مراقبون: أذرع السيسي تعتبر فيلما يرصد الفقر أخطر من ضياع النيل والغاز والجزيرتين

- ‎فيتقارير

يكرر المخرج عمر الزهيري فانتازيا "كوميديا تخيلية" قصة فيلم الكيت كيت للفنان الراحل محمود عبدالعزيز بصورة أخرى لقصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، بين جدران منزل لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجىء، ويتحول زوجها إلى دجاجة، كما فعل الأعمى الشيخ حسني ما يفعله المبصرون.
وبعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بمهرجان الجونة السينمائي بدأ البعض في المغادرة، والمفارقة أن من غادروا هم من صناع السينما.

وغادر العرض الفنان شريف منير، وظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز، وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تُظهر الصورة الحقيقية لمصر.


سخرية ونقد
غير أن رواد التواصل الاجتماعي سخروا من الإجراء الذي كان متوقعا من أبطال أفلام ومسلسلات المخابرات، وعبروا عن رؤيتهم التي تخطت حدود الفيلم إلى واقع أسوأ من الفقر الذي كشف البنك الدولي أنه وصل إلى 60 مليون مواطن مصري، وهو رقم ضئيل مقارنة أيضا بالواقع.
تقول نينا تنكينا @ninatankina ": الفقر يسيء لمصر وليس فيلما عنه تدني  التعليم يسيء لمصر وليس مقالا عنه. منظومة صحية قاصرة تسيء لمصر وليست تويتة عنها. العدالة الغائبة تسيء لمصر وليس بوستا عنها".

https://twitter.com/ninatankina/status/1450220153246031877

https://twitter.com/lion_lion19000/status/1450249831839109122

أما الفنان التشكيلي أحمد عز العربي فكتب عبر @aezzarab25 قائلا: "الذين اتهموا فيلم ريش بالإساءة لمصر وانسحبوا من قاعة العرض.. يا ترى لو كانوا حضروا عرض تحفة رأفت الميهي لأول مرة كانوا عملوا إيه؟ لوكان كل فيلم يشير إلى ظاهرة سلبية اعتبرناه يسيء إلى بلده لما تبقى من أفلام في العالم كله، إلا  شرايط الدعاية السياسية للحكومات".
وأضاف منتج الفيلم محمد حفظي "الفيلم إنساني بحت، ولو إساءة لمصر لن أنتجه أو اقترب منه، وحصول ريش على جائزة بمهرجان أشعرنا بالفخر أننا مصريون" وهي إشارة منه لحصوله على جائزة من مهرجان "كان" بفرنسا.


 

الفقر الظاهرة
وأضافت سماح محمود عبر فيسبوك: "لا الحقيقة المؤلمة أن في أكثر من كده فمصر حتي لو موضوع الفيلم مش عن البلد، هو أكيد منزلش المراكز و المحافظات و شاف اللي فيها و مش عارف أن فيه مشاريع اسمها (بناء أسقف ) أنت متخيل فيه ناس لسه عايشة في بيوت مفيهاش أسقف حضرتك ، رفض الفيلم مش عيب بس الجهل هو العيب، إنكار ظاهرة موجودة و ملموسة في مجتمعنا مش هيقلل منها و من وجودها ولا هو مثال على حبك لبلدك، بالعكس أنت كدا محتاج تعيد حساباتك يمكن تقدر تشوف الواقع من حواليك".
وأضاف تيتيو@TetoTm00 "البرلمان اللي بيتحرك ضد فيلم بيتكلم عن الفقر متحركش عشان يحارب الفقر ،بل شارك في زيادة نسبة الفقر، بتمرير كل قوانين الضرايب والرسوم والزيادة يوميا".


الدخل اليومي
وكتب حساب البروفيسور برجل™ @Islamx "الخناقة اللطيفة بتاعة فيلم الجونة ، تخلينا نفتكر أن تعريف خط الفقر في مصر، أن دخلك اليومي يكون أقل تقريبا من ٢٨.٥ جنيها ، يعني ٨٥٧ في الشهر تبعا للتعريف الحكومي ، وحسب الحكومة ففي ٢٧ مليون مصري هذه حياتهم اليومية، يعني أكثر من واحد من كل أربعة، و معتبرة ده إنجاز".
وتابع "المستوى ده من الفقر معاه تشكيلة ممتازة من سوء التعليم ، سوء الخدمات الصحية  سوء التغذية  الكثير من العوز وحل مشاكلهم مش هيحصل بالتبرع، لأن مشكلتهم الأساسية عدم قدرتهم على تسلق الهرم الاجتماعي لغياب الأساسيات".
وأردف "لو فيه حد بجد عايز يطلع بمصر لقدام، يوفر وسائل النمو الاجتماعي لهؤلاء، وأغلب مشاكل مصر هتحل بشكل تدريجي بس هيأخد فترة جيل تعليم يعني حوالي ١٢ إلى ١٦ سنة… اللي بيحصل حقيقة أن هذا صعب، لأنها  مشكلة فإحنا بنصدرها للمستقبل، ونحل مشاكل تانية أقل أهمية ولكنها تؤثر على الفئة الأعلى صوتا".

إنكار الواقع
الناشط هاني سليمان تساءل: "هل فعلا انسحب هؤلاء الفنانون، بسبب تصوير الفيلم للواقع المصري الفقير، والذي ينكرونه، أم أنهم انسحبوا غيرة وحسدا من الفيلم الذي حصل على جائزة عالمية، بينما لم يحصل أي فيلم لأي واحد منهم على أي تكريم أو إشادة أو حتى مجرد اهتمام عالمي، بل لم يستطع أي منهم المشاركة بأي فيلم في أي مهرجان سينمائي عالمي"؟
وأجاب قائلا: "أنا شخصيا أعتقد أن هؤلاء الفنانين الوطنيين، اعترضوا على الفيلم لأنه يكذب، في رأيهم، الإنجازات العظيمة والمشروعات الضخمة التي أقامتها وتقيمها الدولة من أجل الفقراء والغلابة من الشعب المصري الطيب، مع أن الرئيس نفسه قد اعترف بالفقر في كثير من المناسبات، وأشهرها عبارته الشهيرة جدا "ماحدش قالك إنك فقير قوي؟ ياريت حد يقولكم إننا فقرا قوي".