بعد انتشار “الشابو” و”الإستروكس”.. المخدرات تدمر شباب المحروسة بفعل فاعل

- ‎فيتقارير

في ظل حالة الفوضى والانفلات الأمني في السنوات الأخيرة انتشرت المخدرات في محافظات المحروسة بفعل فاعل، لتدمير الشباب معنويا وجسديا حتى لا يثوروا على هذا النظام المجرم، وحتى تخلو الأجواء لعصابة العسكر.

الأطباء أكدوا انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة بجانب تزايد أعداد المدمنين خاصة بين الشباب، محذرين من ظاهرة جديدة تتمثل في المخدرات المصنعة ومنها الأستروكس، والشابو الذي ينتشر في عدد من محافظات الصعيد والدلتا، بأسماء متعددة منها "الكريستال"، و"الآيس" و"الميث" و"مخدر الشوارع"، و"مخدر أبناء الأكابر"

وقال الأطباء إن "هذا المخدر تفوق خطورته جميع أصناف المواد المخدرة مجتمعة، بما في ذلك الهيروين، موضحين أن المادة الكيميائية الأساسية في تركيب هذا المخدر هي "الميثامفيتامين"، ويتم تصنيعه من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين المستخدمة في تصنيع أدوية البرد".

 

قضايا الشابو

أروقة محاكم الانقلاب أصبحت تعج بقضايا الشابو، وهو ما يكشف عنه بعض المحامين المتخصصين في قضايا التعاطي، يقول سيد فارس، محامي بالجنائيات إن "الشابو غير الأستروكس، لأن الشابو أكثر من مادة يتم خلطهما ببعض".

وأضاف فارس في تصريحات صحفية،  تعاملت مع عدة قضايا في هذا الشأن، وكان مع المتهمين أملاح وبعض المواد الموجودة بالمصانع وليس شرطا أن يكون صانعها كيميائيا، مؤكدا أن أغلب المتهمين بإعدادها أو ترويجها أشخاص عاديون، فمن الممكن أن يقوم بتصنيعها أي شخص.

وأكد أن الشابو بدأ ينتشر بكثرة في الشهور الأخيرة، رغم أن سعره مرتفع فالجرام يصل إلي 1800 جنيه .

وقال سيد الزغبي، محامي بالجنائيات، إن "الشابو دخل مصر عن طريق امرأة مزدوجة الجنسية "مصرية – هولندية"، وبدأت تصنع الشابو، وكان معها اثنان أحدهما مهندس مدني والثاني صيدلي وذلك بشقة بالمعادي، ثم انتشر وبدأوا في تجنيد شباب ليس لديهم عمل ثم بدأ انتشاره.

وأشار الزغبي في تصريحات صحفية إلى أن الصنف يختلف عن طريق التركيبة فهناك صنف تأثيره قوي وصنف تأثيره ضعيف، ومن الممكن استخدام مواد من عند العطار مثل الأملاح وبعض المواد الحافظة التي تدخل في التركيبة وتأثيره يصل بسرعة إلى خلايا المخ .

وأكد أن هناك شحنات مهربة تأتي من الخارج، حيث إن آخر شحنة تم ضبطها كانت بحوزة شخص أجنبي من إحدى الدول الأوروبية مع مصريين، وتم اكتشاف 180 كيلو عن طريق الرقابة الإدارية بالميناء.

 

سهلة التصنيع

وقال الدكتور محمد عماد، صيدلي، إن "الشابو مادة ناعمة، عبارة عن بودرة كيميائية، رخيصة تصنع تحت السلم وبأي مكان ومن السهل إنتاج كميات كبيرة بأسعار رخيصة جدا بعكس الأفيون".

وأكد عماد في تصريحات صحفية أنه ليس صحيحا أن بعض الصيادلة أو الكيميائيين يقومون بإعدادها، حيث لا تتطلب أي معرفة أو تخصص لأنه يتم تركيبها من مواد معروفة وبنسب وكميات معلومة أيضا، مشيرا إلى أن الشباب يلجأون إليها لأنها رخيصة.

