أمن الانقلاب مشغول بمطاردة المعارضين.. انتشار البلطجة والنهب وتعاطي المخدرات

- ‎فيتقارير

تشهد الشوارع المصرية يوميا حوادث مروعة ومشاجرات دامية، تنتهي في الغالب بعاهات مستديمة أو إصابات خطيرة، ورغم أن تلك الحوادث ليست جديدة إلا أنها انتشرت مؤخرا بشكل لافت، حيث زادت عصابات الخارجين عن القانون التي تخصصت في سرقة كابلات الكهرباء والسيارات وبيع جميع أنواع المخدرات على قارعة الطرق، فيما تولى صبية صغار قيادة التوك توك وأدى تهورهم في القيادة إلى حوادث لا حصر لها، بخلاف عمليات النشل والاختطاف، التي يكون التوك توك شريكا رئيسيا فيها.

هذه الأوضاع جعلت حياة الأهالي جحيما لا يطاق في وقت يرفض مسئولو الانقلاب إنقاذهم أو التحرك لوقف هذه المهازل والقبض على تلك العصابات.

 

كابلات الكهرباء

وفي شبرا الخيمة نموذج مصغر لما يحدث في أنحاء مصر؛ حيث تقول لبنى عيسى -39 عاما- إن "عصابات سرقة كابلات الكهرباء تمارس جرائمها في وضح النهار وفي الليل، فتسرق في ظلام الليل كابلات وأسلاك أعمدة الإنارة خاصة اأسفل كوبري الدائري وأسوار النوادي، وعند طلوع الشمس تبدأ في حرقها في منتصف الطريق لاستخراج النحاس وبيعه".

وأضافت  لبنى في تصريحات صحفية "في أغلب الأيام نعاني في الصباح من رائحة احتراق الكابلات، التي يسرقها ثلاثة شباب ويشعلون النيران فيها، لكي يستخرجوا منها أسلاك النحاس، وإذا حاول أحد المواطنين إطفاء نيران الكابلات المشتعلة يعترضه السارقون بالأسلحة البيضاء".

وتابعت  "قدم الأهالي شكاوى كثيرة إلى مسئولي حي شبرا الخيمة لمتابعة مشكلات إنارة أعمدة الطريق لكن لا يستجيب أحد، وأمام هذا الحال تعاون شيوخ المنطقة لإعادة إنارة الطريق مرة أخرى من أموالهم الخاصة ومن تبرعات أهالي المنطقة لكن لم تكتمل الفرحة، فسرعان ما سرق اللصوص الكابلات الجديدة وعادت المنطقة لتغرق في الظلام ليلا من جديد".

وأشارت إلى أن "أفراد عصابة سرقة الكابلات الكهربائية، يفصلون الأغطية البلاستيكية عن الكابلات الكهربائية، ويبيعونها كخردة".

 

انتشار البلطجة 

وحول السيارات المجهولة التي تنتشر في شوارع شبرا الخيمة قال نادر مصطفى 45 عاما من سكان حوض العمدة شبرا الخيمة إن "سيارات الأجرة التي تسير بالمنطقة لا تصلح لنقل المواطنين، بسبب عدم وجود مقاعد سليمة للركاب وانبعاث دخان السيارة لداخلها، ما يسبب صراعا لا يتوقف بين السائقين والركاب".

وأضاف مصطفى في تصريحات صحفية  "تتكرر الحوادث يوميا في الطرق الداخلية لشبرا الخيمة، وعندما نبحث عن مرتكبي الحادث نكتشف أن السيارات التي كانت وراء الحادثة بدون لوحات معدنية فلا نعرف لها صاحبا".

وأكد شريف حسين-55 عاما موظف بشركة المياه- أن "مجموعة من البلطجية تسيطر على أحد شوارع شبرا الخيمة بالكامل وتحوله إلى جراج خاص للحصول على الأموال دون وجه حق، ووصل بها الحال لدرجة منع عبور المواطنين في الشارع كما تمنع سكان الشارع من ركن سياراتهم الخاصة أمام منازلهم إلا بدفع قيمة الانتظار".

وقال حسين في تصريحات صحفية "تقدمنا بشكاوى لرئيس حي شبرا الخيمة بواقعة الاعتداء على شارع بأكمله لمنع مرور المواطنين الساكنين بداخله ولكن حتى الأن لم يحدث شيء".

 

مخدرات في الطريق

وكشف محمود محمد- 25 عاما، عن تعاطي المدمنين للمخدرات على طريق بهتيم وقال "يتولى أحد الأشخاص بيع الترامادول ومخدر الآيس الشابو والفودو والحشيش لسائقي السيارات الأجرة التي تمر على الطريق".

وقال في تصريحات صحفية "عصابات الإتجار بالمخدرات تستعين ببعض أطفال المنطقة في توزيع المخدرات على الشباب في المناطق المجاورة، مما تسبب في سقوط عدد غير قليل من الشباب في شِباك الإدمان وتعاطي المخدرات".

وأكدت كريمة علي 56 عاما موظفة بالقطاع الخاص أن "أطفال منطقة شبرا الخيمة مستهدفين من تجار المخدرات، الذين يبيعون سمومهم مما جعل البعض يتحول إلى سارق للحصول على الأموال لشراء المخدرات".

 

الباعة يحتلون الشارع 

واشتكى صابر محمود 33 عاما عامل كهربائي من سكان منطي شبرا الخيمة، من المشاجرات التي تحدث يوميا بمربع كوبري منطي بين البائعين الجائلين الذين احتلوا الشارع.

وقال في تصريحات صحفية "لا نرى وجودا لمسئولي حي شبرا الخيمة للتصدي للباعة الجائلين المنتشرين في كل الشوارع، والذين يعرقلون المرور ويتشاجرون بشكل دائم مع أصحاب المحلات التجارية، ويستعينون في معاركهم ببلطجية يهددون أصحاب المحلات إذا ما حاولوا إبعاد الباعة الجائلين من أمام محلاتهم".

 

جرائم بسبب التكاتك

وقال إسلام محمد 35 عاما "التكاتك تغزو شبرا الخيمة وضواحيها حتى مدينة قليوب وتتسبب في أزمة مُرعبة للأهالي وفي نهاية شهر أغسطس أثناء عودتي من العمل إلى المنزل، أوقفت توكتوكا للذهاب إلى منزلي ولاحظت أن السائق يختلس النظر إلي دائما في المراية الأمامية ويحاول أن يفتح حوارا للتعرف على شخصيتي، وعندما تحدثت معه قدم لي علبة عصير مغلفة، فرفضت معتذرا إلا أنه أصر أن آخذها وأشربها، وأمام إلحاحه شربتها، فغبت عن الوعي يوما كاملا، أسفل كوبري الدائري، وبعدها اكتشفت عدم وجود هاتفي المحمول وجميع أوراقي الشخصية بالإضافة لراتبي الذي حصلت عليه آخر الشهر".

وأضاف محمد في تصريحات صحفية "عندما عاد لي الوعي كنت أشعر بهزال شديد فتوجهت إلى المستشفى العام، وهناك أكد أطباء قسم الاستقبال أن جسمي حصل على جرعة كبيرة من المخدر تسببت في فقدان الوعي لمدة غير محددة وقال لي الأطباء إن تكرار تعاطي تلك الجرعة يسبب توقف القلب نهائيا".

وواصل:  "ظللت لمدة 3 أيام لا أقوى على السير، وأعاني من تشتت التركيز ولم أسترد صحتي إلا بعد أسبوع".