مع ضغوط حكومة الانقلاب على المصريين وإجبار الموظفين والعاملين بأجهزة الدولة على تلقي لقاح فيروس كورونا، للظهور أمام العالم بأنها تحرص على صحة مواطنيها، تسود حالة من القلق والتخوف بين المواطنين خاصة الرافضين لتطعيمات كورونا .
وقال عدد من رافضي التطعيم إن “ما ينشر من معلومات يؤكد أن التطعيمات لا تمنع الإصابة بالفيروس وهذا يدفعهم إلى رفض اللقاح ، فيما تم إجبار الموظفين على تلقي اللقاحات عقب قرار حكومة الانقلاب بمنع دخول الموظفين إلى مقار عملهم إلا بعد الحصول على لقاح فيروس كورونا بعد يوم 15 نوفمبر القادم، كما أعلنت جامعة القاهرة وعدد من الجامعات الأخرى عدم السماح لطلابها بالدخول إلا بعد الحصول على لقاح فيروس كورونا بداية من أول نوفمبر القادم.
حالة التخوف لدى الكثير من المواطنين من تلقي لقاح كورونا تفرض الكثير من علامات الاستفهام، حول أسباب هذا التخوف من تلقي اللقاح .
شائعات
يشار إلى أن هناك الكثير من الشائعات وراء حالة الخوف، أولها الأثار الجانبية للقاح والتي زاد البعض عليها بأنها قد تتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة أهمها الجلطات، أما الشائعة الثانية فتدور حول الأعراض المصاحبة للقاح والتي ردد البعض أنها قد تشبه أعراض الإصابة بالفيروس نفسه بل إنها أشد، كما ثارت شائعة ثالثة حول مدى تأثير اللقاح على الخصوبة، بالإضافة لمخاوف الكثيرين من أن اللقاح الموجود في مصر لقاح صيني، وهناك معتقد لدى المصريين بأن كل ما هو صيني ليس جيدا، بسبب المنتجات الصينية المنتشرة في الأسواق والتي تتلف بسرعة، كذلك ترددت شائعة خامسة وهي أن من أُصيب بفيروس كورونا ليس بحاجة للقاح لوجود الأجسام المضادة للفيروس في دمه، أما الشائعة السادسة التي كانت وراء إحجام البعض عن أخذ اللقاح فهي أن الشباب قادر على تخطي الفيروس دون علاج وبصورة سهلة وليس بحاجة إلى تلقي اللقاح.
أعراض جانبية
حول وجود أضرار لتلقي لقاح كورونا أكد الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس أن جميع اللقاحات لها أعراض جانبية وليس أضرارا، وهناك فرق بين الأضرار والأعراض الجانبية، مشيرا إلى أن هناك بعض الآثار الجانبية التي تظهر عقب أخذ اللقاح، مثل احمرار مكان الحقن، ارتفاع درجة الحرارة، ألم بالمفاصل، إرهاق والرغبة بالنوم.
وقال «عقبة» في تصريحات صحفية إن “جميع الأعراض الجانبية للقاح كورونا تزول خلال ثلاثة أيام وهي غير مقلقة ولا تدعو إلى الخوف والقلق، مؤكدا أنه لم يثبت علميا من خلال الدراسات التي أُجريت، وجود أضرار تؤثر على صحة متلقي اللقاح، وتدعوه إلى الذهاب للطبيب، ولا توجد مشكلة تفاقمت عقب أخذ اللقاح”.
وأشار إلى أن اللقاحات أُجريت عليها العديد من التجارب السريرية من قبل الشركات المصنعة للدواء، ويتم تطعيمها في العديد من البلاد الأجنبية والعربية، وهي فعالة وآمنة ولا توجد لها أي أضرار تؤثر على صحة المواطن، لكنّ أعراضا مؤقتة تزول عقب تأقلم الجسم مع الأجسام الموجودة في اللقاح للتصدي لفيروس كورونا.
خطورة الفيروس
وقال الدكتور طه عبدالحميد عوض، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب بجامعة الأزهر إن “عزوف المصريين عن التطعيم بلقاحات كورونا يرجع إلى أن التطعيم لا يقي من فيروس كورونا، لكنه يحمي من خطورة الفيروس فقط، لافتا إلى أن متلقي اللقاح عند إصابته بالفيروس لا يحتاج إلى الدخول للعناية المركزة، ولا يتم وضعه على أجهزة تنفس صناعي، كما أن نسبة الوفاة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح تصل إلى صفر في حالة إصابتهم بالفيروس”.
وأكد عبدالحميد في تصريحات صحفية أن أعراض تلقي لقاح كورونا بسيطة ، مقابل الأمراض التي قد يسببها الفيروس نفسه والتي قد تصل إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل الفشل الكلوي والتليف الكبدي وجلطات القلب وفقدان البصر، مشيرا إلى أنه في حالة تلقي اللقاح المضاد للفيروس تكون الإصابة بالفيروس مثل دور برد عادي.
