تلاعب آبي أحمد بمصر مستمر.. اجتماع الحكومة الإثيوبية بمقر السد ورسالة عبر تويتر

- ‎فيأخبار

من موقع القوة التي منحها توقيع السيسي الخائن على اتفاقية المبادئ بشأن سد النهضة في 2015، يتحرك رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد في ملف سد النهضة، على الرغم من أزمة الحرب الأهلية الدائرة في أثيوبيا، ولم يستغلها العاجز السيسي ونظامه.

ففي تحدٍ واضح لمصر ونظامها السياسي الهش الذي يقوده السيسي، عقدت الحكومة الإثيوبية اجتماعا في موقع سد النهضة مطلع الشهر الجاري، في دلالة واضحة على قوة الموقف الأثيوبي ، التي ما زالت مصر تستجديه لعقد جولة مفاوضات جديدة قبل الملء الثالث للسد في الصيف المقبل، حيث ما زالت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا متوقفة منذ أبريل الماضي وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن تعثرها.

واعتبر النائب بالبرلمان الإثيوبي محمد العروسي، أن الرسالة المراد إيصالها من اجتماع الحكومة في سد النهضة هي، أن السد يشكل أهمية كبرى لإثيوبيا وتنميتها كما يسلط الضوء على إنجاز جزء كبير من الإنشاءات في السد.

بينما أكدت الدكتورة أماني الطويل الخبيرة بالشأن الإفريقي في تصريحات لقناة الجزيرة، أن عقد اجتماع الحكومة الإثيوبية في موقع سد النهضة رسالة إلى الداخل الإثيوبي بامتياز في لحظة يحتاج فيها آبي أحمد إلى توافق داخلي.

وفي هذه الأثناء، ما زالت هرتلة السيسي بمنتدى شبابه حول العجز المائي المصري، واستجداء أثيوبيا للجلوس للمفاوضات، بينما رئيس وزرائه مصطفى مدبولي يواصل عزف مقطوعات الاستجداء من أجل التفاوض.

حيث قال السيسي، إن "جهود دعم التنمية شرط أساسي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وإن مصر تسعى للتوصل في أسرع وقت ممكن لاتفاقية متوازنة وملزمة بشأن سد النهضة الإثيوبي.

بينما دعا وزير خارجية الانقلاب بمصر سامح شكري الإثنين الماضي،  إلى استئناف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي في أسرع وقت ممكن.

فيما يعدد وزير الري محمد عبد العاطي أرقام العجز المائي ودخول مصر الفقر المائي المقدر بـ1000 متر مكعب، فيما تبلغ حصة المواطن المصري أقل من 500 متر مكعب، بينما من المنتظر أن تقل حصة  مصر بمعدل 25 مليار م مكعب سنويا في ظل إصرار أثيوبيا على استمرار الملء المنفرد خلال 5 سنوات، فيما أثيوبيا متجاهلة تلك الاستغاثات والنداءات المصرية.                                                             من جانبه، قال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي المهندس كوف نهور، إن "نسبة إنجاز البناء في السد بلغت 83%، وأضاف بأن الاستعدادات جارية لإنتاج الطاقة الأولية عبر تشغيل توربينين بمقدار 700 ميغاوات".

ومع عدم قدرة نظامي الانقلاب بمصر والسودان على إلزام إثيوبيا لمراعاة حقوقهما أو تنفيذ مطالباتهما أو التوصل لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد الأكبر في العالم، نشر اليوم 21/1/2022، رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد خطابا عبر تويتر قال فيه إنه "قد حان الوقت لتغيير مصر والسودان خطابهما بشأن سد النهضة، داعيا إلى أن يركز الخطاب على بناء السلام والتعاون بين شعوب الدول الثلاث".

وأكد أبي أحمد في خطابه أن سد النهضة يحمل فوائد عدة لدولتي المصب مصر والسودان ولشرق أفريقيا، كما يمكن للدول المشاطئة الاستفادة من مياه النيل بشكل معقول ومنصف دون التسبب في ضرر كبير، على حد تعبيره.

وأضاف “سد النهضة سيحمي السودان من الفيضانات المدمرة ومواسم الجفاف وسيساعد مصر على الاستفادة من المياه بدلا من تبخر مليارات الأمتار المكعبة”.

وتابع “سد النهضة هو مفتاح الطموحات الإثيوبية في التنمية وسد احتياجاتنا من الطاقة، و53% من الشعب الإثيوبي لا يحصلون على الكهرباء”.

من جانبها قالت خبيرة الشؤون الإفريقية نجلاء مرعي إن "التوصل لاتفاق قانوني ملزم للتشغيل والملء هو الضامن الوحيد لتحقيق الفوائد الخاصة بسد النهضة على شعوب المنطقة كلها وليس شعوب الدول الثلاث فقط".

وأضافت “إذا كان كلام رئيس الوزراء الإثيوبي صحيحا فلِمَ التعنت في توقيع اتفاق لتحقيق هذه الفوائد؟ كما أن السودان تعرّض لمشكلات كبيرة جدا في الملء الأول للسد منها توقف العديد من محطات الشرب والمشروعات المائية في الشرق جراء الملء الأحادي في يوليو 2020".

وتابعت “لا يوجد سد في العالم يتم تشغيله وإدارته بصفة منفردة ثم نتكلم على فوائد مرجوة منه”.