بسبب الركود وارتفاع الأسعار.. الدمايطة أغلقوا ورش ومحلات الأثاث بـ”الضبة والمفتاح”

- ‎فيأخبار

مع تراجع القدرة الشرائية للمصريين وتزايد أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 60 مليون مواطن وفق بيانات البنك الدولي، وعزوف الشباب عن الزواج انتشر الكساد والركود في مختلف الأسواق، ما تسبب في خسائر كبيرة للتجار وتوقف الكثير من المصانع والشركات عن الإنتاج وتسريح الملايين من العمال".

من أكثر الصناعات التي تأثرت بالأوضاع الاقتصادية المأساوية في عهد الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي صناعة الأثاث خاصة في دمياط صاحبة الشهرة التاريخية في هذه الصناعة ليس على مستوى مصر فحسب، بل على مستوى العالم كله فمنذ الانقلاب الدموي يواجه الدمايطة الركود ومع فرض الرسوم والضرائب وموجات ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى تداعيات جائحة فيروس كورونا تراجع الإقبال على شراء الأثاث بشكل غير مسبوق .  

ورغم أن صناعة الأثاث بمحافظة دمياط تمثل العمود الفقري للاقتصاد الدمياطي إلا أن الأوضاع الحالية تهدد الدمايطة بانهيار هذه الصناعة التي ولدوا وتربوا عليها وتعتمد حياتهم على مواردها  بشكل كامل .

 

شارع عبد الرحمن

شارع عبد الرحمن بمدينة دمياط يطلق عليه "ترمومتر صناعة الأثاث بالمحافظة بالكامل" وهو بمثابة قبلة لكل زائري المحافظة لشراء الأثاث الدمياطي نظرا لانفراد محلاته ببيع أثاث متميز وبأسعار معقولة تقل كثيرا عن الأسعار التي تباع داخل المعارض الكبرى بالمحافظة وهذا الشارع يعرفه كل المهتمين بصناعة الأثاث على مستوى المحافظة وأيضا جميع محافظات الجمهورية حيث يقدم نماذج من إكسسوارات الأثاث تساعد على إنتاج قطع أثاث تباع بسعر التكلفة.

بدأت قصة هذا الشارع منذ أربعينيات القرن الماضي حيث كانت هناك 3 محلات فقط لتصنيع حجرات الأثاث (نوم وسفرة وصالون أنتريه) وفي عام 1966 بدأت هذه المحلات في إنتاج إكسسوارات الأثاث مثل (النبرتيهات والحلايا والفرنتونات والكعوبة والأكتاف) وهي مواد تدخل في إنتاج قطع الأثاث ثم انضمت لهم ورشة رابعة في بداية السبعينات لصناعة ما يسمى (المارتكلية) .

ومع أواخر السبعينات بدأت المحلات في الانتشار السريع داخل الشارع والشوارع المتفرعة منه ليصبح عددها الآن أكثر من 600 محل تضم أكثر من 1000 عامل وعاملة, وأصبح الشارع علامة بارزة ليس في دمياط أو مصر فقط بل يقصده الكثير من الخليجيين لشراء إكسسوارات الأثاث حيث يقدم حجرات الأثاث بأسعار مخفضة وبسعر التكلفة مع وجود هامش ربح بسيط.

الشارع الآن في زمن عصابة العسكر أصبح خاليا من الزبائن ليوجه بشكله الحالي رسالة لكل من يهمه الأمر بضرورة إيجاد حلول سريعة لإنقاذ الاقتصاد الدمياطي من التعثر .

 

كساد تام

حول هذه المأساة يقول محمد خالد تاجر إكسسوارات إن الارتفاع المستمر في أسعار جميع المواد الخام المستخدمة في الصناعة سواء أخشاب أو دهانات أو تشطيب، على مدار السنوات القليلة الماضية أثر تأثيرا بالغا على أصحاب المحلات المتواجدة داخل الشارع الشهير، متسائلا من كان يصدق في الجمهورية كلها أن شارع عبد الرحمن أحد أكبر المناطق الشهيرة بإنتاج جميع إكسسوارات القطع النادرة من (الأويما الدمياطي) التي تميز هذه الصناعة وتعطيه الميزة التنافسية في الداخل والخارج , ويفد إليه أصحاب ورش الأثاث من مختلف أنحاء الجمهورية لإضفاء اللمسة الدمياطية على منتجاتهم , كما يتم تصدير الكثير من منتجاته إلى عدد من الدول العربية التي تهتم بشراء الأثاث الدمياطي يصل به الحال إلى هذا الشكل ؟.

وأكد خالد في تصريحات صحفية أن الشارع يعاني من حاله من الكساد التام وتراجع عمليه البيع والشراء بصورة غير متوقعه .

وأضاف ، ما زاد الطين بلة على رأي المثل الشعبي، تلك الزيادات المستمرة في الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية والمتوقع استمرارها مرة أخرى خلال الفترة القادمة مثلما يؤكد تجار الخامات نظرا للظروف الاقتصادية العالمية، خاصة وأن تلك المواد وبكل أسف مستوردة جميعها من الخارج.

 

غلق المحلات

وقال محمد عيد صاحب أحد المحلات بالشارع الشهير إن "الوضع داخل الشارع وداخل المحافظة يسير من سيئ إلى أسوأ وهناك العديد من أصحاب الورش سواء داخل الشارع أو حتى في جميع المناطق الشهيرة بإنتاج الأثاث بدأوا في التفكير في غلق محلاتهم وورشهم ، نظرا لحالة الركود الحالية والتي صاحبها ارتفاع مستمر ومتكرر في ارتفاع أسعار المواد الخام وبالتالي زادت علينا المصروفات مع تزايد ضغوط الحياة اليومية .

وشدد عيد في تصريحات صحفية على أن الأمر يتطلب تدخل عاجل لجميع أجهزة الدولة لإنقاذ تلك المهنة خاصة وأننا كتجار إضطررنا إلى رفع أسعار الإكسسوارات والنبرتيهات والمارتكلية والصالونات والأنتريهات وجميع حجرات الأثاث بصورة كبيرة جدا، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة .

وأشار إلى أن سعر متر الخشب الزان ارتفع خلال الأيام القليلة الماضية إلى 1000 جنيه ومتر الخشب البياض إلى 4600 جنيه، ووصل سعر متر الخشب السويد إلى 5800 جنيه بينما وصل سعر لوح الأبلكاج  إلى 115 جنيها ولوح الأبلكاج الكوري إلى 110 جنيهات كما ارتفع سعر الغيراء والمسامير .

وتابع عيد ، اضطررنا إلى رفع سعر المنتج المشترى من النجارين في الوقت الذي يسعى فيه الزبون إلى الحصول على المنتج بسعر منخفض.