في تكرار سخيف لسيناريو كورونا.. مطبلاتية العسكر يزعمون عدم تأثر مصر بـ”بركان لابالما”

- ‎فيأخبار

بمجرد أن وجه الدكتور عباس شراقي أستاذ جيولوجيا بجامعة القاهرة رسالة تحذير للشعب المصري من تداعيات بركان جزيرة لابالما الإسبانية متوقعا وصول تركيزات خفيفة (mgcm2 10- 20) إلى مصر اليوم الأحد، خرجت أبواق الانقلاب والمطبلاتية لنفي وصول أي تأثير لهذا البركان على مصر والزعم بأن مصر في أمان، وأنها لن تتأثر بأي براكين أو زلالزل تقع خارجها، في تكرار لسيناريو فيروس كورونا المستجد حيث زعم المطبلاتية وشيوخ العسكر أن مصر في أمان ولا يمكن أن يصل فيروس كورونا إليها، لأن الله يحميها وفق تخريفهم.

 

تركيزات خفيفة

كان الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، قد أكد أن أعمدة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت المتصاعدة من فوهات بركان لابالما الثائر في المحيط الأطلنطي ستصل إلى مصر اليوم الأحد، وسيكون تركيزها على مدينة الإسكندرية بشكل كبير.

وقال شراقي في تصريحات صحفية إن "أدخنة اللافا المتصاعدة عبارة عن أحماض قوية متصاعدة من البركان، وحدث لها تفاعل مع مياه البحر، واتجهت مع الرياح شمالا نحو القارة الأوروبية، كما وصل الغاز إلى البحر الكاريبي غربا، وأوروبا شمالا ثم شرقا إلى أوروبا الشرقية وآسيا، وشمال إفريقيا خاصة المغرب والجزائر وتونس، وفي بعض الدول الأوربية تكونت جزيئات هوائية بها حمض الكبريتيك وأمطار حامضية،

وتوقع وصول تركيزات خفيفة إلى مصر بنسبة «mg/cm2 10 – 20» وهي لا تشكل خطورة كبيرة".

وأشار شراقي إلى أن تدني خطورتها على مصر يعود لعدة أسباب أهمها أن الغازات انتشرت في طبقات عليا من الغلاف الجوى بين 3 – 5 كم، كما أن القاهرة تبعد عن بركان لابالما بأكثر من 4700 كم، بالإضافة إلى أن هذه تركيزات ضعيفة وتعتبر الأقل مقارنة بالدول الأوروبية التي تصل فيها نسبة التركيز إلى 100  mg/cm2 أو الإفريقية، موضحا أن من بين أسباب عدم خطورة أعمدة الدخان هو البيئة المصرية الجافة التي ليس بها أمطار مؤثرة.

وأضاف  أن الرياح وزعت الغازات على أوروبا والقليل جنوبا إلى السواحل الإفريقية عدا المغرب التي تقع في مواجهة البركان وأقرب لها من أسبانيا صاحبة الجزيرة، لافتا إلى أن ثورة البركان تشتد بعد مرور 33 يوما على نشاطه وقد يستمر عدة أشهر إذ أنه لم يصل العلماء بعد إلى موعد لعودته إلى وضعه الطبيعي، لافتا إلى أن آثاره البيئية بدأت تظهر على معظم سطح الكرة الأرضية، وربما هناك ارتباط جيولوجي في حوض البحر المتوسط بين البركان والزلازل التي تحدث في محيط جزيرة كريت.

ورغم أن حديث شراقي يستند إلى أدلة ووقائع علمية، إلا أن أبواق المطبلاتية خرجت في أسلوب همجي للرد عليه وتسفيه رأيه والتقليل من أهمية كلامه في هذا الاطار.

 

نفي متكرر

المركز الإعلامي لمجلس وزراء الانقلاب أدلى بدلوه في هذه القضية، وزعم أنه تواصل مع وزارة بيئة الانقلاب، وأنها نفت تلك الأنباء، زاعمة أنه لا صحة لتأثر مصر بغازات وانبعاثات بركان لابالما السامة.

وقالت إن "مصر لن تتأثر بأية غازات أو انبعاثات من بركان "لابالما"، لبعدها الجغرافي عن مجال تأثيره، كما أن هذه الغازات تنتشر في طبقات عليا من الغلاف الجوي مما يصعب وصولها إلى الغلاف الجوي المصري بحسب تصريحاتها".