وعن تخوف البعض من لقاح سينوفاك كونه لقاحا صينيا قال “أنا أخذت لقاح سينوفاك مضيفا أنه يصاب بفيروس كورونا كل أسبوعين نظرا لتعامله مع مرضى كورونا بشكل مستمر، وبسبب التطعيم الذي حصل عليه تمر الإصابة بكورونا وكأنها دور برد عادي”.
وأوضح أن جميع اللقاحات ليست مثل بعضها، وهناك ميزات في كل لقاح، ولكن أضعف هذه اللقاحات هو اللقاح الصيني، ولذلك أغلب الدول لا تعترف به مؤكدا أن التطعيم ممنوع عن الأطفال أقل من 18 عاما، كما أنه على السيدات الحوامل والمرضعات عدم تلقي اللقاح، لأنه قد يضر الجنين.
موسم عدوى
وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح إن “الأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح أكثر عرضة للمضاعفات والوفاة في حالة إصابتهم بالفيروس، في حين أن الأفراد الذين حصلوا على اللقاح هم أكثر أمانا وأقل خطورة في حدوث المضاعفات إذا أُصيبوا بالفيروس”.
وأكد الحداد في تصريحات صحفية أن شهر أكتوبر من أسوأ الشهور على مرضى حساسية الأنف والصدر سواء كانوا أطفالا أو بالغين، حيث إنه موسم انتشار عدوى البرد والانفلونزا مع موسم عودة المدارس، مشيرا إلى أن هذا العام مختلف عن غيره من الأعوام الماضية نظرا لوجود متحور دلتا سريع الانتشار والإصابة.
وأوضح أن متحور دلتا يصنف من الفيروسات التنفسية مثل البرد والانفلونزا، وذلك لتشابه أعراضه بنسبة كبيرة معهما، موضحا أن هناك عدة إجراءات لابد من اتباعها هذا العام أولها الحصول على لقاح الانفلونزا للتقليل بنسبة كبيرة من معاناة الأطفال والكبار في فصل الشتاء والخريف، وثانيها تلقي لقاح كورونا، لأنه مهم جدا في ظل انتشار جائحة خطيرة جدا، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، ثالثا ارتداء الكمامة لأنها لا تقي فقط من العدوى بفيروس كورونا بل تقي من العدوى بالبرد والإنفلونزا.
وأكد الحداد أن هناك تشابها في أعراض فيروس البرد وفيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا، مشيرا إلى أن البرد والإنفلونزا فيروسان مختلفان تماما.
واوضح أن البرد يصحبه ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم وزكام واحتقان بسيط في الحلق ولا يوجد أعراض جسدية أو آلام في العظام، مؤكدا أن البرد ليس مرضا سريريا ولا يستلزم عدم الخروج من البيت فمريض البرد يستطيع التحرك بشكل عادي، بينما الانفلونزا مرض سريري يصاحبه ارتفاع شديد في درجة الحرارة وكحة وآلام شديدة في العظام مما يتطلب البقاء في المنزل.
وعن أعراض فيروس كورونا في الموجة الرابعة قال الحداد إنها “بسيطة للغاية وقد تكون أعراضها أقل من البرد، إلى جانب وجود أعراض شديدة أكثر من الإنفلونزا، مشددا على أهمية حصول الأطفال على لقاح الإنفلونزا، لأنها تنتشر في فصل الخريف، كما أن أعراضها تشبه الإصابة بفيروس كورونا في موجته الرابعة التي تشهدها البلاد حاليا .
وقدم نصائح للحفاظ على الصحة في موسم التقلبات الجوية، أولها في حال وجود احتقان بسيط أو أي دور برد يجب العزل فورا في المنزل لحين إثبات عدم الإصابة بكورونا لحماية الآخرين من أي مضاعفات، كما يجب التطعيم بالمصل المضاد لكورونا بجانب المصل المضاد للإنفلونزا الذي يعتبر هاما للغاية في ذلك التوقيت، والتواصل مع الطبيب المختص طوال الوقت في حال الشعور بأي أعراض زائدة أو أي أزمات.
وشدد على ضرورة الحفاظ على التغذية المثالية لتقوية المناعة، والاعتماد على البروتين الحيواني وتقليل الدهن والدسم والسكر، والابتعاد عن الأغذية المحفوظة والأكلات السريعة والإكثار من السلطات الخضراء التي تحتوي على الفيتامينات، وممارسة الرياضة بشكل يومي لما لها من أهمية كبرى في تنشيط الدورة الدموية، وفي حال كون الشخص مدخنا يجب عليه التوقف أو الابتعاد عن التدخين أمام الأطفال، بجانب النوم في توقيت مبكر لكونه عنصرا هاما في تحسين أداء الجهاز المناعي.