تهديد الحوثيين للإمارات أكبر من “مسافة السكة”.. فهل تغيرت قواعد اللعبة؟

- ‎فيعربي ودولي

 

تكاد أن تكون قد توحدت آراء المراقبين، حول نقطة أن شيطان العرب محمد بن زايد آل نهيان، يذوق الآن جانبا من مكره بالربيع العربي ومخرجاته في مصر واليمن والسودان وتونس، بشكل علني، وفي سوريا والمغرب بشكل غير مباشر، بعدما أصبحت أبوظبي في مرمى نيران الحوثي، مع انتظار رد الإمارات، والتي وضعت نفسها ولعدة سنوات بعيدة عن الاستهداف من جماعة أنصار الله الحوثيين.
يقول عبدالله محمد "على قارون أبوظبي أن يقف ويسأل نفسه، وهو يشاهد حجم الفرحة التي غمرت الوطن العربي بعد قصف الحوثيين لأبوظبي ،على رغم تأثيرها المحدود، إنه ظلمكم وإجرامكم وتآمراتكم وخياناتكم وحربكم على الإسلام وأهله، إنه تصهينكم المخزي جعل هذه الشماتة فيكم تزغرد في كل بيت عربي ومسلم من طنجة إلى جاكرتا".
وتابع مصري حر عبر @12zMohamed كم التعليقات وخرج بنتيجة مفادها أن "كم الفرح والشماتة في استهداف صواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين أهداف في أبوظبي، لا تقل عن الفرح والشماتة في هلاك الإبراشي".

ما الذي تغير ؟
السؤال طرحه المحلل د. إبراهيم الحمامي قائلا "ما الذي تغير؟ قصف في عمق الإمارات يصل لمطار أبو ظبي بطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون، كانت الإمارات -وما زالت- تعبث في جنوب اليمن ولا تقترب من الحوثيين، والحوثيون حتى هذا اليوم لم يتعرضوا للإمارات بمسيراتهم، ما الذي غير المعادلة؟
وأعلنت شرطة أبو ظبي، الاثنين 17 يناير، عن انفجار في صهاريج وقود قرب خزانات شركة البترول الوطنية، وعن حريق في مطار أبو ظبي من دون أضرار، ليسفر الانفجار عن قتلى وجرحى، بعملية نوعية تبنتها جماعة الحوثي في العمق الإماراتي.
واتهم وزير الخارجية الإماراتي الحوثيين بالوقوف وراء تفجير ثلاثة صهاريج للنقل البترول في مطار أبوظبي في أول إعلان من أبوظبي بشأن الطرف الذي يقف وراء الانفجار.
التغير ربما كان كما قالت صاحبة حساب (بنت اسمها ذات) @fankosh22 "#الإمارات و #الحوثية تقريبا اختلفوا على المهر، دول كانوا قاتلين نايمين في سرير واحد، يلا ربنا يولع فيهم هما الاثنين ويحمي شعوبهم منهم".
أو ربما كان التغير هو ما ذكرته نجوى @NajwaaAli "هل تذكرون عملية #حرية_اليمن_السعيد التي أعلن عنها التحالف قبل أسبوع.

قصف مطار #أبو_ظبي اليوم يأتي للتغطية على هذه العملية وإعلان نهايتها قبل أن تبدأ وانتهاء دور لواء العماليق في شبوة ومن ثم تبخُر آمال الشعب اليمني المخدوع والمغلوب على أمره".

مسافة السكة
ناشطون تحدثوا عن استعداد يتم الآن لإرسال عبد الفتاح السيسي زعيم الانقلاب جنودا إلى اليمن وللإمارات وفق اتفاقية المذيعة زينة يازجي المعروفة باسم "مسافة السكة" وقال الضابط السابق بالجيش شريف عثمان @SherifOsmanClub "السيسي عاوز يبعث الجيش حرب اليمن مع السعودية والإمارات، متنساش عزيزي المصري اللي حصل للجيش المصري في حرب اليمن أيام الديكتاتور الأول لا يختلف كثيرا عما حدث في ٦٧".
ولا ترجح الصحفية نادية أبو المجد @Nadiaglory هذا التدخل وقالت "لا أعتقد، هو قال مسافة السكة لكن رفض المشاركة معاهم من بداية الحرب مارس 2015".

