المناهج صعبة وغير مناسبة لعمر الطلاب.. طارق شوقي يثير الغضب مجددا

- ‎فيتقارير

آثار إعلان وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب عن موعد انطلاق امتحانات شهري أكتوبر ونوفمبر للصف الرابع الابتدائي بدءا من يوم ٥ ديسمبر المقبل احتجاجات عارمة بين أولياء الأمور وخبراء التربية والتعليم .

وقال أولياء الأمور إن "المناهج صعبة ولا تناسب أعمار التلاميذ مؤكدين أن الطلاب لم يتلقوا شرحا من المدرسين لهذه المناهج، بسبب العجز الكبير الذي تعاني منه المدارس في أعداد المدرسين".

كانت وزارة تعليم الانقلاب برئاسة طارق شوقي، قد حددت موعد انطلاق امتحانات شهري أكتوبر ونوفمبر للصف الرابع الابتدائي بدءا من يوم ٥ ديسمبر المقبل.

وتنطلق الامتحانات باللغة العربية والتربية الدينية يوم 5 ديسمبر المقبل، ثم ينعقد امتحان مادتي العلوم والمهارات المهنية يوم 6 ديسمبر، وامتحاني الدراسات الاجتماعية، وict يوم 7 ديسمبر، وامتحان اللغة الإنجليزية يوم 8 أغسطس، وامتحان الرياضيات يوم 9 ديسمبر.

كما حددت تعليم الانقلاب آليات امتحانات الصف الرابع الابتدائي، وقالت إن "الاختبار يُغطي ما تم تدريسه من المناهج حتى منتصف نوفمبر ٢٠٢١ وفق خطة توزيع المناهج ويكون على مستوى الإدارة التعليمية للمواد الأساسية وقالت إنه تم وضع الأسئلة من جانب الوزارة ولكنه يختلف من مدرسة لأخرى وباقي المواد على مستوى المدرسة".

وأشارت الوزارة إلى أنه يتم تقييم الإجابات على مستوى المدرسة تحت إشراف التوجيه الفني المختص وإدارة المدرسة، وتشمل المواد الأساسية (اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والدراسات الاجتماعية، والعلوم )، وعدد الأسئلة في كل امتحان هو عشرة أسئلة قصيرة متنوعة تقيس فهم مخرجات التعلم أو أهداف الدروس.

 

معايير غريبة

في المقابل قال الدكتور محمد عبد العزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن "رد وزير التعليم (بحكومة الانقلاب) على شكاوى أولياء الأمور من صعوبة منهج الصف الرابع الابتدائي يفتقد الضوابط العلمية في هذا الموقف، مشيرا إلى أن الشكوى جاءت من عناصر العملية التعليمية من المدرسين والطلاب وأولياء الأمور".

وأضاف عبد العزيز، في تصريحات صحفبة أن منهج العلوم على سبيل المثال في هذه المرحلة التعليمية بتضمن الكثير من المشكلات في عرض المادة العلمية ومشكلات أخرى تربوية في الكتاب المدرسي مؤكدا أن اللغة العلمية في كتاب العلوم يصعب على الطلاب فهمها ولا تتفق معهم مع هذه المرحلة، وكذلك المادة المقدمة باللغة الإنجليزية ، لأن تعليم الانقلاب اعتمدت في التطوير على تطوير المحتوى التعليمي والكتاب المدرسي فقط.

وأكد أن منهج الصف الرابع الابتدائي غير متوافق مع المرحلة العمرية للطلاب، وكان تطوير المنهج مفاجأة معتمدة على معايير مختلفة تماما عن معايير التعليم وتطويره في المراحل التعليمة ابتداء من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الابتدائي، مشيرا إلى أن تطوير المنظومة التعليمية لابد أن يبدأ من المراحل الأولى"فصول التمهيدي" وحتى الصف الثانوي.

وأشار إلى أن تطوير المنظومة التعليمية يتطلب النظر إلى جميع عناصر العملية التعليمية، والكتاب جزء من المنهج، لكن المطورين للمناهج هنا اعتمدوا على تطوير الكتاب والمادة التعليمية دون نظر إلى البيئة أو المناخ التعليمي مثل المعامل المدرسية والفناء والحصص وغيرها من الأمور التي لم تؤخذ في الاعتبار.

وأضاف عبدالعزيز أن هناك مشكلة عجز عدد المدرسين داخل المدارس، وتخفيض عدد الحصص لهذا السبب، ولم يتم التعاقد مع مدرسين بنظام الحصة ما أدى إلى تقليص عدد الحصص على حساب المنهج .

وأعرب عن أسفه لأن "التعليم" لم تنظر إلى رد الفعل على تطوير المحتوى التعليمي الملئ بالمشكلات، في حين كان من المفترض أن تقوم الوزارة بالاستماع إلى الخبراء والمطورين والمدرسين والطلاب لحل هذه المشكلات.

وأشار عبدالعزيز إلى أن طارق شوقي خرج للإعلام في نقاش منفرد عن تطوير المناهج، وينفق الملايين على هذا التطوير دون عائد، في ظل استمرار شكاوى أولياء الأمور بسبب معاناة الطلاب، موضحا أن الوزارة اعتمدت في التطوير على المعيار الدولي دون قياسه على المعيار القومي أو الإقليمي، بدليل اختلاف المعايير في المراحل قبل الصف الرابع الابتدائي، وتحديد الامتحانات، دون مراعاة غياب الطلاب عن التعليم خلال السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، كما أن الشعارات الرنانة لقياس مهارات وقدرات الطلاب لم تحدث.