وأوضح أن من أخطار هذه المادة أنه يتم إدمانها من أول مرة حتي لو تعاطى المدمن كمية بسيطة، لأن هذه المادة  تلعب على خلايا المخ، والدم يقوم بامتصاصها بشكل كامل، لافتا إلى أن من أعراضها أنها تجعل المدمن قويا بشكل غير طبيعي، ويستطيع تكسير الجدران ، وتكون لديه رغبة غير طبيعية وعنيفة، مما يتسبب في انتشار حالات الاغتصاب، وزيادة العدوانية الذاتية مثل تكسير أسنانه وتكسير إصابع يديه، وأشار عماد إلى أن هذا المخدر سهل التحضير، ولا يحتاج إلى معامل متكاملة ومتخصصة لإنتاجه.

 

أساليب عشوائية

وقال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن "الشابو مادة منشطة تجعل الشخص لديه طاقة زائدة وقدرات تجعله مستيقظا أكثر من يومين كاملين، وقد تؤدي إلي نزيف بالمخ نتيجة ارتفاع الضغط، وتسبب الموت وحوادث سيارات وعنفا شديدا، مؤكدا أن هذه المادة لا تحتاج متخصصين لتركيبها، حيث يتم تصنيعها بأساليب عشوائية جدا، وظهرت عام 2008 و2009 في أوروبا وأمريكا ثم وصلت إلي مصر ويتم تصنيعها تحت بير السلم، وتباع بسعر أرخص من المخدرات.

وكشف مجدي في تصريحات صحفية أنه يتم تداولها عن طريق أنها "أملاح بحر"، ومن الصعب السيطرة عليها وهي ترتبط بحوادث كثيرة نتيجة تعاطي هذا المخدر سواء عن طريق الأقراص أو الاستنشاق.

وأضاف أن العلاج من هذا النوع من المخدرات يتم بإعطاء أدوية تقلل الاندفاعية وتقلل ضربات القلب وأدوية أخرى لقرح المعدة، لأنها تسبب قرحا للمعدة، كما نطلب من المدمن عمل تحاليل للكبد والكلى لأنها تؤثر عليهما، وتستغرق فترة العلاج من الآثار الجانبية فترات طويلة ومن الممكن أن تستمر مدى الحياة أو على الأقل سنتين أو ثلاث سنوات مع طبيب متخصص.

وأكد مجدي أنه يلزم حضور المدمن جلسات علاج جماعي وأن يتخلص من معارفه وأصدقائه الذين كانوا سببا في تعاطيه هذا المادة ويتم نقله إلي حياة جديدة، محذرا من أن إدمان المخدرات التخليقية مرض مزمن، ومن الممكن أن يتعرض المدمن للانتكاسة مرة أخرى فلابد من المتابعة مع طبيب متخصص، لأن هناك مصحات تحت بير السلم ليس لديها ترخيص أو أماكن مجهزة أو برامج علاجية فلابد من الذهاب إلى أماكن مرخصة.

وأوضح أن هناك علامات تدل على تعاطي الشخص لهذا المخدر من خلال تغير سلوكه والإهمال الدراسي والعنف وإهمال عمله وطلبه للمال بكثرة والتشنجات والحوادث، فكل هذه مؤشرات لتناول المخدر.

وحول سبب اتجاه الشباب للشابو قال مجدي "هناك شباب لديهم حب استطلاع أو المغامرة بتجربة شيء جديد خاصة أن هذه المخدرات تُعطي قوة زائدة، لكنها في نفس الوقت تتسبب في القلق والتوتر الزائد فالشخص يحاول الهروب من كل ذلك عن طريق تعاطي الشابو وفي النهاية يتطور الأمر ويصل لحد ارتكاب الجرائم".