 

آثار متوقعة
وقبل أشهر هدد الحوثيون الإمارات بالاستهداف، فسارع عبدالله بن زايد للقاء نظيره الإيراني في طهران، فهدأت الموجة التهديدية، وأعلنت أبوظبي انسحابها التدريجي -مجرد إعلان- من اليمن، والسبب أن الإمارات ضعيفة البنية من الأساس يقول الكاتب الصحفي محمد جمال عرفة "الإمارات بحكم تكوينها الاقتصادي عبارة عن مول تجاري كبير،  لذلك أي تهديد أمني ممكن يضرب اقتصاد هذا المول.

بالتالي هجوم الحوثيين في اليمن على مطار أبو ظبي ومستودعات نفط ردا علي تدخل الإمارات في اليمن، ومقتل وإصابة 9 غير الدمار ووصوله للعمق أمر خطير علي أمن الإمارات".
وألمح الناشطون إلى نفس الأمر بشكل تهديد وهلع، فقالت دينا @Dina_2096 "كله يسيب أبو ظبي ودبي واللي عنده حاجة يبيعها، ويسافر عشان هتنتهي قُريب وهتيجي على الأرض".
وقال الإعلامي أحمد منصور "الهجوم الذي تعرضت له أبوظبي اليوم من الحوثيين والذي تتعرض له السعودية دائما، يؤكد على حقيقتين دامغتين:الأولى تستطيع بسهولة أن تشعل حربا لكنك لا تستطيع التحكم فى مسارها أو إيقافها الثانية:أن قواعد الحروب قد تغيرت وأصبحت الأسلحة الإلكترونية الرخيصة هي الحاسمة كحرب أذربيجان وأرمينيا".

سوريا
ما بعد القصف الحوثي سيتبعه تغير ما في الملف السوري الذي سيكون ورقة تظهره تصرفات أبوظبي حياله، فالإمارات التي أناخت عند أعتاب دمشق -المتعاونة مع طهران- قبل أشهر وتسعى لإعادتها للجماعة العربية، رغم أنها محتلة روسيا وإيرانيا، أنقذتها الإمارات بالمكر والخديعة -مدعية في السابق أنها نبذته- من ثورة شعبية قوية كادت تطيح به تدخلت إيران عسكريا بالبلاد في عام 2012 وكانت "السيدة زينب" هي العنوان الأبرز الذي استغلته للزج بالمليشيات الأجنبية للقتال تحت شعارات طائفية تخفي وراءها حلم الوصول إلى البحر المتوسط، إلا أن حلم إخراجه من تحت سيطرة إيران يبقى حلما بعيد المنال.

إيران لا تستثني
وألمح مراقبون إلى أن الحوثي يتحركون في تعاملهم مع أبوظبي، من منطلق إيراني بالمقام الأول، فالدكتور محمد الجوادي تساءل "هل تكون أبوظبي هي العاصمة الخامسة التي تعلن غدا خضوعها لإيران ؟ أم أنها ستعلن هذا الخطوة  في هذه الليلة بطريقة عبد الناصر التي تقول إننا نملك حق الرد في الوقت المناسب  والمكان المناسب ".

https://publish.twitter.com/?url=https://twitter.com/GwadyM/status/1483088225866596353

وأضاف الجوادي تلميحا آخر عن نتائج حرب بن زايد على جماعة الإخوان المسلمين ومنهم حزب الإصلاح اليمني الذي يواجه الحوثيين على الأرض اليمنية فقال"قال سيادته ، إن "مناوشتي في بيتي بصواريخ الحوثي حتى لو آذتني، أحب إليّ من أن أسمع أن صوت الأذان يرتفع في مساجد الإصلاح اليمنية في تعز ".