“الفراعنة”.. سرق العسكر قبورهم وأمروا الشعب بتقديسهم !

- ‎فيتقارير

على إيقاع موسيقى "إحنا فقرا أوي" بقيادة المايسترو السفاح السيسي، وكلمات أنشودة آمون التي غناها مطربون باللغة الهيروغليفية، تحركت عبر الصرح الأول لمعبد الأقصر 3 مراكب ترمز للثالوث المقدس لدى الفراعنة، يحملها شباب يرتدون ملابس فرعونية، ويتقدمهم حاملو البيارق وفتيات بزي فرعوني يقدمن عروضا راقصة، متجهين إلى بداية طريق الكباش.

وللسفاح السيسي وعصابته باع طويل في عملية تهريب واسعة لقطع أثرية من مخزن المتحف المصري إلى دول العالم وخاصة دولة الإمارات، لعرضها بمتحف اللوفر أبوظبي.

 

بذخ وتضليل

لايزال السفاح السيسي مستمرا في إقامة المؤتمرات والاحتفالات الفاخرة، وسط انتقادات من مواطنين وخبراء لتكلفتها العالية واتهامات بعدم جدواها، مثل موكب طريق الكباش الأخير في الأقصر.

كما تأتي إقامة تلك الفعاليات في الوقت الذي يعاني فيه المصريون من قرارات رفع الأسعار المتتالية التي تتخذها سلطات الانقلاب بدعوى وجود أزمة اقتصادية، بالإضافة إلى الانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان.

وتتناقض تلك الاحتفالات والمؤتمرات المتواصلة أيضا مع حديث السفاح السيسي نفسه الذي اشتكى من قلة الموارد، بعدما وصف المصريين في إحدى خطاباته بأنهم “فقراء أوي”.

أما عن الاحتفالات التي أقامها السفاح السيسي منذ الاستيلاء على الحكم فأكثر من أن تحصى، وهي على ما يبدو مرتبطة بالطابع الاحتفالي أصلا الذي ارتبط بمظاهرات الثلاثين من يونيو عام 2013، وكذلك مظاهرات جمعة “التفويض” في 26 يوليو من نفس العام، والاحتفالات ووصلات الرقص التي طبعت الفعاليات الانتخابية منذ الانقلاب، بدءا من الاستفتاء على دستور 2014 مرورا بالانتخابات الرئاسية عامي 2014 و2018.

وبعد استيلاء السفاح السيسي على الحكم تفنن في إقامة الاحتفالات بذرائع شتى، فهناك احتفالات بتدشين العمل في المشروعات التي يعلن عنها، واحتفالات أثناء العمل فيها، واحتفالات أخرى بانتهاء العمل وتسليم المشروعات التي تصاحبها دعاية إعلامية تحتوي على مبالغات وأخبار كاذبة، كما أن بعض تلك المشروعات قديمة أو تم افتتاحها من قبل، مثل مشروع محطة طاقة الرياح، والتي زعمت صحف مصرية أنها الأكبر في العالم على خلاف الحقيقة، كما أن تاريخ التخطيط للمشروع يعود إلى أواخر عام 2010، وسبق لوزارة الكهرباء أن افتتحته في نوفمبر.

ويحرص السفاح السيسي دائما على ربط إنجاز تلك المشروعات بالاحتفال، مثل شعار مصر بتفرح الذي تم الترويج له عند افتتاح قناة السويس الجديدة.

كما يتضح من خلال تلك الاحتفالات اهتمام السفاح السيسي بالحديث دائما عن وجود مشروعات، لدرجة أنه أعلن الانتهاء من إقامة 11 ألف مشروع خلال 4 سنوات بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد، وهو ما أثار سخرية واسعة بسبب عدم منطقية ذلك الرقم، لأن حاصل ضرب 3 مشروعات في اليوم الواحد خلال 4 سنوات هو 4500 مشروع.

أيضا أثيرت تساؤلات عن طبيعة تلك المشروعات التي تقام في هذا الوقت القياسي، وقد كشف الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق أن جانبا كبيرا من تلك المشروعات تتضمن أشياء مثل تطوير بوابات تحصيل الرسوم بطريق القاهرة الإسكندرية، إنشاء بوابة لمدينة العلمين، إنشاء بوابة لمدينة 6 أكتوبر، افتتاح تطوير حديقة الأسرة وهي إجراءات صغيرة لا ترقى لاعتبارها مشروعات.

 

الانتماء للفراعنة

وفي الوقت الذي يحارب فيه العسكر بمصر كافة شعائر الإسلام، يطالبون المصريين بتقديس الفراعنة والانتماء إلى حضارتهم، والتنكر للحضارة العربية والإسلامية.

يقول الكاتب والمفكر القومي محمد سيف الدولة "بالفعل عظيمة هي الآثار التي تركها الفراعنة مقارنة بآثار القدماء في بلاد أخرى، لكن الحقيقة أننى لم أشعر أبدا أنها تعبر عني أو عن هويتي من قريب أو بعيد".

وفي عام 2010 قام فريق من العلماء بفحص الDNA لموميات توت عنخ أمون وعائلته لمعرفة سبب وفاته في سن صغير, ونشر ما تم التوصل إليه في The Journal of the American Medical Association (JAMA).

وبعدها بعامين أكد باحث آخر من ال Imperial College in London نفس الكلام، ولو نظرت إلى تمثال إخناتون الموجود في المتحف المصري لربما أعتقدت أن هذا تمثال لامرأة وليس رجلا, فهو عريض الحوض كالنساء وصدره منتفخ بمعدل أكبر من المعتاد في الرجال.

واتضح أن ليس توت عنخ آمون هو من مات في سن صغيرة حوالي 18 عاما، ولكن هذا حدث في أغلب هذا الفرع من الملوك.

واستطاع العلماء معرفة والدة توت عنخ آمون عن طريق فحص الـ DNA, واتضح أن والدته هي أخت والدة إخناتون وليس نفرتيتي كما يعتقد البعض.

بمعنى أن توت عنخ آمون هو نتاج incest أو ما يسمى "سفاح القربى" أو "زنى المحارم" والذي كان شائعا بين ملوك الفراعنة, والذي أدى إلى تفشي الأمراض فيهم.

وتوت عنخ آمون كان مثل والده عريض الحوض مثل النساء وهذا نوع من المرض يسمى التثدي (Gynecomastia), وكذلك كان عمه مصابا بذلك.

وبجانب هذا المرض فإن توت عنخ آمون كان مصاب أيضا بصرع الفص الصدغي الموروث (inherited temporal lobe epilepsy) وغيره من أمراض العظام وكذلك أُصيب بالملاريا.

يقول الناشط السياسي فؤاد أحمد "هناك فرق بين أن تعجب بقناع توت عنخ آمون ومجوهراته وبتماثيله وتماثيل والده, ولكن أن تقول إنك فخور بانتمائك لمثل هؤلاء الذين تفشى فيه زنى المحارم وقتلهم, فأنت محتاج لأن تكشف على قواك العقلية".

وتابع "لأنك بهذا القول الغبي بأنك تنتمي للفراعنة تود أن تعود بالبشرية إلى عصور انحطاط الأخلاقيات وزنى المحارم, وربما نلتمس لك العذر بجهلك لما توصل إليه العلم الحديث, أما إذا كنت تعلم ما توصل إليه العلم الحديث وتصر على انتمائك للفراعنة فمكانك الطبيعي هو مستشفى لمعالجة الأمراض النفسية".