مع تزايد الإصابات والوفيات.. الانقلاب يواجه توحش “كورونا” بالتصريحات ويتجاهل عجر المنطومة الصحية

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي اعترفت فيه وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بارتفاع إصابات ووفيات فيروس كورونا في مصر، خلال هذه الفترة تزامنا مع ذروة الموجة الرابعة للوباء زاعمة أن تزايد الإصابات يرجع إلى عزوف المواطنين عن تلقي لقاحات كورونا وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية والاحترازية، قررت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا برئاسة  مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب ، عدم السماح بدخول أي موظف بكافة القطاعات الحكومية لم يتلقَ اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد مكان عمله .

وقال نادر سعد المتحدث باسم مجلس وزراء الانقلاب إنه "سيبدأ تطبيق هذا القرار من أول ديسمبر المقبل ولن يُسمح لأي مواطن دخول أي منشأة حكومية لإنهاء إجراءاته إلا بعد تأكيد الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد أو تقديم شهادة أنه حصل على الجرعة الأولى على الأقل وفق تعبيره".

وأشار إلى أنه في حال الامتناع عن تلقىي اللقاح، فإن البديل سيكون تقديم شهادة pcr، أو يُمنع الموظف بكافة قطاعات الدولة من الدخول، وسيعتبر انقطاعا عن العمل، ويؤخذ ضده الإجراءات القانونية وفقا لقانون الخدمة المدنية بحسب زعمه".

 

المنظومة الصحية

في المقابل سادت حالة عامة من تجاهل الإجراءات الاحترازية ولم يعد الالتزام بارتداء الكمامة كما كان في بداية ظهور الوباء، وغاب حرص المواطنين على التباعد الاجتماعي سواء في المواصلات العامة أو غيرها.

كما أن هناك حالة من التراخي في الإجراءات الوقائية، وهو ما ينذر بخطر كبير في حالة استمرار الحال على ما هو عليه، والتي من الممكن أن تقود إلى موجات أخرى من الفيروس المستجد أشد ضراوة وخطورة من الموجات السابقة.

يشار إلى أن العالم يشهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات مرة أخرى خلال هذه الفترة؛ حيث وصل عدد ضحايا فيروس كورونا إلى أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم، فيما بلغ عدد المصابين حوالي 252.3 مليون إصابة، كما أعلن عدد من الدول الكبرى كفرنسا، بدء الموجة الخامسة من فيروس كورونا.

من جانبهم انتقد مواطنون وأطباء هذه القرارات وأكدوا أنه من الصعب تطبيقها على أرض الواقع، وطالبوا دولة العسكر بتطوير المنظومة الصحية وزيادة مخصصات علاج المواطنين بدلا من هذه القرارات التي ليس لها هدف إلا الشو الإعلامي.

وأرجع الأطباء الارتفاع في عدد الإصابات إلى أسباب عديدة منها المتغيرات الخطيرة التي يشهدها فيروس كورونا مثل ظهور سلالات أكثر قدرة على الانتشار والانتقال، كما أن شعور المواطنين بالأمان الزائف بعد التطعيم تسبب في إهمالهم للإجراءات الاحترازية، والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة بسبب دخول فصل الشتاء والبرودة تسببوا في ضعف المناعة.

 

القادم أسوأ

وحذر الدكتور هشام طالب، باحث في العلوم الكونية من انتشار الأوبئة القاتلة في العالم خلال هذه الفترة، مؤكدا أن «القادم أسوأ»، حيث الحرب البيولوجية ضد البشرية، خاصة وأن هناك اتهامات بأن كورونا السيدا والسارس وإنفلونزا الخنازير وغيرها من الأوبئة صنعت على يد البشر في معامل سرية لا نعلم عنها شيئا.

وقال طالب في تصريحات صحفية  "الأمر هنا يشبه الكوارث الطبيعية والحروب، لكن هناك أسئلة تثير الريبة بشأن طبيعة ظهور هذه الأوبئة والأمراض بطريقة تسلسلية".

وأشار إلى أنه ذكر في الطبعة الأولى من كتابه «بناء الكون ومصير الإنسان»، التي صدرت في بيروت عام 2006، أن العام 2020 سيشهد انتشار وباء مصنوع من البشر، سواء عن قصد لتمدير البشرية أو غير ذلك، ويقضي على نحو مليون شخص وذلك في إطار الحروب البيولوجية التي يشهدها العالم تباعا.

 

التباعد الاجتماعي ضرورة 

وطالب الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، بضرورة فرض إجراءات وقائية مشددة خلال الفترة القادمة التي تعتبر الأخطر لفيروس كورونا، وهي:

1- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل النقل.

2- تطبيق التباعد الاجتماعي على قدر الإمكان بمتوسط مسافة 2 متر.

3- غسل اليدين كثيرا، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة، فيمكن أن تكون الجراثيم على الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب أو مقابض مضخات البنزين، ولابد من استخدام الماء والصابون، وفرك اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل.

4- استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول دون إفراط.

5- العزل المنزلي للحالات المصابة.

وقال الجمال في تصريحات صحفية أن فيروس كوفيد-19، ينتشر بسهولة من شخص لآخر، فعندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، فيمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو على الأنف، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين، مؤكدا أن ارتداء الشخص المصاب أو السليم للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى وانتشار الفيروس، حتى إذا كان الشخص حاصلا على التطعيم .

وأشار إلى أن التباعد الاجتماعي يساعد في إبطاء انتشار الفيروس، فإذا تجنب المواطنون الاتصال المباشر بينهم، فلن ينتشر الفيروس بهذه السرعة، وستقل الإصابات، فرغم أن الإصابات ستستمر إلا أنه سيكون بمعدل أبطأ وأقل مقارنة مما سيحدث إذا ظل الاختلاط والتواصل والتجمعات بين الناس .

 

تحذير من كارثة

وتوقع الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، ارتفاع عدد الإصابات والوفيات خلال ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه من المفترض أن تنكسر هذه الموجة خلال شهر يناير المقبل، ومن المحتمل أن نشهد انخفاضا كبيرا في الإصابات خلال شهر يناير وفبراير، ولكن من الصعب القضاء على الجائحة وسط ظهور العديد من المتغيرات التي طرأت على الفيروس هذه الفترة.

وقال عنان في تصريحات صحفية إنه "في حال عدم الوصول لتطعيم 70% من إجمالي عدد السكان ستكون هناك موجة خامسة للفيروس، فوفقا للإحصائيات ومعدلات انتشار الفيروس ستكون الموجة الخامسة في أول شهر مارس القادم، وستكون مع ظهور متغيرات جديدة مثل متغير دلتا بلس".

وأشار إلى أنه في حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، وعدم الحصول على اللقاح، سيتسبب ذلك في كثرة الإصابات بشكل غير طبيعي وستكون هذه كارثة، وشدد عنان على ضرورة تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة لمجابهة الفيروس، حتى لا نعود مجددا لسياسة الغلق، وتنفيذ العقوبات على غير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية ، مؤكدا أن الوضع الحالي عالميا غير مطمئن نهائيا، لارتفاع الإصابات والوفيات أيضا، وهذا يؤكد أن الفيروس مازالت لديه القدرة على الانتشار أسرع وقادر على العدوى أكثر.