وشدد على أن تطوير التعليم يتطلب تبنى معايير للتطوير، وصياغتها على أرض الواقع بحيث تواجه التحديات التي تقف عائقا لهذا التطوير، قائلا "النظام التعليمي لا بد أن ينبع من رحم الواقع الفعلي".

 

طريقة خاطئة

وأكد الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أن طلاب الصف الرابع الابتدائي يعانون من أزمة التطوير، مشيرا إلى أن تحديث المناهج الدراسية تمت بطريقة خاطئة لا تتناسب مع أعمار هؤلاء الطلاب وثقافتهم المحدودة.

وطالب عبد الحميد في تصريحات صحفية بضرورة التكوين والتحصيل الجيد للمواد التعليمية وإيصالها للتلاميذ بشكل مبسط وسلس، مؤكدا أن عودة المدارس لا بد أن يكون الهدف منها هو التعليم الحقيقي للطلاب من خلال الفهم وتنمية المهارات والاتجاهات وتنمية مواطن.

وأعرب عن أسفه لأن التعليم حاليا ينصب بشكل كبير على الاهتمام بالامتحان وتحصيل الدرجات فقط، واختزاله في المعلومات على المنصات المختلفة  مضيفا أن الوزارة وقعت في خطأ أساسي وهو عدم إعلان "شوقي" عن سياسة محددة لإدارة الوزارة أمام الجميع .

وأوضح عبدالحميد أنه عند وجود سياسة معلنة ومحددة لا بد قبل تطبيقها أن يتم تنفيذ ورش عمل ولقاءات لتوضيح ما ستقوم به الوزارة.

وأشار إلى أن "شوقي" يوميا يصدر قرارات جديدة، وهذا أمر خاطئ فضلا عن تغيير نظام الامتحانات وتحويلها إلى الاختيار من متعدد، فهذا الأمر ليس تعليما حقيقيا يستطيع بناء طلاب يكونون مستقبلا أفرادا منتجين ومفيدين لمجتمعهم.

 

حالة إحباط

وقال الخبير التربوي الدكتور أشرف فضالي إن "المناهج التعليمية الجديدة غير مناسبة للمرحلة العمرية لطلاب الصف الرابع الابتدائي، موضحا أنه كان لا بد من تجهيز الطالب من بداية العملية التعليمية من مرحلة التمهيدي وليس تقديم منهج متصاعد ومتراكم لهم في الصف الرابع الابتدائي، لا صلة له بالصفوف التعليمية قبلها أو بعدها، الأمر الذي يسبب حالة إحباط للطلاب وداخل البيت المصري".

وأوضح فضالي، في تصريحات صحفية أنه قبل تطوير المنهج الدراسي كان على وزارة التعليم (بحكومة الانقلاب) مناقشة الخبراء والمتخصصين والمجتمع المدني في هذا التطوير، ومراعاة المرحلة العمرية للطلاب وفترة التعليم عن بعد بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد لمدة عامين، واعتماد الطلاب على الأبحاث فقط في نهاية العام الدراسي .

وأشار إلى أن التعليم التراكمي في نظام الصف الرابع الابتدائي يحتاج إلى مدارس ومدرسين مجهزين وطالب مجهز لاستقبال المادة العلمية التراكمية، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن يتم تقسيم المناهج على الصفوف التعليمية الابتدائية كافة، لأن الكتاب المدرسي مضغوط جدا، وامتحانات الصف الرابع الابتدائي ستكون صدامية بكم هائل من المعلومات بالنسبة للطلاب، لذلك بدأ شعار «لذة التعليم» يختفي بين الطلاب في الوقت الراهن.

وكشف فضالي أن المستشارين الذين قاموا بتطوير المناهج يختلف فكرهم تماما عن الواقع في الشارع المصري، فهناك إشكاليات عديدة، وكان الأمر يتطلب أن يكون التطوير تدريجيا بداية من المرحلة الأولى التعليمية، مشيرا إلى أن لأولياء الأمور والطلاب كشفوا عن غضبهم من تأخر الكتب المدرسية ورفضهم للمناهج الجديدة على السوشيال ميديا .

وأضاف أن الوزارة لم تعرض المناهج الجديدة على المجتمع المدني والمتخصصين لإبداء الرأي فيها، الأمر الذي فتح فجوة للدروس الخصوصية وزيادة شرعيتها ، نتيجة عدم اندماج مدرس المدرسة مع المنهج الجديد، وعدم تعيين مدرسين جدد ليتلقوا خبرات المدرسين الكبار في المجال التعليمي.

وأعرب فضالي عن أسفه لأن "التعليم" تعتمد على القرارات المفاجئة رغم أن النظام التعليمي الحقيقي من المفترض أن يكون مجهزا من حيث القرارات والمناهج وتحديد سير العملية التعليمية قبل بدايتها ودخول الطلاب للمدارس، ومشاركة كافة مؤسسات الدولة في هذا التطوير لأن التعليم هو مستقبل وطن ومسألة أمن قومي، وليس قرارات مفاجئة قبل امتحانات التيرم الأول المزمع عقدها بعد أقل من شهر.