حديقة الحيوان شاهدة.. المنقلب يجرف المساحات الخضراء ويستضيف “قمة المناخ”!

- ‎فيتقارير

في وقت يسارع  فيه المنقلب السفيه السيسي ونظامه العسكري  قضم المساحات الخضراء في مصر  التي تعد المتنفس الطبيعي الوحيد لملايين المصريين الفقراء الذين لا يجدون متسعا في متنزهات المدن الجديدة أو المولات والفنادق والسواحل الباهظة الثمن، من أجل إقامة حدائق الأسمنت والعقارات والمولات التجارية لتحصيل الأموال فقط.

قد جاء إعلان السيسي ونظامه عن مخططات تطوير للحدائق العامة سواء بإلغاء التنزه المجاني فيما يجري في حدائق السواح والأميرية ، أو بتقليص المساحات الخضراء في حديقة الحيوان والأورمان وحدائق النيل بالمنصورة.

ما يعد جريمة بحق المصريين يتغاضى عنها المهتمون بالبيئة والمساحات الخضراء على مستوى العالم، في ضوء نفاق دولي وافق على استضافة مصر قمة المناخ المقبلة "كوب 27" في مصر 2022.

 

مخطط السيسي
وأعلن رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي، الأحد، البدء بمخطط تطوير حديقة الحيوان التاريخية في محافظة الجيزة، استجابة لتوجيهات السيسي، مشيرا إلى أن المخطط يرتكز على محاور عدة، أهمها تنفيذ مسارات وطرق جديدة، وأماكن ترفيهية ومطاعم وفندق داخل الحديقة، حتى تكون تجربة ترفيهية متكاملة.

وقال مدبولي، في اجتماع عقده مع وزيري الزراعة والإنتاج الحربي بحكومة الانقلاب ورئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات ماجد السرتي، المسؤولة عن تنفيذ مشروع تطوير الحديقة، إن المخطط يشمل تحديث المناخات الحاضنة للحيوانات، وتوفير بيئة طبية بيطرية عالية المستوى، ووحدة زراعية متخصصة للإشراف على الزراعات، إلى جانب تطوير البنية التحتية والإنشاءات داخل الحديقة.

 

كذب الإبل
وفي تناقض فج، وبالمخالفة لما يجري على أرض الواقع، أعرب مدبولي عن تطلع الحكومة إلى إعادة إحياء كافة الحدائق، وتعزيز دورها كمناطق مفتوحة ومساحات خضراء داخل المدن، بما يمثل متنفسا للمواطنين، وهو هدف عكس ما يتضمنه جميع مخططات التطوير  التي تقوم على تقليص المساحات الخضراء في الحدائق العامة التي باتت مستهدفة بالخرسانات والإنشاءات التجارية على حساب الأماكن الخضراء.

وزعم قائلا إن "تطوير حديقة الحيوان بالجيزة يستهدف تقديم تجربة ترفيهية تليق باسم مصر، وبما يحقق الحفاظ على القيمة الفنية والأثرية للحديقة، لا سيما أنها تعد جزءا من موروث مصر الترفيهي على مدار الأجيال، إلى جانب ما تتمتع به من قيمة أثرية وتاريخية، بوصفها ثالث أقدم حديقة حيوان في العالم بعد حديقتي برلين ولندن، وكانت تنافسهما في ندرة الحيوانات وأعدادها".
وافتُتحت حديقة الحيوان في الجيزة عام 1891، على مساحة تقدر بنحو 80 فدانا، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول حدائق الحيوانات في قارة أفريقيا، وكانت تسمى في السابق "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا"، إذ تضم قرابة 6 آلاف حيوان من 175 نوعا، من بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.

 

كافيتيريات ومقاهي

وكان مصدر بحكومة الانقلاب قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن "توجيه السيسي بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في الجيزة يعني تحويلهما إلى أماكن للمطاعم والمقاهي الحديثة، بعد إزالة وتجريف أكبر قدر ممكن من المساحات الخضراء، على غرار ما حدث في حديقة الطفل بحي مدينة نصر، وحديقة قصر عابدين في وسط القاهرة".
وأفاد المصدر بأن حصيلة تأجير الأنشطة التجارية المقررة في الحديقتين ستذهب على الأرجح إلى صندوق جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، للاستفادة من عوائدها بعيدا عن الموازنة العامة للدولة، في تكرار لما حدث مع بعض الحدائق والمتنزهات الشهيرة في مناطق القاهرة، والتي تحولت تدريجيا إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات.

والغريب أن تأتي أحاديث التطوير والتوسع في المساحات الخضراء من قبل نظام السيسي، في الوقت الذي يجري قطع الأشجار التاريخية من شوارع مصر الجديدة والعجوزة وعلى طول نهر النيل، وتأجير الحدائق المجانية لمستثمرين يقومون ببناء الكافيتريات والمطاعم على حساب المساحات الخضراء.