لقاء رئيس «اﻷمن القومي الإسرائيلي» بعباس كامل في القاهرة.. الهدف والرسائل

- ‎فيتقارير

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد 14 نوفمبر 2021م  أن وفدا إسرائيليا برئاسة رئيس مجلس اﻷمن القومي بحكومة الاحتلال، إيال حولاتا،  قد وصل القاهرة والتقى برئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لمناقشة ملفات على رأسها جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، وصفقة تبادل اﻷسرى.

وكان موقع "أكسيوس"، قد كشف أن رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، يعتزم زيارة إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر (نوفمبر 2021)؛ لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينت وغيره من كبار المسؤولين. وستكون هذه الزيارة هي ثاني زيارة يقوم بها مسؤول المخابرات المصرية لدولة الاحتلال (الزيارة الأولى جرت في 18 أغسطس 2021)، منذ أن أدت الحكومة الجديدة اليمين في13 يونيو 2021م. ومن المرجح أن يزور كامل رام الله لإجراء محادثات مع رئيس  السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل دفع المفاوضات الثنائية الإسرائيلية ـ الفلسطينية إلى  الأمام.

وينقل موقع "مدى مصر" عن مصادر بحكومة الانقلاب أن اﻷيام المُقبلة ستشهد زيادة وتيرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الأمنيين المصريين، وكلًا من نظرائهم الإسرائيليين والفلسطينيين، على أمل تحقيق تقدم في صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل.

وبحسب المصدر المصري فإن القاهرة تكثف جهودها للوصول إلى مرحلة أولى من الصفقة يتم بمقتضاها الإفراج عن عدد من المحكومين الفلسطينيين الذين لا يواجهون اتهامات بالانخراط بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أي أعمال أدت إلى مقتل إسرائيليين، وذلك مقابل تطمينات حول سلامة الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة.

وكانت صحف إسرائيلية أشارت، قبل أسبوع، إلى فشل التفاهمات التي ترعاها القاهرة في تحقيق هذه المرحلة الأولي بسبب عدم الاتفاق على أعداد الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم وطبيعة محكوميتهم، مقابل حصول تل أبيب على فيديو يطمئن أسر المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية «حماس».

ويضيف المصدر المصري أن الأمر لا يزال قيد التفاوض، مضيفًا أن عباس كامل يعمل جاهدًا لضمان تحقيق اختراق في الملف قريبًا، واستدرك موضحًا «’قريبًا’ في هذه الحالة لا تعني غدًا أو بعد غد، لكن قبل نهاية العام الجاري»، لافتًا إلى وجود ترتيبات لزيارة يقوم بها كامل لإسرائيل وكذلك للأراضي الفلسطينية، فضلًا عن إيفاد مبعوثين مصريين إلى الجانبين، مع استقبال مبعوثين إسرائيليين ومن السلطة الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد، لتحقيق ذات الغرض.

المصدر نفسه أضاف أن ما وصفه «بالتطورات الإيجابية جدًا في العلاقات المصرية الإسرائيلية، تسمح باستخدام ثقة الطرفين في بعضهما البعض، في السعي للتحرك قدمًا على هذا الصعيد، خاصة في ضوء تباطؤ فرص وجود مشاورات سياسية مباشرة فلسطينية-إسرائيلية».

وبحسب التقرير فإن وزير الخارجية بحكومة الانقلاب سامح شكري أبلغ نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال اجتماعات الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي، أن القاهرة تتحرك «على مدار الساعة وبصورة يومية» للحفاظ على التهدئة التي توصلت إليها ربيع العام الجاري بين إسرائيل و«حماس»، وأنها تعمل بكل جدية لتحقيق انفراجة في صفقة الأسرى، باعتبار أن ذلك سيكون داعمًا لجهود التهدئة.

وشدد شكري لنظيره الأمريكي أن القاهرة وتل أبيب تسعيان بشدة لتطوير علاقتهما الثنائية، وأن الأيام المقبلة ستشهد مظاهر واضحة لتطوير العلاقات، تشمل الصعيد الأمني، خاصة بعد الاتفاق الأخير على رفع حدود التواجد العسكري المصري في سيناء عمّا هو متفق عليه في اتفاقية السلام، وكذلك ترفيع تل أبيب للتعاون الأمني والمعلوماتي مع القاهرة، بما يسمح بمكافحة أي انتشار لأفراد جماعات مسلحة في سيناء، أو حدوث أي قلاقل على الحدود الإسرائيلية مع غزة.

وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية. في المقابل تعتقل إسرائيل نحو 4850 فلسطينياً في 23 سجناً ومركز توقيف، بينهم 41 أسيرة، و225 طفلاً، و540 معتقلاً إدارياً (دون تهمة)، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

وكان عباس كامل كشف لموقع "أكسيوس" أن التحركات المصرية الراهنة ترمي إلى إبرام  اتفاق لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، على أمل أن تسهم في الاتفاق على هدنة طويلة الأمد واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة والتي توقفت منذ 2014م.