صفعة أمريكية صهيونية للسيسي: إمداد لبنان بالغاز من إسرائيل وليس مصر

- ‎فيأخبار

بعد حملات ابتهاج وترويج لحلحلة الأزمة الاقتصدية المصرية، عبر إمداد لبنان بالغاز والكهرباء المصريين إلى لبنان المأزومة بشدة في مجالات الطاقة والكهرباء، خاصة وأن مصر تعاني من تخمة من الغاز والكهرباء الذي تحقق بعد سلسلة من القروض والديون الكبيرة لاقامة محطات كهرباء بالديون ، نفذتها شركة سيمنس الألمانية، الذي يسعى السيسي لبيعها حاليا من أجل حل أزمة اقتصاده الذي يعاني نقص السيولة، وبعد أن استورد الغاز من إسرائيل، بدعوة تسييله وإعادة تصديره، وهو ما مثل عيدا لإسرائيل التي كانت لا تستطيع الاستفادة من غازها بصورة كبيرة إلا عبر مصر، لأن تصديره لأوروبا عبر تركيا أكثر تكلفة اقتصاديا، كما لايوجد أي سبيل لنقله عبر أوروبا في ظل عدم إسالته وعدم وجود خطوط إمداد، وحينها فرحت مصر بالصفقة التي وصفها السيسي بـ"الجون" ولكن من وقتها لم تستطع مصر تصديره لأوروبا بعد إسالته، بل تبيعه بالداخل المصري، وبتكلفة كبيرة على المصريين، أما ما جرى تصديره من كميات صغيرة تم بيعه للخارج بأسعار أقل من بيعه للأسواق المصرية، وتعاني مصر تخمة من الغاز الطبيعي الذي كانت إدارة السيسي تراهن على تصديره للبنان، إلا أن جاءت الصفعة الأمريكية.

حيث أفادت قناة إسرائيلية، بأن الولايات المتحدة الأمريكية، وافقت على توريد غاز من إسرائيل إلى لبنان، على عكس ما نشرته وسائل إعلام عربية ودولية على أن الموافقة تتعلق بالغاز المصري.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، إن "واشنطن وافقت أمس السبت على اتفاقية لتوريد الغاز إلى لبنان، وأعطت الضوء الأخضر للتحرك بهذا الصدد".

وأشارت إلى أن الغاز سينقل من إسرائيل إلى الأردن، ومن ثم سيورد عبر خط الأنابيب إلى سورية من هناك إلى لبنان".

ولفتت القناة إلى أن الولايات المتحدة، تستثني هذه الخطوة من عقوبات قانون قيصر، التي فرضتها على نظام بشار الأسد في سورية، حيث سيكون الغاز الذي سيصل إلى الأردن من حقلي تامار وليفياثان قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت أن الخطوة الأميركية التي تؤيدها روسيا، تهدف إلى إيجاد بديل للمساعدات الإيرانية للبنان.

ويوم السبت، قالت السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، في مؤتمر صحفي في بيروت، إنها "سلمت رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي كتابا خطيا من وزارة الخزانة الأميركية، يرد على بعض الهواجس التي كانت لدى السلطات اللبنانية في ما يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية، التي ساعدت واشنطن في تسهيلها وتشجيعها بين لبنان والأردن ومصر".

وفي مطلع سبتمبر الماضي، اتفق وزراء الطاقة والنفط في لبنان والأردن ومصر والنظام السوري، على "خريطة طريق" لإمداد لبنان بالكهرباء والغاز، لحل أزمة طاقة يعاني منها منذ شهور.

غير أن وزير البترول بحكومة الانقلاب العسكري ، طارق الملا، قال في 23 ديسمبر الماضي إن "مصر لم تحصل بعد على الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية لبدء ضخ الغاز المصري إلى لبنان عبر سورية التي تخضع لعقوبات أميركية".

وفي تشديد على أن تلك الاتفاقية لن تخضع للعقوبات بموجب قانون قيصر بسبب مرورها بالأراضي السورية، قالت السفيرة الأميركية "لن يكون هناك أي مخاوف من قانون العقوبات الأمريكي".

وعقب ذلك كشفت تقارير إسرائيلية وغربية أنه وفقا للاتفاقية التي وافقت عليها الولايات المتحدة، لا تشمل مصر، حيث سيُنقل الغاز من إسرائيل إلى الأردن، وليس من مصر إلى الأردن.

ويعد استثناء مصر بمثابة لكمة قاسية من الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، لنظام السيسي الذي يعاني من العجز الاقتصادي ، وكان يراهن على تلك الصفقة التي تمثل بابا للتصدير لسلعة تحقق منها مصر اكتفاء ذاتيا، بجانب استيراد الغاز الإسرائيلي بتكلفة عالية أعلى من الأسعار العالمية ، خدمة للكيان الصهيوني، ورغم ذلك يجري منع تصدير الغاز من مصر للبنان، وهو ما يمثل قمة الضغط على مصر.

يشار إلى أنه رغم العلاقات الحميمية التي تجمع نظام اليسي بإسرائيل، إلا أن الكثير من الصفعات السياسية والاقتصادية تنهال من تل أبيب على مصر، كاتفاق تل أبيب والإمارات على شق طريق بري بين الإمارات وتل أبيب يستبعد قناة السويس، من تصدير النفط والغاز الخليجي، الذي سيصل للبحر المتوسط عبر موانئ إسرائيل ، ما يكلف مصر خسائر كبيرة ، إثر حرمان قناة السويس من مرور حاملات النفط الخليجية، والتي تمثل نحو 26% من حجم الناقلات العملاقة التي تمر بقناة السويس.

كما قامت إسرائيل بتوقيع عقود اتفاق مع اليونان وقبرص لإقامة خط أنابيب لنقل الغاز عبر إسرائيل إلى أوربا عبر قبرص واليونان مستبعدة مصر من مرور أنابيب الغاز عبر مياهها الإقليمية، لحرمانها من دخل دولاري ضخم، فيما يعرف بخط أنابيب شرق المتوسط "ميد إيست"، وهو ما تسبب في غضب مصري عارم، دفعها للتوجه نحو التصالح مع تركيا مؤخرا.

وهو ما يؤكد فشل نظام السيسي في بناء مراكز اقتصادية قوية لمصر المأزوم بعقم سياسات العسكر التي تكلف المصريين خسائر كبيرة جدا.