حظي إسلام العشيري، وهو مصري يعمل مرشدا سياحيا في أوكرانيا، بإشادة واسعة من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا ، بعد أن ساعد العديد من العائلات على الفرار من العاصمة الأوكرانية كييف التي تتعرض للهجوم الروسي إلى مدينة لفيف القريبة من الحدود البولندية.
وقال العشيري 27 عاما للمونيتور إنه "تمكن في البداية من إنقاذ رجل لبناني، ثم امرأة عراقية وأطفالها الأربعة بعد قصف الروس لبيتهم، وبمرور الوقت الذي وصل فيه إليهم كان الطعام قد نفد، كما قام بإنقاذ أسرة يمنية ونقل سعوديا وزوجته الحامل إلى الحدود مع بولندا".
وعلى الرغم من تمكنه من الوصول إلى الحدود في ظل ظروف صعبة، اختار العشيري عدم مغادرة أوكرانيا بنفسه، وفي كل مرة كان سيعود إلى كييف لإنقاذ مزيد من الأسر والأطفال.
وأضاف، كانت أصعب عملية هي إنقاذ عائلة من أربعة أفراد؛ طفلان يمنيان يدعيان كريم وأمير عبد الكريم مع شقيقتهما التي تحمل الجنسية المصرية ووالدتهما الأوكرانية، وكانت العائلة في قرية تشيرنيهيف أوبلاست، التي تتعرض لقصف عنيف من القوات الروسية.
وأوضح العشيري أنه أصيب مرتين برصاص القوات الروسية وهو في طريقه لإنقاذ الأسرة اليمنية، لكنه استمر في ذلك وتوقف حتى وصل إلى القرية لاصطحاب الأسرة ، وعندما وصلت إلى هناك، لم يكونوا مستعدين لمغادرة المنزل، لأنهم فقدوا الأمل في أن أتمكن من النجاة ، لقد افترضوا أنني أصبت أو قتلت".
وتابع "هناك ما يقرب من 600 كيلومتر بين مدينة لفيف والعاصمة كييف، مما جعل مهمة إجلاء الأسر أكثر صعوبة في ضوء حظر التجول والقصف وإغلاق الطرق".
استغرق الأمر منه يومين ليصل إلى الأسرة اليمنية ويومين لاصطحابهم إلى الحدود البولندية.
وأضاف العشيري كان الطريق المؤدي إلى منزل العائلة اليمنية مليئا بالقناصة والقوات الروسية، لقد حذرتني أم الأطفال من استهدافي، مضيفا أنه رأى جثثا في الشوارع في طريقه.
وبالإضافة إلى الإشادة التي تلقاها العشيري على وسائل التواصل الاجتماعي لشجاعته وتصميمه، فقد دعاه رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك سعيد ليشكره على إنقاذ طفلين يمنيين، معربا عن تقديره لموقفه الشجاع وتعريض حياته للخطر من أجل إنقاذ حياة طفلين يمنيين".
وردا على سؤال حول الممرات الإنسانية التي تتيح إجلاء المدنيين قال العشيري إنه "لا يوجد شيء كهذا على الأرض ، حيث يتعرض المدنيون لقصف روسي متقطع".
وكانت موسكو قد أعلنت قبل أيام عن وقف إطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين ، لكن السلطات الأوكرانية اتهمت الجيش الروسي بانتهاك وقف إطلاق النار، وقصف الطرق المخصصة لإجلاء المدنيين.
وقال العشيري إن "بعض السكان المحليين دعوه لقضاء الليل، كما قام آخرون بتوجيهه إلى الطرق الثانوية بدلا من الطرق التي تتعرض للقصف الروسي، أو التي أقيمت فيها نقاط التفتيش الأوكرانية، وأوضح أنه تلقى تحذيرات من القوات الأوكرانية بأنه مستهدف إذا لم يحترم حظر التجول المفروض.
وأشاد بالمساعدة التي تلقاها من السكان المحليين وقال إنها "سهلت مهمته في إنقاذ الأسر، وأعطاه رجل أعمال لبناني سيارتين، تعطلت إحداهما بعد أن قطع مسافات طويلة، ورفض الرجل اللبناني استلام أي نقود لشراء السيارات ، وقال له إن "هناك سيارة ثالثة جاهزة للاستخدام في حال تعطلت السيارة الثانية التي يستعملها".
وأوضح أن سيارته الخاصة أُصيبت في القصف الروسي، فلجأ إلى سيارات الرجل اللبناني الذي يملك شركة سياحية في أوكرانيا.
وعن الفيديو الذي صور مع الأطفال وهم يغنون الأغاني المصرية، قال العشيري إنهم "أطفال العائلة العراقية الأربعة، غنيت معهم لطمأنتهم لأنهم خافوا من الطائرات الروسية التي تحلق فوقنا فيما نتجه إلى الحدود البولندية".
وأضاف "كنت بصحبة أصدقاء مصريين على الحدود البولندية، حين رأيت في سنابشات نداء استغاثة من سيدة عراقية معها أربعة أطفال في مدينة تشيركاسي، حيث قصف الجيش الروسي منزلها ولم تتمكن من إخراج الأطفال".
وعلى الرغم من أن العشيري يفضل البقاء في أوكرانيا ويواصل إنقاذ عائلات أخرى، إلا أنه يواجه ضغوطا من أسرته في العودة إلى وطنه لمغادرة أوكرانيا بسبب مخاوف بشأن سلامته.
وعندما اتصلت "ذا مونيتور" بالعشيري، كان في طريقه مرة أخرى إلى كييف في محاولة لإنقاذ إمام مصري محاصر في مسجد، فضلا عن عائلة لبنانية، اتصل الإمام به بسبب اشتداد القصف الروسي.
وقال العشيري إنه "يعرف تمام المعرفة الطرق في أوكرانيا بسبب عمله كمرشد سياحي، وأوضح أن العديد من الناس يتصلون به طلبا للمساعدة بعد ورود تقارير تفيد بأنه تمكن من إنقاذ عدد من الأشخاص الذين فروا من القصف الروسي".
https://www.al-monitor.com/originals/2022/03/young-egyptian-rescues-arab-families-trapped-ukraine