم تستطع البائعة أن تقاوم “الحملة” سوى بالبكاء على “شقى عمرها” الذي أُلقي على الأرض، وطالب رواد السوشيال ميديا بمحاسبة المسئولين عن التنكيل والإيذاء الذي يتعرض له الباعة كل يوم وكأنهم لصوص.

وسبق ذلك تحطيم “فرش تين شوكي” تعدى رئيس مدينة فاقوس على صاحبته وألقى الأقفاص في الترعة.

وتعود الواقعة إلى يوليو من العام قبل الماضي، حيث كانت “أم أحمد” التي قاربت على الستين، تجلس بأقفاص التين الذي تبيعه بجوار مزلقان “شارع الدروس” بفاقوس إلى أن ظهر اللواء أيمن جبريل، رئيس مجلس مدينة فاقوس، والذي كان يتجول في شوارع المدينة بسيارته، لينزل من سيارته ويمسك بأقفاص التين ويلقيها بالترعة.

 

احنا ظلمة!

ولم يكن منصور مصطفى، البائع الصعيدي الذي جاء إلى القاهرة بحثا عن لقمة عيش، أفضل حالا، حيث توسل لهم قائلا “أبوس إيدك يا باشا سيب العربية، ربنا يخليك لينا، دي اللي باكل منها عيش".

وبحسب المقطع المنشور، تقوم سيارة تابعة لداخلية الانقلاب بأخذ “عربة خضار” لأحد الباعة بالجيزة، في حين يبكي صاحبها ويتوسل للضابط، مقبلا يده للإفراج عن السيارة، فيما يرد الضابط عليه “إحنا ظلمة”.

وتداول رواد منصات التواصل مقطعا مصورا لطفل لم يتجاوز 8 سنوات، يبيع مناديل بالمترو، حيث تم الاعتداء عليه من 3 رجال شرطة. وتسبب المقطع المصور للطفل، الذي حاول الاستغاثة مرارا دون جدوى، في إثارة موجة غضب واستياء شديدين.