كما زعمت حكومة الانقلاب أنه "لم يتم رصد أي ملوثات أو انبعاثات بيئية لهذا البركان ذات تأثير مباشر على الصحة العامة أو المنشآت، لافتة إلى أن تبعاته لن تصل إلى مصر، وإن وصلت ستكون في الطبقات العليا بنسب ضعيفة جدا لن يشعر بها الإنسان ولا تؤثر عليه بأي شكل وفق تعبيرها".

وزارة البيئة بحكومة الانقلاب نفت تأثير بركان لابالما على مصر وزعم مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية البيئة بوزارة بيئة الانقلاب، عدم تأثر مصر به.

وقال مراد  في تصريحات صحفية إن "أجهزة الرصد التابعة لبيئة الانقلاب، هي القادرة على رصده لبعده عن الأرض ولن يشعر به الإنسان، لسببين بُعد مصر عن مصدر إنتاج الغازات حيث تصل المسافة لـ 4 آلاف كم تقريبا وهي مسافة يصعب معها وصول الغازات والأتربة لنا".

وأضاف  "السبب الآخر أن الغازات الصادرة عن البركان في طبقات الجو العليا غير الموجودة على سطح الأرض وبالتالي إحساس الناس بها سيكون منعدما، وفق تعبيره ".

فيما قال الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز حماية البيئة  إن "المسافة بين مصر ومركز البركان المنشطر في جزيرة لابالما تبلغ نحو 4.5 ألف كيلو متر".

وأضاف أبوسنة في تصريحات صحفية أن بعد المسافة يجعل هذه الانبعاثات في حالة وصولها إلى مصر ستكون في أقل تركيز وسوف تفتت ولن يشعر بها المواطن وفق تعبيره.

ولفت إلى أن هناك أكثر من 50 محطة رصد على مستوى الجمهورية لرصد أي تغيّر في البيئة، زاعما أنه لم يتم أي تغير حتى الآن.

وأشار إلى أن المنطقة التي يوجد بها البركان معروف أنها نشطة والسكان يعرفون هذا ولديهم خطة وطوارئ لإجلاء السكان وقت انشطاره الذي يكون غير معروف لأحد. 

 

البحوث الفلكية

معهد البحوث الفلكية برئاسة الدكتور جاد محمد القاضي، تصدى هو الآخر لما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول تأثير ثورة بركان لابالما بجزر الكناري، وما قد تخلفه من أمطار حمضية وتركيزات عالية من ثاني أكسيد الكبريت.

وقال المعهد في بيان "بناء على نماذج انتشار الانبعاثات من بركان لابالما، الذي نشط منذ 19 سبتمبر الماضي وكذلك بركان إيتنا بجنوب إيطاليا الذي نشط صباح يوم 21 أكتوبر الجاري، باستخدام أقصى انبعاث ممكن من بركان لابالما واتنا، تبين أن تأثير تلك البراكين خلال شهر أكتوبر على الأراضي المصرية ضعيف للغاية وبتركيزات صغيرة، وفي الحدود الآمنة وفق تعبيره".

وأضاف، وفقا لأسوأ سيناريو، في حالة سقوط الأمطار، فإن أكبر التركيزات لن تزيد على  0.0010.جزء من ثاني أكسيد الكبريت لكل مليون جزء هواء، وهو أقل بألف مرة من الحدود التي تمثل خطرا على الصحة العامة.

 

هيئة الأرصاد

هيئة الأرصاد الجوية لم تترك هي الأخرى فرصة التطبيل لنظام العسكر واستنكر الدكتور محمود شاهين، مدير عام التنبؤات والإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية القول بامتداد تأثير غازات بركان لابالما من القارة الأوروبية بانتشار سحابة من ثاني أكسيد الكبريت SO2 عبر البرتغال وإسبانيا إلى مصر وشمال إفريقيا.

وقال شاهين في تصريحات صحفية إن "تأثير غازات البركان لن تمتد إلى مصر بأي شكل وفق تعبيره، وأشار إلى أن خرائط توزيعات الضغط واتجاهات الرياح، توضح أن إيطاليا تعتبر أقل الدول تأثرا بهذه الغازات رغم كونها إحدى الدول المُقابلة لدولة ليبيا وفق تعبيره".