لا تتوقف مديرية أمن الشرقية بداخلية الانقلاب عن سياسة اعتقال الأبرياء يوما واحدا في ظاهرة تتكرر في أنحاء الجمهورية إلا أنها ليست بنفس الدرجة التي تتم في الشرقية؛ حيث لا تخلو صفحات المحامين وأسر المعتقلين السابقين أو الحاليين عن أخبار مداهمات واعتقالات وإخفاءات لا أول لها ولا آخر، في ظل غياب كامل لمنظومة العدالة وتغييب متعمد لدور النيابة والقضاء في حماية المصريين من الاعتقال دون سبب أو تهمة.
وكان أمس أحدث أيام تلك السياسة؛ حيث اعتقلت قوات الانقلاب بالشرقية الدكتور علي عبدالرحمن محمود، من كفر صقر والدكتور محمد حبيشي، من مركز الحسينية؛ استمرار لحملات الاعتقال التعسفي التى طالت جميع مراكز المحافظة مؤخرا وأسفرت عن اعتقال العشرات بشكل غير مبرر ويتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.
وناشد أهالى المعتقلين منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى وكل من يهمه الأمر بالتحرك لرفع الظلم الواقع على ذويهم وسرعة الإفراج عنهم ووقف ما يحدث من انتهاكات وتنكيل دون مبرر قانوني.
وكشف أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي بالشرقية عن تدوير اعتقال البراء حسيني الصباح، من مركز ههيا و محمد صبري حجر، من مركز منيا القمح، حيث تم عرضهما علي نيابة الزقازيق الكلية التي قررت حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيق.
يشار إلى أن وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب تنتهج سياسة "تدوير الاتهامات للمعتقلين وإعادة اعتقالهم بنفس التهم أو تهم أخرى عقب إخلاء سبيلهم أو الإفراج عنهم. وتصاعدت تلك السياسة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة حيث لا تفرج عن المواطنين الذين يحصلون على البراءة من المحكمة وتقوم بإخفائهم لفترة وتعرضهم على النيابة بذات الاتهامات والمزاعم التى حصلوا فيها على البراءة ضمن مسلسل العبث بالقانون وعدم احترام حقوق الإنسان.
اعتقال 3 من بلطيم بكفر الشيخ
وفى كفر الشبخ اعتقلت قوات الانقلاب 3 مواطنين بعد حملة مداهمات شنتها على بيوت المواطنين ببلطيم والقرى التابعة لها. وذكر شهود عيان من الأهالى أن الحملة روعت النساء والأطفال وحطمت أثاث عدد من المنازل قبل أن تعتقل كلا من محمد عطية وعزرالدين شهاب ومجدي عبدالعزيز.
وناشد أهالى المعتقلين كل من يهمه الأمر بالتحرك لرفع الظلم الواقع على ذويهم ووقف ما يحدث من انتهاكات واحترام حقوق الإنسان.
حملة للتضامن مع معتقلي بسجن الزقازيق العمومي
إلى ذلك طالب عدد من رواد التواصل الاجتماعي بوقف الانتهاكات المتصاعدة ضد المحتجزين داخل سجن الزقازيق العمومي بمحافظة الشرقية، لافتين إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين فى الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجن بإشراف ضابط المباحث أسامة العطار ومساعده أشرف نخنوخ. كما حملوا مسؤولية سلامة المحتجزين لوزير داخلية الانقلاب ومدير أمن الشرقية ومأمور السجن والنائب العام والمحامي العام بجنوب الشرقية.
وأطلق النشطاء هاشتاج #مقبرة _الزقازيق_العمومى، عبروا من خلاله عن تضامنهم مع المحتجزين وأسرهم، ورصدوا عددا من الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجن ضد المحتجزين؛ بينها التعنت في الزيارة ومنع دخول الدواء والطعام المناسب والاعتداء بالضرب على المحتجزين وتجريد الزنازين وامتهان كل من يخرج لحضور جلسة من جلسات المحاكمة.
ظهور 13 من المختفين قسريا
فيما كشف مصدر قانوني عن ظهور 13 من المختفين قسريا لمدد متفاوتة بعرضهم على نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس التي قررت حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات دون النظر إلى فترات إخفائهم قسريا وهم:
- أبو الحسن سلمان إبراهيم
2. أحمد محمد الصغير
3. أسامة السيد محمد عزب
4. حسن حلمي عبد العزيز محمد
5. خلود سالم عايد عودة
6. سمير محمد مسلم حسن
7. عادل إبراهيم سلمان سالم
8. عبد رب النبي عبد الله إسماعيل
9. علاء عبد المطلب محمد أحمد
10. محمد حسين عبد الله عيد
11. محمد حماد علي حمادة
12. محمد خضر ياسين
13. محمد محمد محمد مخيمر
وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا”.
كما تعتبر تلك الجرائم انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.