“الجارديان”: السعودية نظمت مهرجانا موسيقيا سرا في 2020 بتكلفة 20 مليون دولار

- ‎فيعربي ودولي

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن السعودية نظمت مهرجانا للموسيقى سرا في 2020 وقت انتشار جائحة كورونا بتكلفة إجمالية بلغت 20 مليون دولار.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن "شركة Vice Media نظمت سرا، مهرجانا لصالح الحكومة السعودية بقيمة 20 مليون دولار، في مارس 2020، بالرغم من تعهدها بوقف كل الأعمال بالسعودية".

وأضاف التقرير أنه عندما ظهر المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي في مهرجان "سبايموث ميوزيك" في وسط صحراء المملكة العربية السعودية، وعدوا بإقامة مهرجان للموسيقى والمأكولات، وكلها مدعومة من الحكومة السعودية.

وأوضح التقرير أن ما لم يعرفه الحاضرون ، هو أن مهرجان الموسيقى الباهظ التكلفة تم تنظيمه سرا من قبل شركة Vice Media ، كجزء من حملة الشركة المستمرة لكسب المال في الدولة الشرق أوسطية على الرغم من سجل البلاد السيئ في مجال حقوق الإنسان.

بعد ثلاث سنوات فقط من إعلان Vice علنا أنها ستوقف جميع الأعمال في المملكة العربية السعودية مؤقتا، بسبب تداعيات مقتل المنشق جمال خاشقجي بأمر من الدولة، قال المطلعون في Vice لصحيفة The Guardian إن "الشركة تسعى مرة أخرى بقوة وراء فرص العمل في المملكة العربية السعودية".

قال أحد موظفي فايس إن "موظفي الشركة أثاروا لسنوات مخاوف بشأن تورط الشركة مع السعودية ، وكنا محاطين ببيانات فارغة وأعذار مثيرة للشفقة".

وعلى الرغم من أن مهرجان "السمت" للموسيقى لم يحظَ إلا بقدر ضئيل من الدعاية في وسائل الإعلام الغربية عندما أقيم في بداية تفشي فيروس كورونا، إلا أنه يعتقد أنه كان مربحا للغاية بالنسبة إلى شركة فايس، ويقدر الموظفون في الشركة أن إجمالي الميزانية كان 20 مليون دولار (15 مليون جنيه إسترليني).

وقد وعد منظمو الحدث بجمع أفضل ما في الثقافة الشرقية ،وقد أقيم بين نقوش قديمة في موقع التراث العالمي في حي العلا على طريق تجاري تاريخي مع أفضل ما في الثقافة الغربية ، حيث قدم عرضا من رقصة الثنائي شاينزلنج".

وتصدر لائحة المشاركين الموسيقي الفرنسي جان ميشال جار الذي ظهر إلى جانب مغني الراب تيني تيمباه، بالإضافة إلى طهاة رائعين من مطاعم مثل "ميشلين كونترا" في نيويورك و"أنابيل" في لندن طاروا ليطبخوا للضيوف.

وانضمت الفنانة البريطانية المعاصرة لورين بيكر إلى معرض Shuster + Moseley لتوفير عروض فنية خاصة.

ومع ذلك فقد بذلت الشركة جهودا لإبقاء اسمها بعيدا عن الأضواء، فالمقاولون الذين عملوا في مهرجان الموسيقى و الذي تم تنظيمه من خلال وكالة Vice's للتسويق الإبداعي طلب منهم أن يوقعوا على اتفاقيات عدم الإفصاح، بينما اسم Vice’s لم يظهر على مواد التسويق العمومي.

وأشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى يائسة إلى إنفاق أموال طائلة لإعادة تبييض صورتها في أعين الشباب الغربي على الرغم من جذورها المناهضة للثقافة، والآن تمر شركة "فايس" بمرحلة شيخوخة، وتحتاج إلى تحسين وضعها المالي بسرعة، فقد سيطرت الشركة على موجة إنشاء وسائل الإعلام الجديدة في أوائل هذا القرن، ولكنها أنفقت بالفعل مليارات الدولارات من الاستثمارات في نفس الوقت الذي واجهت فيه مزاعم التحرش الجنسي وتحاول تقديم عائد مالي للمستثمرين.

ونتيجة لذلك، كانت الأموال المعروضة في الشرق الأوسط مغرية، حيث افتتح العام الماضي مكتب متخصص في العاصمة السعودية الرياض، كما قامت بصفقة لإعداد أفلام دعائية للبلد بالتعاون مع مجموعة البحث والتسويق السعودية، وهي شركة تربطها علاقات وثيقة بالدولة السعودية ولها أيضا شراكة مع Independent و Evening Standard.

وقال أحد الموظفين إن "المدير التنفيذي للشركة كان على علم تام بالضرر المحتمل للسمعة، الذي يمكن أن ينجم عن إدراك الجمهور الغربي للشركة بحجم تعاملها مع الدولة السعودية، قائلا إنه لأمر مذهل ، على الرغم من المعارضة المستمرة من جانب هيئة العاملين هناك، أن تكون الشركة سعيدة بالحصول على المال من دولة كانت مسؤولة حرفيا عن قتل أحد الصحافيين بقرار من الدولة".

وردا على سؤال حول مخاوف الموظفين من عودة الشركة إلى العمل في السعودية، قال متحدث باسم شركة Vice "لقد تم إنشاء موقع Vice Arabia منذ أكثر من أربع سنوات كجزء من توسعنا العالمي ، إلى جانب العديد من شركات الإعلام والمحتوى الأخرى التي توسعت في المنطقة، لطالما كانت الشركة مرتبطة بالإبداع والثقافة للشباب في كل ركن من أركان العالم  وفي المنطقة السعودية، ثلثي السكان تحت سن ال 35.

وأضافت "افتتحنا مكتبا تجاريا وإبداعيا في الرياض في وقت سابق من هذا العام، تم الإبلاغ عنه ومشاركته علنا، كان صوتنا التحريري وسيظل دائما يتحدث بحرية واستقلالية كاملة ".

 

https://www.theguardian.com/media/2022/feb/01/vice-media-secretly-organised-20m-saudi-government-festival